(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
دخلت إحدى المكتبات..كانت مليئة بالكتب بقدر إمتلاءها بالأضواء *والضوضاء
،،مررت قسم الأشرطه ..أخذت شريطاً بعنوان (السعادة بين الوهم والحقيقه
)،،ثم وقع نظري على شريط أناشيد بعنوان (جراح الأمه ) أطرقت قليلا فأخذته
،، لفتت انتباهي زاوية مظلمه من المكتبه ،،اقتربت منها ،، عجبت لأمرها وقد
بنى العنكبوت عشه على بعضها وكأن كل من في المكتبه نسيها ،،بل تناساها !
أخذت كتاباً قد غطى الغبار بعضه ،،نفضته بيدي ،،ترددت في فتحه ،، لكني عزمت
على أن أفتحه ،،!!
كانت الصفحه الأولى
صورة لطفل يبكي وبجانبه صورة أمه وقد نحرت ، وأخته الصغرى وقد قتلت ،،تأثرت لبرهه وقلت: أسأل الله لكم النصر على من ظلمكم ،،
*هممت بأن أفتح الصفحه الأخرى ،، قال لي الطفل بنبرة حزن وألم ،،إنتظري !!
قلت من أنت ؟
قال أنا الطفل السوري ،،المظلوم ،،قد نحرت أمي الحبيبه ،،وأعتقل والدي
الغالي ،وقتلت أختي ،،وأغتصبت أختي الكبرى *،،لم ينجني بعد الله الا انني
قد أختبأت في خزانة الملابس ،،ولو رأوني لم يرحموني ،،أين أنتم أيها
المسلمون ؟ أين *أنتم أيها العرب ؟*
قلت للأسف العرب قد شغلوا عنك بمتابعة عرب أيدول وعرب تالنت ،،الا من شاء الله منهم ،،
اصفر وجهه وقال وقد انخفض صوته من شدة الاعياء : لاتنسونا من الدعاء ،،نريد
دعاء صادقاً بيقين ،،صبوا اجتهاداتكم في الدعاء لنا ،لا في الاناشيد التي
لاتنفعنا بشيء !!
ارتبكت وترددت ولم أجد جواباً يطفئ من غضبه البالغ سوى أن أسقطت شريط الاناشيد من يدي *
!!!
فتحت الصفحة الاخرى من ذلك الكتاب المجهول
وجدت صورة لانسان لا أدري فتى أم فتاة !!
لكن بعد تدقيق وتمحيص للصورة وجدتها لفتاة متشبهه بالفتى ،، قد جلست وسط
كومة من المجلات والجوالات والاجهزة التقنيه التي *تكومت على بعضها *،،
والفتاة وضعت يديها على وجهها حزناً وأسى !!
قلت من أنتي ؟
*الت أنا إسمي أحلام ، وكل أحلامي أن أجد السعادة والهناء ،، مع أني طرقت
كل أبواب السعادة ،،فلم أجدها ،،أصبحت الان هي الحلم بالنسبه لي ،،لم أترك
شيئاً لم أفعله ،،لم أترك بلداً لم أسافر له ،، لم أترك جديداً لم أحصل
عليه ،،ولكن السعادة امتنعت عني !!*
ابتسمت لها وقلت : *
كل الابواب التي ظننتي أنها أبواب للسعادة لم تكن كذلك بل هي أبواب حزن
وكأبه ،،السعاده يا أخيه هي في سلوك الطريق السوي والالتزام بطاعة الرحمن
وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ،،فكم من سجين في الدنيا وجد في سجنه
جنته ،،لان سعادته نبعت من نفسه وقلبه المعلق بالله ورسوله ،فوجد السعادة
الحقيقيه التي لايخالطها زيف ،،*
أعطيت تلك الفتاه شريط (السعاده بين الوهم والحقيقه )ونصحتها باستماعه !!
فتحت الصفحه الثالثه
وجدت صورة لامرأة عجوز قد رسمت السنوات على وجهها خارطه واضحه وقد وضع
الزمن بصمته على هيئتها وشكلها ،،وقد أمسكت بعصاها ولسان حالها يقول ..هذا
ماتبقى لي !!
قلت من أنتي يارعاك الله ؟؟ أطلقت آهه طويله ثم قالت : أنا ( آمال ) قد
ربيت صغاري في مامضى وكلي آمال أن أعيش في كبري كالملكه بينهم ،،لكن للأسف
كما ترين ،،لم يبق لي أنيس سوى عصاي الباليه وبعض الذكريات التي أتسلى بها
!!
أسفت لحالها ثم سألتها : ألا يجتمع أولادك وبناتك عندك لو يوم واحد بالاسبوع ؟!!!
قالت بأسى : إذا حدثت المعجزه وإجتمعوا ، تكون رقابهم معكوفه !*
قلت لاحول ولا قوة الا بالله كيف ؟؟
قالت كل منهم بجهازه الخاص ،جوال ،أو كمبيوتر ، وكلما رمقت أحدهم واذ به
يبتسم ويمازح منهم في جهازه ،وبقلبي أتمنى أن يكون هذا الحديث والمزاح لي
!!
قلت *:هداهم الله. ،،، *وأنا بقلبي أتمنى ان يهديني الله قبلهم ، لأن حالي كحالهم *!!!
فتحت الصفحة الرابعه :
وجدت صورة لشاب وقد أمسك بحبل مربوط حول عنقه ،، قد هم بالانتحار !!
قلت انتظر *.. من أنت ؟؟
دمعت عيناه وقال أنا ( فائز ) لكن لم يكن لي من اسمي نصيب !!
لم أفز بأي شيء في هذه الحياة ،، مع اني درست في أحسن الجامعات ونلت أعلى
الدرجات ، ذهبت شهاداتي في أدراج المكاتب ،،أصابني الاحباط والارهاق
والاكتئاب ،، فقررت أن أنهي معاناتي !!
قاطعته قائلة : بل قررت أن تبدأ معاناتك ، هل تبيع الاخره الدائمه من أجل حفنة من دنيا زائلة ؟؟
ألا تعلم أن المنتحر يعذب بالألة التي انتحر بها الى يوم القيامه ؟
ألا تعلم أنك إستجبت لداعي الشيطان ،،الذي سيتبرأ منك ،ويتركك تواجه عذاب الله إلا أن يعف عنك ربي...*
الفائز هو من نجى من الهلاك ،استعذ بالله يا فائز ،جعلنا الله ممن فازوا بجنة عرضها السموات والارض ووالدينا والمسلمين ،،،
فتحت الصفحة الخامسه ،0:
وجدت صورة لفتاة قرأت من ملامحها شوق وترقب ،،قلت من أنتي !
قالت أنا (ريما ) ،، قلت وماذا بعد ؟؟
قالت ألا تعرفين مالذي أخطط عليه ؟
قلت لا (قلت بنفسي أتخطط لتحرير القدس مثلا ً )
ابتسمت بفخر وقالت :
أنا السعوديه التي *سأحمل الشعله الاولمبيه خلال اولمبياد لندن الذي سيقام الصيف القادم !!
قلت: ارجوك لاتخيبي الأمال *، لا أقول في المرأه السعوديه ، بل في المرأه المسلمه ككل...
ألا تعلمين *أن فاطمه الزهراء وهي على فراش الموت *قالت : والله إني لأستحي
أن أخرج على الرجال جسمي من خلال هذا النعش ،، فما كان من أسماء إلا أن
قالت : أولا أصنع لك شيئاً رأيته في الحبشه !! فصنعت لها نعشاً مغطى من
جوانبه يشبه الصندوق ثم أخذت جرائد النخل الرطبه وحنتها على شكل قوس ثم
طرحت فوقه ثوباً واسعاً ، فلما رأته فاطمه قالت لاسماء : سترك الله كما
سترتيني )!!
(( لآتعليييييييييق )) !!!!!
فتحت الصفحه الاخيرة :
وجدت قول أبي العتاهيه :
مات المداوى والمداوي والذي. * * * جلب الدواء وباعه ومن اشترى*
قلت هذه النهايه الاكيده لنا جميعا فأسأل الله لنا حسن الخاتمه !!!
السبت يونيو 23, 2012 10:51 am
