ما حكم وضع الشعر للفتاة بالطريقة المائلة للتجميل، هل يجوز ذلك؟ وما حكم ما يسمونه الكعكة المرتفعة في البيت، وعند المحارم، وهل يدخل هذا العمل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصف النساء اللاتي من الأصناف التي لم يرها، وهن المائلات المميلات، ورؤوسهن كأسنمة البخت المائلة؟
الأفضل فيما أعلم أن تكون الفرقة في وسط الرأس حذاء الأنف لا تميل هكذا ولا هكذا، أما ما جاء في الحديث فالمراد به الميل عن الحق، (صنفان من أهل النار) في الحديث الصحيح يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صنفان من أهل النار لم أرهما، رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) هذا الحديث في الصحيح فيه التحذير من ظلم الناس بغير حق، ولهذا ذم هؤلاء الذين بأيديهم سياط يضربون بها الناس بغير حق سواءٌ كانوا شرطةً أو غيرهم، لا بد في ضرب الناس من الدليل، الموجب لذلك بحكم الحاكم الشرعي، أو بتعزير ولي الأمر، أما ضرب الناس بغير حق هذا من أعظم الظلم الذي حرمه الله، فلا يجوز ضرب الناس إلا بدليل بحكم حاكم أو من ولي الأمر الذي يرى فيه المصلحة للمسلمين لكون المضروب فعل ما يوجب ذلك، وأما النساء فالواجب عليهن أيضاً التستر، وأن يكن كاسيات كسوة ساترة، فالكسوة التي فيها ظهور العورة لرقتها أو قصرها هذه عارية ليست كسوة في الحقيقة، ولهذا قال: (نساء كاسيات عاريا) يعني عليهن اسم الكسوة لكنها اسم كسوة غير ساترة، إما لرقتها وإما لقصرها، فهذا لا يجوز هذا منكر، ولهذا توعدهن بالنار، وهكذا مائلات مميلات، معناه مائلات عن الحق، والعفاف إلى الفجور والفساد، وهكذا مميلات يعني يملن غيرهن من النساء إلى الباطل والشر، فهن مائلات في أنفسهن عن الحق، مميلات لغيرهن إلى الباطل، فلهذا استحقين النار والعاقبة السيئة، أما قوله: (رؤوسهن كأسنة البخت المائلة) فهذه علامة عليهن، قال بعض أهل العلم، معناه أنهن يضخمن رؤوسهن يجعلن عليها اللفائف والشيء يكبِّرها، هذا من علاماتهن، أما الكعكة فلا يظهر لي أنها المرادة بهذا الحديث؛ لأنه ما فيه تضخيم للرأس قليلة كشعر قليل يجعل في وسط الرأس أو في أسفل الرأس، لكن كونها تربطه بجدائل مطروح مجدول يكون أولى وأفضل وأبعد عن الشبهة، تترك رأسها يعني منجدل على ظهرها، أو بعضه على ظهرها أو بعضه على قرنيها على جانبيها، هذا يكون أولى، يكون لها جدائل وظفائر قرنان، ؟؟؟؟؟ يكون هذا أفضل وأحوط وأجمل أيضاً، أما جمعه على الرأس أو في مؤخر الرأس فيخشى أن يكون من هذا الباب، وإن كان ليس بظاهر لا يكون شيء يشبه أسنمة البخت، يكون أقل من ذلك، لكن كونها تترك ذلك وتطرحه على العادة القديمة يكون على الظهر وعلى الجانبين، يعني تجعل الظفائر مطروحة على ظهرها وعلى جانبي رأسها، هذا هو الأولى والأبعد عن الشبهة.
هذا بصوت الشيخ
http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/088517.mp3