السـ عليكم ـلام وحـ الله ـمة وبركاتهـ
يرتبط المعنى المطلق لحياة الإنسان بحريته الكاملة التى منحها الخالق العظيم له، وذلك بإقتران تلك الحرية مع أسمى وأقيم وأنبل وأشرف هبة منحها الخالق للإنسان وهى هبة العقل، وما من أجلاء وتوضيح مطلق لتلك الحقيقة سوى من قول الله تعالى العالم الخبير
فآيات الذكر الحكيم تبين ارتباط الحرية بالحياة الإنسانية وبما تمثله من قيمها الشريفة السامية والنبيلة والمكتنزة بالأفئدة الإنسانية، حيث الأفئدة هى القلوب التى تعقل وكما أجمع بذلك علماء وفقهاء الشريعة الإسلامية بتفقههم لمعنى الأفئدة، ويقول الله تعالى بالآية الكريمة30 من سورة الأعراف (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (ومن الآية الكريمة فكل الكائنات خلقت من ماء وهى كائنات حية مثل السماوات والأرض وما بها من الأحياء المائية والطير والحيوان والإنسان وكذلك جميع المواد التى تشكل حيز من فراغ ويكون لها ملمس هى جزء من الحياة، ووجودها المادى يمثل مظهر حياتها
ويكون الإنسان بقمة تلك المخلوقات الحية رقى وأفضلية وتكريم من الخالق العظيم ويقول الله تعالى بالآية 70من سورة الإسراء (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) ويقول الله تعالى بالآية 14 من سورة النحل (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ويقول الله تعالى بالآية20 من سورة لقمان ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ )
ومن الآيات الكريمة فجميع تلك المخلوقات بوجودها الحى هذا مسخرة من الله تعالى لخدمة الإنسان المكرم من الله تعالى وفضله عن جميع تلك المخلوقات بنعمة العقل كأنفس جوهر يميز الحياة للمخلوق الإنسانى هبة من ذات الله والذى يضم بجنسه حبيبه المصطفى المختار عليه الصلاة والسلام، فتلك الأرض التى نعيش عليها والسماء والنجوم والحجارة جزء من الحياة الغير مكلفة ومسخرة لخدمة الإنسان، وكينونة كونها جزء من شيء فهى ممثلة له، فكل مخلوق غير مكلف ويستطيع أن يتحرك وينمو ويتزاوج فذلك صورة من الحياة بلا تكليف، مثل الحيوانات والطيور والأسماك والنباتات والطفيليات والجراثيم والفيرس، وكذلك فكل مخلوق جامد ومع يقين عدم وجود روح له يكون به حياة حتى وان كان به سكون ظاهرى، فطالما له ملمس ويشكل حيز من محتويات الحياة يكون جزء منها، وهو يمثل شيء تكون نتيجة فتق الله تعالى للسحابة الكونية ببدء خلقه تعالى للسماوات والأرض وما تضم من الشمس والقمر والنجوم والحجار.الخ
وقد ذكرت لفظ السكون الظاهرى بالمواد الصلبة لأن بداخل كل مادة حركة دءوبة مستمرة لمكوناتها وبما يسمى بإليكترونيات وبروتينيات ونيترونات،حيث تدور بفلك محدد سابحة مسبحة بحمد الله بتوحيد فريد ومذهل مع الكون بأجمعه، ويقول الله تعالى بالآية44من سورة الإسراء (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) فلا تقتصر الحياة على الإنسان وكل مخلوق مسخر لخدمته بأمر الله، حيث يوجد صور كثيرة للحياة، فالملائكة تعيش الحقيقة العقلية والعلمية لمجموع كل حياة بمعناهم المطلق والذى يطلق عليهم الحيوان، وكذلك تكون حقيقة الحياة بالاستشهاد فالشهيد لا يكون ميت وحياة الشهداء هى جزء من حياة الحيوان، وهى تكون حياة بقول الله الصادق العالم الخبير، حيث يعيش الشهداء حياتهم بإطلاق حر بناموس بلا جسد إنسانى
ويلاحظ أنى لم أذكر الجان وعالمه ضمن صور الحياة الموجودة أى المخلوقة من الواجد الخالق سبحانه وتعالى، لصورته المعدومة والغير محسوسة لحياة البشر، فالموت والعدم والخيال بصورهم المختلفة موجودون ولكن لا نستطيع أن نطلق عليهم أنهم حياة، والجان مثلهم جميعاً لا يمثل حقيقة موجودة ومحسوسة بالحياة الإنسانية الحرة ولا يكون مخلوق حر فهو أسير وعبد لكبريائه وغروره، ولا يكون للجان معنى أو قيمة بالحياة، بل لا يشغل أدنى جزء مادى منها بصورته المخلوق عليها بحياة كل إنسان، كما لا يشغل أدنى حيز من وسوسته لحياة الإنسان الحر مثله كانعدام فجور النفس للمسلم الحر، أيضا يتشابه الجان مع شيئ من الخواء أو الفراغ والعدم تماما، بل يقل تأير وفعل عنه وهو الوهم، فذلك الوهم صنعة اليهود هو خواء وذلك رغم وجوده وتأثيره المدمر والهالك على من يصيبه، بل أن الجان ليس له سلطة على من يمسه لقدرة رؤيته الكاملة لداخل الجسد الممسوس فيهيأ مع شيئ من ذلك الوهم أن ذلك نتيجة المس، والحقيقة أن الجان بمسه ليس له سلطان على من مسه من كفرة أو مسلمين مذبذبين بين الإسلام والكفر وهما من يستطيع أن يوهم من مسهما أن له سلطان عليهما وذلك باطل تماما فحين المس تكون النفس مستوفاة لخالقها العظيم وحين عودتها يهرول هارباً، بينما الملائكة فهى بالسماء ولها حيوان وتحيى بمجموع كل حياة بدوام السماء والأرض، وبحيوان الشهداء والملائكة تظل الحياة باقية بروح ونفس حامليها بحرية مطلقة حتى الصرخة الكبرى، والتى لا يكون بعدها شيء باق سوى وجه الله تعالى
ولتوضيح كل تلك الحقائق جعلت ذلك المقال يحتوى بندين هامان أولهما بعنوان لاحياه إنسانية بلا حرية وعقل وموضحا به مفهوم الحياة بوجه عام وحق الحرية للحياة الإنسانية بوجه خاص، أما البند الثانى فأصبغت به أفكارى مع بعض الكتاب للأدب الإسلامى لتوضيح نورانية العقل وأيضاً شر وباطل الفكر وكيف نتفاداهما بعصر العولمة، والذى فيه استطاع اليهود قلب جميع الحقائق رأساً على عقب ومسخها بما قد يقف أمامهم شياطين الجان حيارى باطلهم وشرهم وألى لقاء مع تلكما البندين برسالة أخرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.