سطور فارغة بصفحــــات بيــضــاء
كلـــمات مــقــيدة بحـــــــروف ذات خناجر
ومشاعــــــر ضائـــعة بين قلب وعقل
وأحاسيس ظالمــة بـــــلا ظالــــم
\
\
فــجـــــر.. نسائــــم حـــارة
ونــــــور..اختفى بالأفق البعيد
والأمل.. ضائع من طول الانتظار
وربما نهاية قريبه لأمال تبعثرت \
\
ليل ...اشد ظلما وقســـوة لهما
سكون رهيب ..وهدوء أعجب..
سواده حالك..وربما غيوم سوداء..والقمر تائه بظلمة الليل..
وقارب محطم من موج هائج ينتظر بدر يسطع\
\
\
وقـــفـه عـــلى صفحــه منــزوعة مــن صفــحـــات المــاضــي.
.
.
لم يكن فجر..ولم يكن ليل .. وإنما كانت طرق متعرجة ..وصبيان مشردين
ونساء متلفعات بسواد كأشبه بالغربان ..وعقول محلقة بسماء ملئت بضباب ..وقلوب مفعمة بحب لم يشفع لها .... ولم يكن بسمائهم طيور تحلق ..ولا عصافير تغرد ..ولا سحب تجتمع ..وإنما هي حارة يطلق عليها حارة الشقاء لكثر ما سطرت جدرانهم بذالك المسمى ولكثرة الشقاء التي تحتويه ..
وكــــــانـــــت كــــمـــــا تــــسمــــــى
\
\
همسة " طالما هناك فجر ينتظر..وبدر زف بين النجوم ..فهناك حياة تجدد"
شمـوخ في زمـن الانـكسـار
" الجـــــــزء الأول "
(1)
بشروق الشمس على تلك الحارة القابعة خلف تلك المباني الشامخة والشوارع الراقية
وبذالك البيت الطيني المعاند لجبروت الـظلــم ..وريـــاح الــــــقسوة وألــــــم
تخفت خلف النخلة الوحيدة في البيت وهي تكتم ضحكتها براحتها اليمنى
وتطاير أطراف شعرها الذي عبث فيها الهواء وصرخت بشقاوة طفولة لم تدنسه تلك الصحون ألفاضيه..ولا الحياة الرفاهية .." شروق تعالي هنا"
ولم تنتبه لظل الذي تبع خطاها وهزها بصوته الغاضب .."أنا كم مره قلت لكم إذا كنت نــــائــــــــــــم ما تلعبن عند راسي .."
رفعت عينها بعينه وبغيض كسى وجهها.."يووووه منك بندر ابعد عني الحين بسمة تكشفني"
زادت حدت صوته وتــــــعوج جبينه.." وكمان مجمعة بنات الحارة تلعبوا شرعة ببتنا.."
حاولت تسرق نظرها لقادم من طوله الفارع وبصوت منزعج.."يا سلام لو لعبنا بالشارع فضحتونا ولو لعبنا في البيت فضحتونا اجل وين نلعب".. وتخفت خلف الشجر .."يلا ابعد لا تشوفك بسمة "
رد بندر بضحكة يغيض فيها طفلته البريئة.."لا تعلبي عشان إذا شافك احمد يقول هونت عروستي بزر لسه تلعب بالشارع.."
أظهرت جسمها من خلف الشجرة و ضربت بالأرض وتناثرت ذرات من الرمل بدنيا قد تفرق ولكن نادر ما تجمع .."والله لا علم عليك أمي يا قليل الأدب.."
وبصرخة القادمة أفزعتهم .." كشفتك يللا دوري "
روعة.." لا غش هذا بندر خرب علي اللعبة .."
بسمة بروح معاكسة لشخصيتها.."مالي شغل يلا دورك"
ضحك بابتسامة ذوبتها حرارة الشمس الساطعة..وتركهن بجدال ربما لن ينتهي أمد الحياة
استوقفه صوتها الصارخ وهو يتخلل آذنيه كأنغام الكناري .."بندر بندوره دب مثل الكوره.."والله ما راح أخليك تنام طول عمرك".. ومدت لسانها بطوله وركضت تجري بتحدي وشموخ ورثته عن بيت نال من الدنيا بما يكفيه وربما تحديها أصاب وسجلته ذاكرة الأيــــام..وخــطتـــه أقـــــلام الــــــكتــــاب....