"" رحله السعادة""

عندما يكون الشقاء والتعب والنصب من أجل الله تعالى وفى سبيله فهنا يكون الدافع القوى
لإكمال المسيرة بسعادة وحب
.....................

رحلة شاقة وسفر طويل تطوى من خلاله الصحارى والبحار حتى نصل الى استراحة كبيرة نخلع فيها ثيابنا ونغتسل ونتطهر ونلبس ثياب جديدة بيضاء فضفاضة جميلة لنخرج من هذا المغتسل بنفوس صافية وقلوب تكاد تنخلع من أماكنها طربا وسعادة ..البسمات تملىء الوجوه وأصوات الإخوان تصدح " لبيك اللهم عمرة "
......................

ثم نعاود بعدها المسير والشوق يدفعنا والتهليل والتلبية تحدو بنا الى وجهتنا نحو اللقاء المصيرى الحميمى بالبيت العتيق وبالكعبة المشرفة
ومع أول خطوة عند باب المسجد يبدأ الحلم الجميل
مع أول خطوة ندخل الى عالم آخر غير العالم الخارجى تماما
فتضطرب الخطوات وتتزاحم الافكار والكلمات ولا نجد ما نقوله لجلال المكان وهيبته
ومع أول نظرة الى الكعبة يتوقف اللسان وتنقطع الافكار وتهدأ النفس الوجلة وتشعر بالسكون التام رغم الضجيج من حولك فلا تجد رد فعل لهذا كله الا البكاء ولا تدرى لماذا ؟؟
أهو من جمال المنظر ،، ام هى فرحة غامرة بأن ربك أصطفاك لزيارته ،، أم ماذا ؟
لا أدرى حتى الان ولكن ما أنا متأكد منه أنه أجمل شعور ستشعر به فى حياتك بأسرها وأنها أغلى دموع عليك ولن تستطيع أبدا نسيانها
.....................

ثم بعد ذلك تتوكل على الله وتشرع فى الطواف سبعا والبدأ بالحجر الاسود والمرور عليه فى كل مرة وفى كل مرة ستتذكر قصة ذلك الحجر المبارك وتذكر نبيك العظيم بحكمته كيف وضعه فى مكانه ...
وما أعظمه من شعور وأنت تعرف أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يطوف حول الكعبة فى يوم من الايام وكان يصلى عندها .. فيا سعدنا وهنانا إذا وطئت أقدامنا مكانا كان يطئه النبى بقدمه يوما ....
خواطر وأفكارا لاتنتهى وأنت بجوار الكعبة وأنت لا تشعر بتعب ولا مشقة وتتمنى أن يقف الوقت ولا يمر وأنت داخل حرم الله الآمن
......................

وبعد نهاية الطواف يشرع فى الصلاة ركعتين خلف مقام ابراهيم ثم التوجه بعد ذلك للشرب من ماء زمزم الماء المبارك الدواء الشافى
لتتذكر وانت تشرب كم تعبت وعانت أمنا هاجر رضى الله عنها وهى تبحث عن سقاء لأبنها الرضيع حتى شكر الله سعيها ورزقها هذا الماء المعين الذى من بركته أنك حتى الان تشرب منه وكل من كتب الله له الحج او العمرة بالتوفيق والتسديد يشرب منه الى ما شاء الله ..
........................

واكراما لامنا هاجر الصابرة المتوكلة على ربها جعل الله السعى بين الصفا والمروة ركنا اساسا لتتم به العمره ،، سبعة اشواطا تبدأ من الصفا وتنتهى بالمروة
وهى رحلة سعيدة مليئة بالادعية والاذكار وما شاء الله لك من قراءة قرآن
.......................

وفى الختام نحلق رؤسنا او نقصر اقتداءا بنبينا صلى الله عليه وسلم وبهذا يكون المحرم قد تحلل من إحرامه ويلبس مرة أخرى ملابسه العادية
.........................

وان كانت العمرة قد انتهت ففرائض الله تعالى لا تنتهى فمع كل صلاة يتجدد الشوق ويتجدد اللقاء بالتوجه الى الحرم لأداء الفريضة
تخيل ... تقف بين يدى الله تعالى وأمامك مباشرة بيت الله تعالى ويتلى على مسامعك كلام الله جل وعلا من صوت ملائكى ليس له مثيل ..
والله انها حقا جنة الدنيا
او ما بالك فى الوقت بين العصر والمغرب وانت جالس فى صحن الحرم امامك الطائفون وامامك الكعبة وانت تقرأ القرآن
أو جالسا فقط تتأمل هذا الجمال فالنظر فقط الى الكعبة عبادة .....
.........................

وختام هذه الرحلة السعيدة وهو مسك الختام زيارة الحبيب النبى صلوات ربى عليه
تزروه فى بيته وفى مسجده وتقف أمام قبرة لا يفصلك عن جسده الطاهر الشريف الا بضعة امتار !!
فأطلق لنفسك ولتفكيرك العنان لتتخيل كيف شعورك حينها ؟ وماذا تريد أن تقوله لنبيك وانت عنده ؟

يا رب يا ملك يا مهيمن إئذن لنا بزيارة بيتك وبزيارة نبيك مرات عديدة وأزمنة مديدة

مشكوره تقبلي طلتي ويسعدني اني اول وحده الرد على مواضيعك الجميله ومشكوره على المواضيع الا كثر من الشيقه

تشرررفت بمرورك منوورة

نووووورتي

النور نورك

جزاك الله خيرا