وراع صاحب كسرى أن رأى عمرا بين الرعية عطلا و هو راعيها
وعهده بملوك الفرس أن لها سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره من الأكاسر والدنيا بأيديها
وقال قولة حق أصبحت مثلا و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم فنمت نوم قرير العين هانيها
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة و الدنيا بقبضته في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص و سيرته أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
و هل يفي بيت مال المسلمين بما توحي إليك إذا طاوعت موحيها
قالت لك الله إني لست أرزؤه مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها
لكن أجنب شيأ من وظيفتنا في كل يوم على حـال أسويـها
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها
قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة أن القناعة تغني نفس كاسيها
و أقبلت بعد خمس و هي حاملة دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهت مني غافلا فدعي هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها
ويلي على عمر يرضى بموفية على الكفاف و ينهى مستزيدها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به أولى فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها
صدقت ياحافظ .. ورضي الله عنك ياسيدنا عمر بن الخطاب وارضاك
واسأل الله ان يرزقنا صحبتك في الجنة
تحياتي
موري عاشقه رغودي