تفاجأ الجميع بـ"إستسلام" برشلونة للواقع لكن بذكاء متناهي حيث إصطاد "أسمن فريسة" و وقع على عقد رعاية للقمصان لمدة خمس سنوات مع "مؤسسة قطر" و هو الأغلى في تاريخ كرة القدم.. بواقع 30 مليون يورو سنوياً.
و كان النادي الكتلوني يعد الفريق الوحيد في تاريخ الساحرة المستديرة الذي لم يسبق له أن تعاقد مع الشركات العالمية للإستشهار على صدر قمصانه حتى 2006 حيث وقع على عقد رعاية مع اليونيسيف قصد الأعمال الإجتاعية حيث كان الرئيس السابق خوان لابورتا يريد "جعل إسم برشلونة كبيراً" بالتأكيد على أنه "أكثر من مجرد نادٍ لكرة القدم" و قد نال مبتغاه و جذب إليه إهتمام الإخوة القطريين...
لا شك أن الرئيس الكتلوني نجح في ذلك لأنه جعل "القطريين" يفاوضون برشلونة "منذ فترة وجيزة" للحصول على مساحة أسفل "اليونيسيف" في قميص البلوجرانا منذ بداية العام المقبل حتى نهاية عام 2015.. و في غالب الأحيان، مثل هذه الصفقات الضخمة تحتاج لشهور عديدة و ربما لسنين حتى تتم، بعد تفكير عميق و مفاوضات "ماراثونية" لكن صفقة "الرعاية" هذه كانت عجيبة و غريبة فعلاً...
و على عكس ما يفعله البارسا مع اليونيسيف بمنحه ما يقارب مليون أو مليوني يورو من وراء بيع القمصان، و إستغلال علامته الإجتماعية لـ"تحسين" صورة الفريق محلياً و دولياً.. فإن النادي الكتلوني "إنتظر" الفرصة الأنسب للإنقضاض على "ضحية أخرى" من ضحاياه و إستنجد بـ"مؤسسة قطر" لتمنحه مبالغ خيالية مقابل الإستشهار في القمصان أسفل اليونيسيف...
و هذه ليست الصفقة الوحيدة "الأسوأ" للأشقاء القطريين بعد حصولهم على "حق" تنظيم كأس العالم 2022، بل هناك ما يزيدنا "غضباً" كعرب أكثر مما تتخيلون.. فبـأموالك قد تنشئ بعض المشاريع و أحياناً تستثمر في البورصات و المشاريع الكبرى، لكنك ستكون "ساذجاً" لو إحتكمت لتشييد "ملعب خيالي" في إسبانيا و أنت إبن قطر بل و تعتبر واحداً من الرجال الذين يعول عليهم للنهوض بها و المساهمة بشكل أو بآخر للتنمية و الإستعداد جيداً لإستضافة المونديال.
الحديث هنا عن مالك نادي ملقة الإسباني الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني الذي إستضاف بـ"رحب و سعة" أحد العاملين في صحيفة الآس المدريدية و حدثه عن مشاريعه و مستقبل النادي الأندلسي.. و أكد على أنه يخطط لبناء ملعب ضخم جنوب إسبانيا بسعة 65 ألف متفرج بل و إنشاء مدينة رياضية خاصة بالنادي تعد من بين الأفضل على الإطلاق في الساحة الكروية الأوروبية.
أحياناً تثير بعض المشاريع و المعاملات القطرية "شكوكاً كبيرةً" داخل الوطن العربي "المهتم".. فتطرح العديد من التساؤلات : إلى أين تسير الرياضة القطرية ؟ و هل أصبحت كرة القدم الأوروبية عموماً و الإسبانية خصوصاً "هوساً كبيراً" للإخوة القطريين أم أنها "سياسة حكيمة" للشيوخ العرب لـ"نقل التجربة" الإسبانية إلى بلادهم ؟