[size=21]ماء الحياة
هكذا احبائي يكون الحب خالصا لوجه الله تعالى دون حسبان للنتائج والمكاسب معنوية كانت ام مادية .
في قصتنا الصغيرة هذه تجسيد لهذا المعنى الجميل
ففي قديم الزمان يروى عن ملك حكيم حكم البلاد بالحب والعدل احبه شعبه كثيرا واحبهم
كانت له ابنة جميلة كالنسمة الحالمة الرقيقة تحب الحياة واللهو البريء تنزل
كل يوم الى حديقة القصر تلاحق الفراشات الملونة تعانق الاشجار وتغني مع
الاطيار بصوتها العذب
تشدو معهم لحن الحب والخير بفرح وسرور تملاء القصر حركة وبهجة تسر
بابتسامتها كل من يراها تحب الخيول وتحب اللعب مع ابناء عمها فتسبقهم او
بالأحرى كانوا يتقصدون البطء حتى تسبقهم لإدخال السرور على قلبها الصغير
لقد تربوا معا منذ الطفولة في قصر واحد لايفارقونها إلاماندر
لاكن دوام الحال من المحال
مرضت الأميرة الصغيرة ولم تعد تنزل للحديقة للعب واختفت تلك الابتسامة الشفافة
وحين استفسروا عنها عن سبب الغياب عرفوا بمرضها
وعجز الاطباء عن العلاج
ودخل ابناء عمها غرفتها فتسمرت عيونهم ونزفت دموعا
كانت كالوردة العطشى يعلو وجهها الشحوب ولاكنها رغم كل ألمها ابتسمت لهم قائلة أشتقت للحديقة والى أزهارها البيضاءوالى السباق معكم
يبدو أنه لاأمل سأصبح مجرد حلم وذكرى في ذاكرة من أحبوني
لم يستطع ابناء عمها تمالك أنفسهم من الحزن وخرجوا من الغرفة مسرعين حتى لاترى عيونهم الدامعة
والحيرة تقتلهم سألوا احكم الاطباء عن الدواء فأجابهم بأنه لن يشفيها الا ماء الحياة في تفاحة خضراء لاكنها موجودة ببلاد بعيدة
بصوت واحد وكلمة واحدة اجتمعت أراء الامراء الثلاثة على الذهاب واحضار التفاحة الخضراء رغم كل أخطار الطريق ومتاعبه
قالوا الموت والحياة بيد الخالق وحده ولا احد يعيش اكثر من عمره لن نقف مكتوفي الأيدي ونترك ابنة عمنا في هذه الحالة
وانطلقوا على بركة الله يحدوهم الامل لجلب ماء الحياة للأميرة الغالية وبعد
مسيرة أيام وصلوا إلى تقاطع طرق ثلاث كتب على كل طريق العبارة التالية
طريق الحريق وطريق الغريق وطريق السد من ذهب
سلك الامير رمح طريق الحريق وبعد مسير ثلاثة ايام وصل الى مدينة كل منازلها
واسواقها وأزقتها متشحة بالسواد والحزن يملاء المكان وبعد سؤال وجواب علم
ان حاكم المدينة كان غافلا ومتساهلا عن عصابة من اللصوص استشرى امرهم
وتحكموا بمقدرات البلاد واحرقوا اكثر منازل البلدة وبطشوا بأهلها
حزن الامير رمح لحالهم واراد المساعدة وبدأ يبحث عن اللصوص وتنكر بهيئة شاب مسكين رث الثياب و مسكين وصعد الى الجبل حيث يعيش اللصوص
دخل عليهم طلبا كسرات من الخبز ولم يهتموا له كثيرا وكانوا يضحكون ويتفاخرون مع بعضهم بأفعالهم القذرة وكان الطعام يعد
غافلهم الامير ورش ما معه من الأعشاب المنومة وعاد يتظاهر بالنوم حتى تناول
اللصوص الطعام وسرعان ما استسلموا لنوم عميق ومن فوره استغل لفرصة وقيد
الجميع وعاد مسرعا الى قصر الحاكم وابلغه عن مكان اللصوص حيث ارسل من فوره
الجنود للقبض عليهم وادخالهم السجن عقوبة لهم وتخليص الناس من شرورهم
اراد الحاكم شكره فأهداه منظار سحري يريه كل ما يتمناه
وانطلق الامير رمح وعاد لينتظر اخوته عند مفترق الطرق
أما الامير سهم الذي اختار طريق الغريق ووصل الى سفح جبل فرأى الناس
منتشرين على سفحه كالجراد نساء وأطفال وعجائز وشيوخ واثار الامر استغرابه
كثيرا فااقترب من عجوز وسألها ماذا حل بكم ايتها الجدة
فقالت له اميرنا انسان مسالم لايحب العنف لذا تحكم به عدو جشع متسلط يهدد بلادنا كل فترة بالغزو والعدوان
وصحونا يوما على صوت منادي يخبرنا ان نحمل معنا ما نستطيع حمله من زاد وماء
ونرحل عن المدينة حتى لايغرقنا النهر لان عدونا قد حول مجرى النهر باتجاه
مدينتا عامدا اغراقنا
تحدث الامير سهم مع امير المدينة وحرضه على جمع شتات جيشه وكل شبان المدينة
اللذين يحبون مدينته وليقفوا في وجه هذا الطاغية ويجبروه على التوقف
والتراجع عن مدينتهم
واقترح عليهم طريقة لاعادة تحويل مجرى النهر عن بلدتهم وكان ما كان من صمود
اهل المدينة وسماعهم راي الامير سهم زالت المحنة عنهم وعادت الفرحة وقدموا
له البساط السحري هدية وشكرا له على المساعدة واخذه مسرورا وانطلق للقاء
اخوته
اما الامير سيف الدين الذي سلك طريق السد اياما كثيرة حتى ضاق صدره واحس
بالضجر وبعد وقت فوجئ برجل عجوز ضخم هرم طال شعره بشكل كثيف ومخيف
وسرد له قصته ومرض ابنة عمه وحاجته للتفاحة الخضراء
ابتسم العجوز وقال له حسنا بعد مسيرة يوم كامل تظهر لك هضبة مرتفعة زرعت في
اعلاها شجرة تفاح اخضر تحمل سبعة تفاحات يحرسها رجل متوحش من أكلي لحوم
البشر ينام اول النهار ويصحوا قبل الغروب
فعند وصولك نهارا لا تضيع الوقت واقطف تفاحة واحدة فقط وارجع بسرعة قبل ان
يستيقظ المتوحش واياك والطمع لانك ان أخذت اكثر من تفاحة فسوف يستيقظ
المتوحش فورا ويأكلك
ونفذ الامير سيف ما قاله العجوز واستطاع قطف التفاحة والعودة لملاقاة اخوته
التقى الامراء الثلاثة بالمكان المتفق عليه نظروا بواسطة المنظار الى
بلدتهم فرأوا الحزن مازال مسيطرا عليها وركبوا البساط السحري وعادوا الى
ديارهم
اسرع سيف الى غرفة الاميرة وخاطبها قائلا افتحي ثغرك الصغير يا قرة العين
وعصر ماء التفاحة في فمها الصغير التى اغمضت عيونها ونامت نوما عميقا
وصباح ذلك اليوم كان جميلا مفعما بالحب معطرا بهمسات العصافير وخروج
الاميرة الصغيرة من غرفتها وقد ذهب عنها المرض والوهن وخدودها الصغيرة
متوردة
عم الفرح كل الناس واقيمت الافراح وعلقت الزينة في أرجاء المملكة والجميع سعداء بنجاة الاميرة
القصة مختصرة جدا لاكنها تدل على معنى جميل وهو محبة الناس لبعضهم وحب
الاشقاء لابنة عمهم وتعاونهم لانقاذها ماأجمل الحب والود بين الناس[/size]