<TABLE cellSpacing=5 width="100%">
<TR> <td>في الآية الكريمة رقم 275(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )والآية الكريمة رقم 276(يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )يتحدث الله تعالى عن الربا وأنه وبال على صاحبه فكيف يكون النظام ألربوي طريق للدمار وكيف نأخذ العبرة لابتكار أساليب تربوية لتفادي آثاره ألتدميرية ؟
بداية الذي يتعامل بالربا هو شخص كسول, ويصر على زيادة ماله بدون عمل يحرك عجلة الحياة ,ولا خدمة تفك أزمة للناس ,ولا سلعة تفيد البشر, وشخصية المرابي وصفت في كثير جدا من المناقشات والتحليلات ,وأكثر ما ذكرت في قصص الأدب العالمي, وتكاد لا تخلو قصة عالمية من شخصية المرابي, فهو ذو مشاعر متبلدة لا تردعه عن استغلا ل المحتاج وهو في أحلك أزماته, من زيادة في المال , فلا تحركه مروءة ولا رحمة ولا شفقة, فالمال فوق كل شيء في الحياة وبالتالي هو شخص انعزالي مقيت مكروه من الجميع.
وأما حال من أتى ليقترض بالربا هو في كارثة مالية ويعتقد أن هذا القرض سيحل مشكلته بسرعة ولكنه يجد أن زمن التسديد وقيمته أسرع فنتيجة هذا الاقتراض تؤول لأحد أمرين:
·
أن يتجاوز المشكلة ضمن الوقت المفروض ولكن بتكلفة مضاعفة من القيمة الحقيقية للعجز المالي , فهو وبسبب ضيق الوقت قد اشترى سلعة بسعر باهظ جدا في حين أن هذه السلعة متوفرة في السوق بسعر أقل بكثير, وهؤلاء يمثلون القلة القليلة من المقترضين.
·
وأما الغالبية الساحقة تعجز عن السداد فتنقض عليه الجهة المقرضة لتستولي على كل ما يملك , فكثيرا ما نسمع عن من أعلن إفلاسه ومن بيعت أملاكه بالمزاد العلني.
إن الواقع الحي ووفقا للاختصاصيين في مجال الاقتصاد والتخطيط والتحليلات المالية الدولية, تؤكد ذلك وبوضوح كبير , وكل من يتابع البرامج التلفزيونية الغربية أو المجلات المختصة في أنحاء العالم يجد أن النظام ألربوي المسؤول المباشر عن تدمير الاقتصاد والمجتمعات والعلاقات الدولية و وباله أكبر في المستقبل القريب .
فوفقا للإحصاءات في ما يتعلق بأصحاب المزارع , مثلا,ذوي الملكيات المتوسطة ( وهم عادة ورثوها أب عن جد فهو عمل يميز الأسرة على مدى عقود من الزمن) فأن الغالبية منهم فقدوا ما يملكوا بسبب القروض الربوية و تحولوا من منتجين يتمتعون بحياة كريمة مع أسرهم إلى عائلات عاطلة عن العمل وتحتاج لمن يعيلها مما يزيد مشكلة البطالة التي ترهق جميع المجتمعات وحتى التي نعتبرها مجتمعات متحضرة , وباتت الجهات ألأهلية والمؤسسات الإنسانية في الغرب تصرخ وتناشد لحل هذه الكارثة الشاملة ,في حين أن ملكية هؤلاء جميعا آلت للقلة ذوي المصارف مما زادها طغيانا فوق طغيان.
وهذا ينسحب على ذوي المهن اليدوية والمحال التجارية المتوسطة وذوي المعامل ذات الطابع الأسري أي أنها تمثل (سمة تراثية وفنية وجمالية عريقة وراقية), وكل هؤلاء انتقلوا من فئة المنتجين إلى عاطلين أو موظفين لدى أصحاب الطغمة المالية , خاضعة للأنظمة والقوانين التي تفرضها هذه الطغمة.
وكثيرا ما نرى في الغرب خصوصا عمليات التسريح الجماعي للعاملين في كثير من الشركات , وكلها محتمية بظل قوانين جائرة وضعها المالك أصلا, فانقلبت المجتمعات إلى قلة تملك 80% من الثروات, والغالبة تملك ما بقى , مما رسخ الملكية المطلقة للأقلية.
فهي الآن تفرض المعايير التجارية, فخلقت نظام التجارة العالمي فأصّلت نظام الحياة الاستهلاكية في العالم,و نظام البورصة العالمية الذي يخضع المتعاملين بها لمناوراتها ومتغيراتها , والمتتبع للبورصة يرى ذلك واضحا, والأزمة الأخيرة التي حلت على جزء عزيز من أمتنا ودمرت كثير من العائلات والشركات وخلقت كثيرا من العاطلين عن العمل , دليل حي على فساد هذا النظام, وهي أيضا تتحكم بالمفاهيم الأخلاقية, فكلنا نعلم أن أموالا هائلة تسّوق الرزيلة والمخدرات وتدمر المفاهيم والثوابت النبيلة , وأيضا هذه الأموال تتحكم بالسياسة الدولية, فالمتتبع للتاريخ منذ بضعة قرون وحتى الآن يجد وبالوثائق الكثيرة , كيف تمكن المرابون عبر التاريخ من التحكم بالملوك حيث دفعوا بهم للهلاك , وكيف دمروا امبرطوريات فخسروا, وآل سلطانهم للآخرين عبر المحيط ثم العالم بأسره, وما هذه الحروب المدمرة التي ترزح تحتها أمتنا إلا من يد مالكة ومتحكمة.
فالنظام ألربوي حول الناس من عباد لله وقد خلقهم أحرارا , إلى عبيد لمالكي الثروات لا حول لهم ولا قوة.
وللتجارب القليلة التي اعتمدت النظام الإسلامي في تحريك المال أثبتت بشكل قاطع وعملي وأكيد نجاحها وذلك باعتمادها القاعدة الأصيلة في الشرع الإسلامي أن ( العمل المال العمل ) أي أن العلاقة تبادلية ومنظمة وفق تعاليم ربانية عادلة , وهي الحل الوحيد لتخليص العالم من قانون السطوة وتفعيل البشر بالعمل المجدي الكريم ويعطي الفرص لأصحاب الجدارة والموهبة دون تسخير .
بذلك يتم تعطيل جميع الخطط الماكرة والمضللة تحت خدعة مساعدة الناس بالقروض والأسهم والبورصات.
إن المصارف ذات النظام الإسلامي المنتشرة في العالم ورغم قلتها وحداثتها , أثبتت علميا وعمليا وبالحسابات القاطعة بأنها , ألأفضل من جهة والأربح من جهة,
وبعض هذه المصارف نجح في اليابان , أوروبا , وكثير من الدول ألإسلامية والعربية.
فلا عجب أن كل ما ذكر هو مختزل في ألآية الكريمة:
(وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)و(يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )
<TABLE cellSpacing=0 width="100%">
<TR vAlign=center> <td class=gensmall align=left></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE> |