التوجه الى الله :
يونس عليه السلام انتبه بسرعة للحادث ، وتوجه على الفور الى الله سبحانه وتعالى مستغفرا لله على تركه العمل الاولى ، وعدم بقاءه مع قومه ، وطلب العفو من الله ، واخذ يناجيه ويناديه : « فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين » (1) توجه الى الله تعالى من بطن الحوت ونادى ربه بان لا معبود سواك ، واني ظلمت نفسي وابتعدت عن باب رحمتك ، واخذ يسبح الله ويذكره ، ولولا نداءه وتسبيحه وتوجهه الى الله فورا ، لبقي في بطن الحوت الى يوم البعث : « فلولا انه كان من المسبحين ، للبث في بطنه الى يوم يبعثون » (2).
بعد ذلك استجاب له الله وانقذه من الغم ، حيث قال تعالى :
« فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين » (3).
بعد ان لبث يونس عليه السلام في بطن الحوت فترة من الزمن ، وفي رواية عن ابي الجارود : لبث في بطن الحوت ثلاث ايام ، وروي غير ذلك (4) ، والله العالم » انقذه الله من ذلك السجن المظلم والموحش ، وكان قد اثر على جسده بعض الشيء ، وكان عندما خرج من بطن الحوت كانه فرخ دجاجة ضعيف لا جناح له ولا ريش ، حيث كان منهارا لا يمتلك القوة والقدرة على الحركة ، وكانت حرارة الشمس تؤذيه ، فيحتاج الى ظل يستظل به عن حرارة الشمس.
مرة اخرى شمله اللطف الالهي وانبت الله له شجرة « القرع » ليستظل باوراقها العريضة الرطبة ، حيث قال سبحانه وتعالى في ذلك : « فنبذناه بالعراء وهو سقيم * وانبتنا عليه شجرة من يقطين » (5).
يا لها من موعظة عظيمة درس مهم وصلنا عن طريق هذا النبي العظيم يونس عليه السلام ، علينا ان نعتبر بهذا الدرس ، وخاصة اذا كنا نمتلك مسؤولية ادارية في الدولة ، وكيف نتعامل مع المجتمع من اجل سعادته وانقاذه من المطبات الاخلاقية والتيارات الفكرية المنجرفة ، حتى نوصله الى ساحل الامان ....
<منقوووووووووووووول>