لا ليجا اسبكتاكولو (3) : فالنسيا 2010 / 2011 :::::::::::::::::::::::::

• كيف استعد الخفافيش للموسم الجديد ؟
  

لم تشهد فترة الإعداد لفالنسيا نتائج مميزة، فبعد فوز فالنسيا على الهلال السعودي بهدفين نظيفين فشل الخفافيش في الفوز لأربعة مباريات متتالية بل وسجلوا في مرة وحيدة خلال هذه المباريات أمام فريق ضعيف هو بوبلكيم السلوفيني الذي خسر فالنسيا أمامه بهدفين لهدف وخسر أيضاً أمام أوليمبيك مارسيليا بهدف نظيف وأمام مانشستر سيتي بهدفين نظيفين وخسر أيضاً أمام باليرمو كما تعادل سلبياً مع أستون فيلا لتزداد علامات الإستفهام حول أداء فالنسيا الهجومي وتزداد التساؤلات حول قدرة الخفافيش على رحيل هدافهم دافيد فيا.

لكن الفريق انتفض بقوة في لقاء فيورنتينا، وقدم عرضاً قوياً جداً فاز فيه بهدفين نظيفين وهيمن تماماً على المباراة كما شهد هذا اللقاء أول إجتماع بين سولدادو وأدوريث في خط الهجوم في الشوط الثاني –وهو الأمر الذي أتى بأثر كبير بتسجيل كل واحد لهدف- بعد أن دأب إيمري على إشراك واحد منهما فقط في كل المباريات السابقة، لينهي فالنسيا مبارياته الإعدادية بفوز جديد على ليتشي الإيطالي بهدفين من توقيع أدوريث ومانويل فرنانديز.

الملاحظ هنا أن فالنسيا واجه فرقاً أكثر جاهزية منه في بداية فترة الإعداد، فالفرق الإنجليزية والفرنسية بدأ دوريها بالفعل لذلك بدأت الإعداد مبكراً –وإن كانت هزيمة باليرمو وظهور الفريق بمستوى سيء أثار القلق- لكن عندما حل لقاء الفيولا ظهر أن الفريق مازال لديه أنياب زادت ناباً آخر بتألق لافت لفيثنتي رودريجيز.

• نجوم الفترة الإعدادية
  

لا بد من الإشارة إلى أن المرحلة التحضيرية للموسم الجديد تظل فرصةً لظهور أسماء جديدة و لذلك لا يمكن ذكر إسم قديم كلاعب متألق خلالها ! القائد فيثنتي رودريجيز كان واحداً من أبرز اللاعبين المتألقين لكنه معروف على الساحة الكروية الإسبانية و هو نجم من نجوم الكرة الإسبانية الذين ظلمتهم بشدة كثرة الإصابات.

الآن و بعد أن اختتم الفريق مرحلة الإعداد للموسم الجديد من خلال المباريات الودية التي لعب آخرها ضد ليتشي الإيطالي يوم الأحد الماضي، يبدو بأن غموضاً يحوم حول مدى نجاح أو فشل الصفقات الجديدة للوس تشي. لكن على الرغم من ذلك، أظهر لاعبون كريكاردو كوستا، أدوريث، سولدادو، توبال و فيجولي جاهزيتهم البدنية و النفسية وخصوصاً مهاجم مايوركا الذي من الواضح أنه سيشكل تهديداً كبيراً على مكان سولدادو في حين مايزال مستوى لاعب الوسط الأرجنتيني تينو كوستا في تأرجح مستمر.

[right]

• سوق الإنتقالات
  

لم يحظَ القادمون لفالنسيا هذا الصيف بنصف ما حصل عليه المغادرون للفريق. ربما يكون من الطبيعي أن يلفت دافيد فيا أو سيلفا الأضواء بأسمائهم البرّاقة، لكن هناك شعور عام داخل الأجواء الفالنساوية أن هذا التجاهل كان مبالغاً فيه، وكأن فالنسيا قد انتهى تماماً بعد رحيل هذا الثنائي القوي جداً والذي كانت تحلم به نصف أندية أوروبا.

رغم أزمته المالية إلا أن المبلغ الذي حصده فالنسيا جراء بيع اللاعبين لم يذهب كله إلى الديون، بل اقتطعت منه الإدارة 25,5 مليون يورو لتدعيم الفريق بـ6 لاعبين جدد بالإضافة إلى استعادة الحارس فيثنتي جوايتا من الإعارة لريكرياتيفو.

سفيان فيجولي .. صفقة مجانية موهبة فرنسية جزائرية تنتظر الفرصة للتألق وإثبات الذات لتعويض دافيد سيلفا

صفقة فالنسيا الأغلى كانت لمهاجم خيتافي روبيرتو سولدادو الذي كلف خزينة الفريق 10 ملايين يورو، لكن فالنسيا لم يبخل كثيراً في هذه الصفقة كونه يدرك أن عليه البحث عن مهاجم قناص لا يضيع كثيراً كما أن سولدادو مولود في فالنسيا ولا يحتاج للإعتياد على الأجواء كثيراً.

لم يكتفِ فالنسيا بمهاجم واحد بل جلب أريتز أدوريث مهاجم مايوركا المهاري طويل القامة بـ4 ملايين يورو، وبين هذين المهاجمين كانت هناك 3 صفقات في خط الوسط، أهمها الدولي التركي محمد توبال لاعب الوسط المدافع بالإضافة إلى الموزع تينو كوستا وأخيراً الفرنسي الجزائري الأصل سفيان فيجولي الذي يتنبأ له الجميع بمستقبل كبير في صفقة مجانية وكذلك فعل مع المدافع البرتغالي الدولي ريكاردو كوستا المنتهي عقده مع فولفسبورج والذي قضى آخر 6 شهور منه مع ليل الفرنسي.

• المغادرون
  

الفريق بدأ سلسلة المغادرين برحيل القائد المخضرم للفريق روبين باراخا بعد أن انتهى عقده مع الفريق بدون تجديد من جانب الإدارة ليغادر بدون مقابل.
لم يشهد سوق إنتقالات فالنسيا هذا الموسم الكثير من الإعارات إذ إكتفى النادي بنقل ميتشيل إلى الديبور لموسم واحد و الحارس رينان إلى إنترناسيونالي البرازيلي لموسم واحد -حيث توج معه منذ أيام كبطل لكوبا ليبرتادوريس- ثم المهاجم آرون نيجويز لركرياتيفو هويلفا و أخيراً ديل هورنو و ناتشو جونزاليس للصاعد حديثاً إلى دوري الصفوة الجار ليفانتي.

في المقابل، كانت صفقات المغادرين بصفة نهائية كبيرةً جداً حيث بدأ النادي سياسة بيع نجومه و إستقدام لاعبين جدد يسدون الفراغ و يشكلون مجموعةً متكاملة منذ مايو الماضي حيث قام اللوس تشي ببيع نجمه الأول دافيد فيا لبرشلونة مقابل 40 مليون يورو.

روبين باراخا .. آخر الرجال المحترمين رحيل واحد من أهم من عاصروا الزمن الجميل لفالنسيا بعد عقد كامل مع اللوس تشي

بعدها أغلق النادي صفقة إنتقال مهاجمه الآخر نيكولا زيجيتش إلى بيرمنجهام في حدود الـ7 ملايين يورو، و في ثاني أكبر صفقات المغادرين، وقع دافيد سيلفا لمانشستر سيتي بعد إنتهاء المونديال مقابل 33 مليون يورو.

إستمر مسلسل بيع النجوم حيث توالت الأنباء عن رغبة النادي في التخلص من قائده الأول كارلوس مارتشينا الذي تم بيعه للجار فياريال مقابل ثلاثة ملايين يورو فقط. آخر سيناريو المغادرين، تم يوم أمس حيث وافق النادي رسمياً على بيع مدافعه الأندلسي الشاب أليكسيس روانو لصالح إشبيلية بمقابل مادي يبلغ 5 ملايين يورو... هكذا كانت سوق الإنتقالات في فالنسيا حيث جنى النادي مبلغاً مالياً يناهز الـ60 يورو بعد بيعه النجوم بـ86 مليون و شرائه بعض اللاعبين مقابل 25,5 مليون يورو فقط !

• نقاط قوة
  

ربما يكون فالنسيا قد فقد اثنين من أبرز نقاط قوته، لكن ربما يستغل أوناي إيمري هذا الأمر بذكاء فيطوّع أداء الفريق بحيث لا يعرف المنافس من أين سيضرب اللوس تشي ضربتهم، وهذا أمر في منتهى الخطورة على أي منافس .. ألا تعرف من أين يأتي الخطر والخطر الأكبر يتمثل في الرباعي الظاهر في الصورة أعلاه .. خواكين ، بابلو، ماتا وبانيجا.

دائماً ومازالت أجنحة فالنسيا علامة مميزة له. بداية بفيثنتي مروراً بخواكين وبابلو هرنانديز وخوان ماتا ونهاية بسفيان فيجولي الذي يستطيع اللعب كجناح، تبرز أهمية الأطراف في البلانكونيجروس وتتعاظم قوتها مع رؤوس حربة جديدة مناسبة جداً لهذا الأمر تتمثل في مهاجم يجيد ضربات الرأس كسولدادو ومهاجم يمتاز بطول القامة كأدوريث. على ذكر الأخير، فما يميزه عن زيجيتش مثلاً هو أن طول قامته ليس بالمبالغ فيها لذلك يمتاز المهاجم الباسكي بمهارة واضحة للأعين وقدرة على التسديد بكلتا القدمين.

الواثق .. سيزار سانشيز .. أكمل 38 عاماً ومازال يقدم أفضل أداء طوال مسيرته كحارس مرمى

الجماعية في الأداء ستكون أكثر وضوحاً في أداء الميرسيلياجوس خصوصاً في ظل لعب إيمري بطريقة 4/3/3 مما يستلزم عملاً جماعياً كبيراً على مستوى الوسط بثلاثة لاعبين إرتكاز قادرين على أداء الواجبين الدفاعي والهجومي كما أن صغر سن كل لاعبي الوسط باستثناء ألبيلدا من شأنه أن يوفر لفالنسيا أداء ثابت طوال المباراة على عكس ما كان يحدث في بعض الأوقات من تراجع بدني للوسط بتواجد مارشينا وباراخا وتعاظم دور ألبيلدا.

وتبرز نقطة قوة أخيرة، وهي حراسة المرمى.. فرغم إكمال سيزار سانشيز لعامه الـ38 إلا أنه يبدو في أفضل حالاته في مسيرته مع كل الأندية التي مر عليها وأبرزها ريال مدريد. سانشيز يلعب بهدوء واضح وعدم إحساس بالضغط وذلك للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها ومروره بكل المواقف التي يمكن أن يمر بها لاعب كرة القدم وهو من شأنه أن يغطي في بعض الأحيان على نقطة ضعف واضحة للفريق وهي ..

[right]

• نقاط ضعف
  

مازال دفاع فالنسيا غير قادر على الوصول للتوليفة التي كان عليها عندما كان روبيرتو أيالا يقود الخط الخلفي للفريق، وعلى ذكر الأخير فإن السبب الرئيسي في ضعف دفاع اللوس تشي هو عدم وجود قائد حقيقي، فدافيد نافارو الأقرب للقيادة يبدو متذبذب المستوى، فتارة تجده متألقاً ويكاد يصل لمستوى أفضل مدافع إسباني وهو جيرارد بيكي، وتارة تجده ثغرة واضحة في الدفاعات. يعيب دفاع فالنسيا البطئ في الارتداد وعدم قدرته على العمل بشكل متناغم أمام الهجمات المرتدة عكس ما تجده عندما يدافع الفريق أمام من يضغطه فيظهر بشكل أفضل لكن الفريق بات بحاجة ماسة لمدافع جديد بعد رحيل أليكسس روانو ولا نرى تصريحات إيمري بعدم إحتياج الفريق لمدافع بالمنطقية.

ريكاردو كوستا هل يحل مشكلة دفاع فالنسيا الضعيف ؟ أم أن الأمر يفوق قدراته ؟

مشكلة فالنسيا الأخرى هي إنخفاض مستوى بعض اللاعبين في بعض فترات الموسم خصوصاً في منتصفه، فتجد بابلو هرنانديز متألقاً طوال الدور الأول ثم يتحول لشبح لاعب بعد فترة، وحتى نجم الفريق الحالي خوان ماتا لم يسلم من هذا الأمر، لكن ربما يكون توافر البديل في خط الوسط بالذات بقادر على عدم إظهار هذه المشكلة.

النقطة الأخيرة تتمثل في الجهاز الطبي للفريق، ففي كل مرة يسير الخفافيش بخطى ثابتة نحو المنافسة، لكن فجأة تجد الفريق يتساقط الواحد تلو الآخر بإصابات طويلة الأبد تقسم ظهر أي فريق وظهر ذلك جلياً في إضطرار الفريق للعب بتشكيلة إضطرارية لأكثر من 3 أشهر في أحرج لحظات الموسم.





[right]

• طموحات وآمال
  

هناك معسكرين في مدينة فالنسيا في الوقت الحالي، الأول "مازال بكبريائه" ويرى أن الفريق لابد وأن ينافس على الليجا هذه المرة بعد أن توقف عن المنافسة عليها من موسم 2006/2007 ولابد أن يصل لأدوار متقدمة من دوري أبطال أوروبا وكأس الملك، ومعسكر آخر "واقعي" يرى أن المنافسة على الليجا بعد فقدان أهم نجمين في الفريق من أصعب ما يمكن خصوصاً في ظل ازدياد توحش وشراسة ريال مدريد وبرشلونة في موسم الإنتقالات.

لكن المعسكر الواقعي أيضاً يرى أن الفريق لديه فرصة جيدة في الوصول لأدوار متقدمة من دوري الأبطال بجانب الوصول لنفس البطولة في العام القادم من خلال المحافظة على مكانة الفريق ثابتة في المربع الذهبي رغم تعاظم قوة أتلتيكو مدريد مثلاً.

معسكر الكبرياء له أسبابه في تفاؤله هذا أيضاً، فأقوياء الذاكرة يتذكرون جيداً أن فالنسيا باع نجميه كلاوديو لوبيز وجايثكا مندييتا –الذي كان دوره أسطورياً في فريق هيكتور كوبر- لكنه فاز بالليجا في موسم 2001/2002 بمدرب جديد شاب مغمور آنذاك اسمه رفائيل بينيتيز رغم تواجد جالاكتيكوس ريال مدريد لذلك يرى هذا المعسكر أن فالنسيا لا يعتمد على أسماء بعينها وأن من جعل مهاجم محدود المستوى كميستا في 2004 أحد هدافي الليجا قادر على أن يفعلها مع مهاجم أفضل منه هو روبيرتو سولدادو مثلاً ونفس الأمر ينطبق على الفريق ككل.


[right]

• توقع النسخة العربية لـ Goal.com
  

إمكانية المنافسة على الليجا ستكون غاية في الصعوبة لفالنسيا في ظل مروره بعملية إحلال وتجديد في صفوفه وإن كان هناك بصيصاً من الأمل للفريق يعتمد بشكل كبير على إنطلاقته التي تبدو في المتناول بتواجد 9 مباريات في البداية يمكن حصد العديد من النقاط منها كما أن تواجد صف كبير من لاعبي الوسط قادر على تعويض الإصابات الكثيرة التي تضرب الفريق دائماً بدون حل. لكن منافسة فالنسيا الفعلية على اللقب تعتمد على توفيق دفاع الفريق الذي فقد منذ ساعات مدافعاً آخر هو أليكسس روانو الذي انتقل لإشبيلية، وربما تكون ضربة مميزة للفريق إن ضم مارتن ديميكليس رغم كل تحفظات البعض عليه، لكنه يبقى مدافعاً يحتاج فالنسيا لخبراته ليقود مجموعة المدافعين الذين يحتاجون قائداً حقيقياً للفريق في الخط الخلفي

حدث بالفعل .. في 2002 هل يفعلها أوناي إيمري مثلما فعلها مدرب مغمور اسمه رفائيل بينيتيز قبل 8 أعوام؟ أم أن زمن المعجزات قد ولى ؟

أما عن دوري الأبطال ففالنسيا قادر على الوصول لدور الـ8 فيه وتتوقف فرصته في المرور لأكثر من هذا على من سيواجهه في هذا الدور، وجنون القرعة شيء مطلوب في بعض الأوقات.

كأس الملك لن يهتم به الفريق كثيراً في ظل إنشغاله بدوري الأبطال، لكن يبقى فرصة جيدة لتجربة اللاعبين لكن لا تبدو فرصة الفريق كبيرة في الفوز به إلا لو ودع دوري الأبطال مبكراً.