تعالت أصوات تطالب بمستشفيات للنساء فقط، وأسواق للنساء فقط، ودوائر حكومية للنساء فقط وهكذا!! ما بقي غير المطالبة بشوارع خاصة بالنساء فقط!! ولا أعرف كيف يريدون للنساء الوصول إلى هذه الأماكن المخصصة لهن بلا سيارات تقودها نساء وإذا قالوا إن عمليات التسليم والاستلام أي توصيل المرأة وإحضارها يقوم به ولي الأمر فأقول ليس كل النساء لديهن ولي أمر يقوم بهذه المهمة!! ومنهن المحرومات والوحيدات، والمعتمدات على أنفسهن، كما أن ليس كل الرجال طيبين وراضين القيام بمهام التوصيل!! فإذن لا بد من سائق أجنبي... ليه اللت والعجن وكثرة التنطع وزيادة الجعجعة بلا طحن! والمطالبات الزائدة بتخصيص خدمات للنساء فقط تعني أن الثقة كبيرة في تواجد المرأة مع المرأة باعتبارها سلامة دائمة!! بينما الخطر دائما هو الرجل!! فكرة ظاهرها صائب... وباطنها خراب!! فالمسلم به أن الرجل يعتدون على النساء وليس العكس، والرجال يتحرشون بالنساء وليس العكس! وهذا من المسلمات.. إنما الخطورة ليست في المسلم بل في التسليم أن المجتمع النسوي في أمان طالما أنه بلا رجال.. أو طالما أن المكان مغلق على النساء فقط!! ما أكثر الرجال الذين كانوا مصدر الأمان أكثر من نساء على نساء!! ومصائب كثيرة حلت على بعض الأسر وراءها نساء.. والرجال كانوا المنقذين أو الضحايا!! هذه ليست شواذ إنما.. في هذه المسائل لا ينبغي التسليم بقواعد أكيدة. فليس دائما الرجل مصدر الشقاء والعناء ويستحق الطعن في وجوده.. ولا ينبغي اعتبار كل رجل ما هو غير ذئب عليه ثوب وغترة! وغض الطرف عما تقوم بعض النساء من تجاوزات لا يخدم الأمان الأسري ولا يقلل نسب الجريمة ولا يدل على عقول واعية!! كلما ارتفعت الأسوار زاد المخبأ ووجد التجاوز مظلة!! تحميه!! كثيرات هن الفتيات اللواتي ذهبن ضحية لامرأة غررت بهن وسلمتهن إلى أيادي الشيطان!! فمن تقوم بدور الصياد امرأة ومن ترسم طريق الهاوية امرأة ومن تقودهن إلى أحضان الخطيئة امرأة!! أدوار يلعبها النساء لا دخل للرجال فيها بل قد يكون منهم المستفيد على الطرف الآخر إنما لم يصل إلى مبتغاه إلا عن طريق امرأة قامت بالغواية حتى وقعت البريئة في المحظور!! وبعض المروجات للمخدرات من النساء لم يمنعهن حاجز فلأنهن نساء استطعن اختراق.. مدارس البنات، ومشاغل الخياطة النسائية وأي مكان فيه امرأة أخرى يمكن استعمالها كمصيدة أو كفريسة!! وبين الجدران العالية يحدث أي شيء ووجود الأماكن النسائية يستدعي إيجاد شرطة نسائية وأمن نسائي ومرور نسائي وحتى الهيئة كي تدخل على النساء علنا لا بد أن تكون نسائية فهل نحن على استعداد لذلك؟! إنه مجرد هدر اقتصادي واجتماعي وإنساني أضراره أكثر من منافعه.. والغريب أن أصحاب هذا التفكير لم يقدموا اقتراحا بديلا لقيادة المرأة السيارة بإيجاد مواصلات عامة للنساء اكتفوا برفض فكرة قيادتها للسيارة وتجهيز أماكن للنساء فقط! فانتازيا خيالية تصلح فيلم كارتون إن الأمن الاجتماعي لا يتحقق لأننا عزلنا النساء عن الرجال بل لأننا نعطي الثقة لمن لا يستحقها سواء الرجل أو المرأة!.
ورقة ود