بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
من يستطيع إن يذكر لي حضارة أو دولة أو مجتمع لا يوجد فيه ظلم ؟
الظلم بين الآدمية أمر وارد ولازم وجميع دول العالم بأنظمتها قد وضعت حلول للظلم وهناك دول يقل فيها الظلم ودول تعيش وتقتات على ثقافة الظلم مع وجود الحلول.
ولكن المشكلة ليست في الحلول أو من يعمل على تلك الأنظمة التي تقمع الظلم.
بل في من تكون الأنظمة مسخرة لصالحة وأما أن يكون جاهل بها أو لا يطالب بتطبيقها نهائياً.
ولو نظرنا للأنظمة العربية والأنظمة الغربية نجد أن تطبيقها لا يبدأ من العاملين عليها فحسب بل من المجتمع نفسه ومطالباتهم بتطبيقها دون الصمت أو التهاون في حال الإهمال من قبل العاملين عليها.
بينما نحن الشعوب العربية يوجد لدينا دستور يقمع الظلم ويحاربه ولكن ثقافتنا تكمن في التزام الصمت والتفوه بجملة فوضت أمري لله عز وجل وحسبي الله ونعم الوكيل.
نحن لا نقول لا للدعاء وتفويض الأمر لله عز وجل لقاء الظلم ولكنا نقول لا يجب إن نقف عاجزون نحن الأفراد دون محاربة الظلم وخصوصاً أن الظلم منكر والله عز وجل أوصى نبيه أن يعلمنا تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب.
لذلك الأنظمة القانونية والأحكام الشرعية تنصف في حال وقوع الظلم ونحن في دول لها سياداتها ودساتيرها ولسنا في غابات أو صحراء بدون حكومات أو أنظمة.
ومن أعددت له الأنظمة والقوانين وسخرت لأجله وتهاون في طلب حقوقه فهو كمن يظلم نفسه بنفسه ويساهم في انتشار الظلم لقاء صمته عن ذلك المنكر وهذا ما جعلنا نتأخر ونجهل الرأي والرأي الآخر.
والسبب هو الرعب وضرب احتمالات قد تكون أوهام لا تصل للحقيقة بصلة
كمن يخشى العقاب أو من نظر لنفسه أنه ليس بكفء لمواجهة الظالم
جهلاً منه أن الظالم في الأصل جبان وإلا لماذا يظلم ؟
لذلك أقول
زمن الديكتاتورية انتهى وتحلل وأصبح من الماضي ويجب علينا أن ندرك أن المأزق الذي يواجهنا في طلب حقوقنا هو عدم فهم الحقوق نفسها.
وفي حال هضم حقوق أي منا فالأنظمة والقوانين موجودة وقنوات الاتجاه كثيرة ولم تحصر في قناة واحدة والأبواب مفتوحة
ولكن يجب علينا أن نحرك سكوننا حتى نقضي على ما يسمى بالظلم طالما الأداة بأيدينا.
انتهى