نقلت لنا بعض كتب التراث الشعبي العربي أنه عاش بمصر فيما تذكر بعض الروايات أنه عاش بين الشام و بغداد ، و بين هذه الروايات يبقى أسم الزيبق رمز للحيلة و الدهاء و المكر و المراوغة ، إلا أن علي الزيبق مِن الشخصيات التي حملها لنا التاريخ ولا ندري هل كانت حقيقة أم مجرد أسطورة يتناقلها الرواة كـ ذات الهمة و الظاهر بيبرس و سيف بن ذي يزن ، وزرقاء اليمامة ، الطقطقي، وأبي الباز، وأبي دُلَف وغيرهم كثير
لكن الفرق بينه و بين غيره أن شهرته لم تكن لـ فورسيته أو سلطته أو علمه أو جاهه أو لـ خوارق كان يمارسها، بل كان شاطر يعتمد على الحيل و المخادعة و المكر و النصب باقتدار مبهر.
و تأتي سيرة علي الزيبق _في سلسلة الف ليلة وليلة _ في عصر تعرض فيه الناس لحروب و مجاعات وظلم ، و برع في الخفة و الدهاء و أشهر حيله أنه كان يدهن جسده بالزفت الأسود ليمكنه من التخفي في السواد فيما عدوته اللدود "دليلة المحتالة" تتحين الفرص لتوقع به ، إلى أن تتمكن من صناعة مادة مستخرجة من بعض الأعشاب فكست بها الزيبق لــ ينكشف للعيان و ينفضح سره ... لكن هل "ملاعبات" دليلة أعجزت الزيبق أم تفوق عليها في المكر...!
.. استعرت الكتاب فرحةً واعتكفت في غرفتي أقرأ وأحلم.
سحرني هذا الزيبق الذي نشأ ولداً يتيماً تكتم عنه أمه فاطمة حقيقة نسبه وتدّعي أن جده هو أباه حتى عرف الحقيقة من أحد أتباع أبيه القدماء، وعلم أن أباه كان عياراً شهيراً يدعى حسن أبو الغول وأن المقدّم صلاح الكلبي قتل أباه غدراً. عندها بدأ الفتى الصغير علي بتعلم أصول العيارة والشطارة حتى فاق غيره وبدأت أول مغامرة حينما تنّكر في زي جارية حسناء وساق معه عجلاً صغيراً بعد أن علمَ أن صلاح الكلبي يسعى لإقامة مأدبة. استطاع علي الزيبق الدخول إلى قصر صلاح الكلبي والاختلاء به، ليقوم بتكميمه وتهديده وسرقة ماله الذي سرقه أصلاً من الفقراء وإرجاعه لهم.
بعد ذلك توالت الحيل والألاعيب التي سخر بها الزيبق من صلاح الكلبي ورجاله الزعر. فمرةً يجعل من نفسه صاحب الحمام الذي ينوي صلاح الكلبي الذهاب له للاستجمام فيقوم بحلق لحيته وحرق جلده. ومرةً يتنكر في زي طبيبٍ يهودي بعد أن احترق جلد الكلبي ليقوم بالتنكيل بجسد صلاح الكلبي. وتوالت الألاعيب حتى جعل من صلاح الكلبي مسخرة لسكان مصر، وأصبح العزيز والي مصر يهدد صلاح الكلبي بإقالته بعد أن أفقد السلطة هيبتها.
حينها ظهرت في الساحة دليلة المحتالة والتي جاءت من العراق لتساعد صلاح الكلبي. سرعان ماوقع علي الزيبق في الفخ الذي نصبته له بعد أن أغوته بابنتها الجميلة زينب وساقوا الزيبق لحبل المشنقة، لولا أن أمه -والتي كانت عيارةً هي الأخرى أيام شبابها- جاءت لتنقذه في اللحظة الأخيرة.
حينما انتهيت من الكتاب، أحسست بحزنٍ حقيقي لانتهائي من قرائته. ولكني سرعان مااكتشفت جزءاً ثانياُ يدعى "ملاعيب علي الزيبق" والذي يتحدث عن ذهاب الزيبق إلى العراق ولقاءه بأحمد الدنف، وتكليف هارون الرشيد له، للذهاب إلى الجزيرة المسحورة التي كانت دليلة تنصب فيها شباكها لإقامة الثورة على الرشيد.
منذ ذلك الحين.. وعلي الزيبق أحد أبطالي المفضلين. البطل الذي يختبئ ويدخل في خفة وينفذ ملاعيبه ثم يهرب مثل الزيبق. سيرته فاقت قصة روبن هود بأحداثها المثيرة والجميلة..
ملاحظة : الرواية جسدت في عمل تلفزيوني
وهويعرض حاليا على التلفزيون الجزائري في شهر رمضان و في باقي الشهور
===منقول===