ما زالت وزارة التربية والتعليم تواجه ضغوطا ممن يحملون شهادات كليات التربية لإعداد المعلمين ولم تستطع تخفيفها بسبب الأعداد الكبيرة التي تقف في الطابور.
وزاد من تعداد هذا الطابور اكتفاء بعض المدن وتشبعها بالمعلمين والمعلمات وكانت مكافأة هذه المدن بأن لا تقبل طلبات التوظيف للمتقدمات منها واتجه المخطط إلى ضخ تلك الأعداد إلى المدن الباحثة عن الاكتفاء.
وظلت لسنوات لا يتم فيها قبول المتقدمات من المدن الكبيرة كجدة والرياض ومكة والمدينة، ولتنامي طلب الوظائف التعليمية أصبح تقديم المعلمات الطالبات للعمل إلى المدن الأخرى بحثا عن فرص عمل، إلا أن المخطط لهذا الضخ فصل المواطنة وقرنها بإثبات إقامة حتى إذ حصلت مواطنة من جدة أو المدينة أو الرياض على وظيفة في جازان أو عرعر أو تبوك تأتي مديريات تلك المناطق بطلب إثبات إقامة، وكأن المواطنة (الطالبة للوظيفة) انتقلت إلى دولة شقيقة أو أنها قادمة بـ(فيزة) معلمة في وطنها..!!
هذا القرار تم تداركه مؤخرا بالأمر السامي رقم 5632/م ب بتاريخ 21/8/1432هـ والقاضي بإلغاء شرط إثبات الإقامة إلا أن كثيرا من المناطق التعليمية لازالت تنام (في العسل) حيث تطالب المعلمة المعينة في المناطق المختلفة بإثبات الإقامة.
فيامعالي الوزير رحمة ببناتنا ومحافظة على لحمة الوطن بيقين أن أبناءه وبناته مواطنون في أي رقعة منه عليك التدخل في هذا الأمر والإيعاز للمسؤولين بالوزارة مراسلة إدارات التعليم المختلفة وتبليغهم بالقرار السامي، فقد وصلت عدة رسائل من معلمات في جدة تم تعيينهم بمناطق مختلفة توقف إتمام توظيفهن على ورقة إثبات الإقامة في المنطقة التي قبلت بها، وتعلم معاليك أن بعضهن ظللن ينتظرن هذه الوظيفة من عام 2003 (وبعضهن أكثر من ذلك بكثير) ومع إعلان أسماء المقبولات ومطابقة البيانات أرسلت بعض الإدارات التعليمية رسائل بالجوال متأخرة محتواها ضرورة الحضور للمقابلة مع ورقة إثبات الإقامة وأي تأخير ستتحمله المعلمة، فهل يعقل أن تراسل معلمة قبل الموعد بيوم، وتكون المعلمة في أقصى الشمال والتعيين في أقصى الجنوب مع شرط إثبات الإقامة؟
السؤال كيف تتحرك هذه الإدارات في مراسلاتها وإذا كانت الإدارة التعليمية هي المسؤولة عن تأخر الرسالة فلماذا تتحمل المعلمة مسؤولية التأخير ثم ماذا يعني أن تكون إدارة تعليمية لا تعرف عن القرار السامي الذي ألغى شرط إثبات الإقامة.. ماذا يعني، هل إدارة كاملة (تنام في العسل).. أعود وأقول يامعالي الوزير ماحدث من اتساع رقعة المقبولين والمقبولات من المعلمين والمعلمات لم يأت من أجل تعطيلهم وتعطيلهن في آخر لحظة بسبب عدم معرفة إدارات التعليم للقرارات أو التأخر في تنفيذها أو التأخر في المراسلة كل هذه أخطاء إدارات التعليم وليست أخطاء الطالبات للعمل فلا تقطعوا فرحة جاءت بعد سنوات طوال بمطالبة مواطنة أن تكون مواطنة فهذا صعب على النفس.