غض البصر
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين نبي الهدى وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الله -جل وعلا- أمرنا في كتابه الكريم بغض أبصارنا عما حرَّم علينا النظر إليه. قال سبحانه: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم" (النور/30).
قال ابن كثير في تفسيره: هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرَّم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على محرَّم من غير قصد، فليصرف بصره عنه سريعاً.
ولم يختصَّ الله -جل وعلا- الرجال بذلك، بل أمر النساء أيضاً بِغَضِّ أبصارهن، فقال -جل وعلا- :- "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" (النور/31).
وغض البصر: هو أن يُغمِضَ المسلم بصره عمَّا حُرِّم عليه، ولا ينظر إلا لما أبيح له النظر إليه.
لذلك فليحذر المسلم النَّظر إلى النساء سواء كان في التلفاز أو الفيديو أو غيرهما، فإنه سبب التعلُّق والفتنة، وذلك لأنه يثير الغرائز، ويبعث الكوامن، ويدعوا إلى الوقوع في الفواحش، وقد جعل الله سبحانه وتعالى العين مرآة القلب، فإذا عضَّ العبد بَصَره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بَصَرهُ أطلق القلب شهوته.
فالنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولِّدُ خطرة، ثم تولد الخطرةُ فكرة، ثم تولِّد الفكرةُ شهوة، ثم تولِّد الشهوةُ إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع منه مانع.
وفي هذا قال الشاعر:
كل الحوادث مبـداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها
كمبلغ السـهم بين القوس والوتر
والعبــد ما دام ذا طرفٍ يُقَلِّبُه
في أعيُنِ الغَيْر موقوف على الخطر
يَسُــرُّ مُقْلَتَهُ مـا ضرَّ مُهجَتَهُ
لا مرحباً بِسُــرورٍ عاد بالضَّرر
فلما كان هذا حال النظر إلى ما حرَّم الله حذَّر منه النبي الكريم عليه وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة والتسليم، وأمر بِغَضِّه، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اضمنوا لي ستّاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدُقُوا إذا حدَّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتُمِنْتُم، واحفظوا فروجكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفوا أيديكم" (رواه أحمد والحاكم وابن خزيمة وحسنه الألباني - الصحيحة/1470).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والجلوس في الطرقات. فقالوا يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بدٌ، نتحدث فيها. فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (متفق عليه
منقوووووول
بس ما يكون مكرر^_^
وبتمنى ينقرا
وهي نصيحة لي قبل الكل