نظر إلى جسمك وتأمل ما فيه من جوانب التسخير والخدمة لك أيها المكرم... فعينك مسخرة لترى بها ما حولك ,ولسانك ما هو إلا خادم لك لتعبر من خلاله عما تريده , ويدك للبطش والكتابة , والتسبيح, ورجلك للحركة والذهاب إلى حيث تشاء.
كل هذا يتم دون إعتراض أو تمنع , بل استسلام تام وانقياد تام لأوامرك.
هل فكرت يوماً في الطعام الذي تأكله كيف تتم رحلته داخل جسمك فيحدث من خلالها الهضم واللإمتصاص وإخراج الفضلات.
إن الأحهزة الداخلية تعمل داخلك ليل نهار لتقوم على راحتك, فلا تجهد نفسك في التفكير عن كيفية عملها وماذا يحدث في داخل الرئتين أو القلب أو الكبد أو ......
لاتفكر في كيفية إلتئام جرح من الجروح فهناك من يقوم بذلك.
أرح نفسك من هذا كله فهناك خدم كثيرون لا يحصى عددهم يقومون على خدمتك.
أيها المدلل
انظر إلى طعامك وتخيل أن هذه الخضروات والفواكه التي تكون موجوده بهذه السهولة , وأن المطلوب منك هو أن تقوم بنفسك على عملية استخراجها من مكوناتها الأصلية.
كم من الوقت والجهد ستبذله للحصول على بعض ثمار الخيار مثلاً, بل على ثمرة واحدة؟؟؟؟
أيها المدلل
أتدري ان هناك مصانع لا تعد ولا تحصى موجودة تحت الأرض وفوقها تعمل ليل نهار –بإذن ربها- من أجل أن توفر لك شتى أنواع الأطعمة وما عليك إلا أن تجمع إنتاجها, وتختار منها ما يروق لك؟؟؟
تخيل ثم تخيل
تخيل أخي القارئ أن الدابة التي تستخدمها في تنقلاتك من مكان لآخر , قد أنطقها الله عز وجل, فإذا هي تسألك فبل تحركها بك عن وجهتك , ولماذا تذهب إلى هذا المكان وكم من الوقت تستغرقه فيه و......
تخيل أن الماء الذي تريد شربه لا يتحرك في فمك, بل يسألك لماذا تشرب الآن؟؟ الم تشرب منذ قليل ؟؟
تخيل أنك تريد الكتابة فلا تتحرك معك يدك بل توبخك على كثرة استخدامها وعدم إعطائها راحتها.
تخيل ذلك وتخيل أن كل من حولك من المخلوقات يتكلم, ويناقش قبل قيامه بتنفيذ الاوامر.. ثم اسال نفسك كيف ستكون الحياة بهذا الشكل؟؟
لا تستغرب هذا الكلام , فبالفعل أنطق الله بقرة غي عصر من العصور السابقة لتكون آية للناس تشعرهم بحجم نعمة التسخير, ونعمة صمت الكائنات من حولنا.
سل نفسك
وبعد أن تخيلت ما تخيلت , سل نفسك:
هل يرفض الماء إروائك والطعام إشباعك؟؟
هل ترفض الدواب حملك إلى المكان الذي تريد ولو كان لا يرضي الله عز وجل؟؟
هل امتنعت النار عن الإحراق والماء عن الغليان؟؟
هل انتنعت الشمس يوماً عن الإشراق والليل عن الظلام؟؟
تأمل ثم تأمل هذا اللون العجيب من نعم الله لك أيها الإنسان واسأل نفسك مرة أخرى لماذا ميزك الله عن سائر المخلوقات؟؟؟
ولماذا هيأ الكون كله لخدمتك,, وجعلك قائده وسيده؟؟ظ
هل هناك جواب آخر عير أنه يحبك ويريد لك النجاح في المهمة التي خلقت لأجلها, ومن ثم دخولك الجنة والتمتع بنعيمها الأبدي؟؟
جاء في الأثر: (يا ابن آدم خلقت كل شيء لك, وخلقتك لنفسي, فلا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له)
رددها من قلبك:
الحمد لله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون
يااااارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك