1- لا نذيع سرا إذا قلنا إن روراوة ينتهج فلسفة تسيير كروية براغماتية، يلعب فيها "عصب الحرب" أو المال دورا لا يستهان به، فهو يدرك أن المدرب الأجنبي سقف مطلبه المادي عال ولا يرضى بالقليل بخلاف نظيره المحلي، وبالتالي لا يكلّف بن شيخة خزينة "الفاف" غلافا ماليا ضخما، ثم أن السلطات العمومية لا تريد المجازفة بتغطية نفقات مدرب أجنبي يشتغل أسبوعا في الشهر على أقصى تقدير مقابل أجرة نجوم "هوليوود".
2- المدرب الأجنبي صعب المراس وعصي على الترويض ومنضبط في مهامه، وأي خروج عن النص من قبل إطارات "الفاف" قد يدفع روراوة ثمنه غاليا، مثلما كان الشأن مع التقني البلجيكي جورج ليكنس لما أدلى بتصريحات ساخنة وساخطة لجريدة "سبورت ماجازين"(تنتمي لبلده) انتقد فيها بشدة "التسيّب الإداري" الذي تغرق فيه هيئة روراوة، كان ذلك شهر فبراير من عام 2003، دون أن يحرّك لها هذا الأخير ساكنا، وكان رابح ماجر قبل 9 أشهر من ذلك يدرب "الخضر" وقد سلك الدرب ذاته مع جريدة "لوسوار" البلجيكية، ولكنه لم "يرحم" من قبل روراوة، الذي لم يتأخر ثانية من الزمن ليخلعه عقيب انتهاء المباراة الودية الشهيرة بالعاصمة بروكسل بين بلجيكا والجزائر (انتهت بالتعادل السلبي ) ذات الـ 5 من مايو عام 2002.
3- بن شيخة - المعروف بتسمية "الجنرال" - من الشخصيات الرياضية الوطنية التي ساندت وزكّت برنامج أو مشروع روراوة في عهدته الثانية (التي استهلها شهر فبراير من عام 2009) والمسمى بـ "احترافية الكرة الجزائرية"، كما لم يعهد عن الرجل خوضه "معاركا" إعلامية سدّد فيها عياراته النارية الحمراء تجاه كل من يتحرك داخل ساحة "الفاف"، بخلاف زملاء له من طينة رابح ماجر أو محمود قندوز أو نور الدين زكري.
4- ولأننا في غمرة الإحتفال هذه الأيام، فقد ارتأى روراوة أن يوزّع شيئا من "حلوى العيد" على معشر الصحافيين، ذلك أن بن شيخة يستحسنه الإعلاميون لاسيما أولئك الذين حرموا من "حنان" و "عطف" و"تدليل" الشيخ سعدان، ونقصد هنا المقابلات الصحفية والأخبار الحصرية، وعليه فإن المدرب الجديد سيشبع نهم هذه الفئة، وبالتالي يتقي روراوة شرها، مع الإشارة إلى أن الجرائد التي كان يشق عليها تحصيل المعلومة عن المنتخب الوطني أو "الفاف"، لم تجد بدا من إلهاب ظهر سعدان بسياط الإنتقادات، أو ما يسمى بـ "الإصطياد في المياة العكرة" داخل صفوف المنتخب الوطني، الذي لم يستسغه روراوة بالمرة، بخلاف الجرائد التي كانت "تسرّب" لها المعلومات لحاجة غير خافية، حيث أبدعت في نثر الورود وعزف أعذب الألحان في طريق روراوة ورابح سعدان.
5- الحديث عن تثمين كفاءات التدريب الوطنية، ومنح الإطارات الفنية المحلية الفرصة للبرهنة على مواهبها وقدراتها، وأن المدرب الجزائري هو الوحيد القادر على فهم "ذهنية" لاعب إبن البلد...لا يعدو أن يكون سوى لغو أو مضغ للماء، شبيه بكلام السياسيين تجاه المتخرجين من الجامعة لما يردّدون عليهم الأغنية الممجوجة "أنتم إطارات المستقبل"! ولاحظوا هنا كيف أن موقع الشباب مبني للمجهول ولا محل له من الإعراب في زمن الحاضر وكأنه فعل ناقص ! فمتى يسلّم لهم المشعل؟ لما يشيب الغراب أو يتوب إبليس!؟
بالعربي الجاهلي الفصيح..مجرد تساؤلات بريئة براءة سيّدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها من حادثة الإفك:
الذين تفنّنوا في "قطع الطرق" و"إحراق العجلات المطاطية" وتثوير "الدهماء" - داخل قاعات التحرير طبعا - مطالبين برحيل سعدان، هل يمارسوا السلوكات ذاتها تجاه بن شيخة؟ وهل مازالت تستهويهم "لعبة الإختفاء" وراء زكري أو قندوز أو قدماء لاعبي "الخضر" أو حتى اللاعبين الحاليين، لضرب الرجل بطريقة أقل ما يقال عنها إنها جبانة ونذلة، كما كان الشأن مع سعدان؟