تعريف البخل
وهو الامساك حيث ينبغي البذل والسخاء فيه، وهو ضد الكرم، وهو من السجايا الذميمة والخلال الخسيسة، الموجبة لهوان صاحبها ومقته وازدرائه، وقد عابها الإسلام وحذّر المسلمين منها تحذيراً رهيباً.
ذم البخل
البخل من ثمرات حب الدنيا ونتائجه، وهو من خبائث الصفات ورذائل الأخلاق، ولذا ورد في ذمّه ما ورد من الآيات والأخبار. قال الله تعالى: «ولا يَحسبنَّ الذينَ يبخلونَ بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شرٌّ لهم، سيطوقونَ ما بخلوا به يوم القيامة» [سورة آل عمران: 180].
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «البخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار. وجاهل سخي أحبُّ إلى الله من عابد بخيل، وأدوى الداء البخل»
والأخبار في ذم البخل اكثر من ان تحصى، مع ان تضمنه للمفاسد الدنيوية والأخروية مما يحكم به الوجدان، ولا يحتاج إلى دليل وبرهان، حتّى أن النظر إلى البخيل يقسّي القلب، ومن كان له صفاء سريرة يكرب قلبه، ويظلم من ملاقاته، وقد قيل: «أبخل الناس بماله أجودهم بعرضه».
صور البخل
البخل وان كان مذموماً، إلاّ أنّه يختلف ذمّه ويتفاوت باختلاف صوره، فأقبح صوره واشدّها إثماً هو البخل بالفرائض المالية التي أوجبها الله عزّوجلّ على المسلمين، تنظيماً لحياتهم الاقتصادية، وإنعاشاً لمعوزهم. وهكذا تختلف معائب البخل باختلاف الأشخاص والحالات: فبخل الاغنياء أقبح من بخل الفقراء، والشحّ على العيال أو الأقرباء أو الاصدقاء أو الضيوف أبشع وأذمّ منه على غيرهم، والتقتير والتضييق في ضرورات الحياة من الطعام والملابس أسوأ منه في مجالات الترف والبذخ.
علاج البخل
علاج مرض البخل يتم بعلم وعمل، والعلم يرجع إلى معرفة آفة البخل وفائدة الجود، والعمل يرجع إلى البذل على سبيل التكلف إلى ان يصير طبعاً له، فكل طالب لازالة البخل وكسب الجود ينبغي ان يكثر التأمل في اخبار ذم البخل ومدح السخاء، وما توعد الله به على البخل من العذاب العظيم، ويكثر التأمل في احوال البخلاء وفي نغرة الطبع عنهم، حتى يعرف بنور المعرفة ان البذل خير له من الامساك في الدنيا والآخرة، ثمَّ يكلف نفسه على البذل ومفارقة المال، ولا يزال يفعل ذلك إلى أن يهيج رغبته في البذل، وكلما تحركت الرغبة ينبغي ان يجتنب الخاطر الأول ولا يتوقف، لأن الشيطان يعده الفقر ويخوّفه ويوسوسه بأنواع الوساوس الصادة عن البذل.