ان الله تعالى لم يخلق جفونا زرقاء لامعة ولا سوداء قاتمة الا في القردة والكلاب ولاشفاها حمراء قانية كأنها ولغت في الدم المسفوح ولا خدودا مضطرمة متوهجة الأحمرار ولا حواجب هلالية لامعة تذكر بما يتخيلون ويصفون في الأساطير من حواجب السياطين ولا أظافر مدببة حمراء كأنها مخالب حيوان كاسر مخضبة بدماء فريسته فبالله هل هذا جمال أم دمامة وبشاعة؟؟
فلم هذه المبالغة المشوهة للخلق الذي جعله الله في أحسن تقويم؟؟
ألا فاعلمن أيتها السيدات أن الأصباغ والزينة تزيد من الدميمة دمامة وتزيد العجوز شيخوخة،أن الجمال الحقيقي انما هو جمال النفس المهذية التقية يشع من العيون ويتدفق على الوجه فيكسوه جمالا جمال الحياء يتألق ويغمر الوجه نورا وبهاء ينفذ الى القلوب ويبهر الأبصار فكم من وجه يغشاه الخبث والوقاحة فتظلم بهجته وكم من عيون جميلة الشكل يعلوها صدأ الجهل والغباوة أو ينتابها مرض التبجح والوقاحة فيطمس بريقها ويطفئ نورها ويتحول جمالها قبحا وكم من وجه دميم يزهو ويسطع بنور التقوى والعلم والأدب.
فكيف تفضلين أيتها المسلمة أن تكوني أنيقة خليعة فاتنة على أن تكوني محتشمة مؤمنة؟؟كيف تقدمين جمال جسمك وهندانك على جمال نفسك واحتشامك؟