المؤكد أن صحيفة (عكاظ) نبهت ومنذ 20 رمضان الماضي، أن ثمة أزمة استيعاب في ثلاجات مستشفيات منطقة جازان، وقالت إن خمسة عشرة جثة مكدسة في ثلاجة ليس بها غير ستة أدراج، وإن جثة مقيم أفريقي مات دهسا رفضتها كل الثلاجات في المنطقة، ووضعت في غرفة عادية أمام مكيف!!، وصحيفة (سبق) هي الأخرى نبهت إلى أزمة (الموتى) الذين لم يجدوا ثلاجة بعد الممات، مثلما أنهم لم يجدوا سريرا في الحياة!!، والمؤكد أيضا أن تصرف مدير الشؤون الصحية في منطقة جازان (الذي تم استبداله) الدكتور محسن طبيقي باستئجار ثلاجات خضار، تصرف يستحق عليه الشكر والبقاء، فهو تصرف إداري مسؤول خصوصا إذا كان قد طلب من وزارة الصحة توسعة لاستيعاب الثلاجات وألح في الطلب ولم يجد التجاوب، وهو بكل تأكيد تصرف أفضل وأكثر حكمة وأقل استفزازا من البيان الصحفي الصادر من المدير الجديد لذات الشؤون الصحية والذي يقول «إننا ننتظر صدور أوامر الدفن من الجهات المودعة»، وهو يعلم أن هذا الحل في يد أطراف أخرى، ولو كان ليتحقق لتحقق منذ سنتين، و الإداري الناجح لا يراهن على الحلول التي ليست بيده، وإنما يسعى لحلوله الخاصة حتى يأتي الفرج، وعلى ما يبدو فإن المدير الجديد يريد تحميل الأزمة على أطراف أخرى عوضا عن حلها، بل إنه رفض تبرع جهة خيرية ببناء ثلاجة في جازان بقوله لو أضيف أكثر من 1000 درج فسوف تمتليء خلال شهر، وهذا غير صحيح بدليل اعترافه بأن البرادات المستأجرة حلت المشكلة فكيف ببناء ثلاجة جديدة؟!!
ما حدث للمدير القديم يمكن أن يدفع أي مدير آخر إلى الاكتفاء بالمطالبة تلو المطالبة دون أن يجتهد من أجل الوصول إلى حل خوفا من أن يصيبه ما أصاب مدير صحة جازان.