لمحه عن سوريا وتاريخها وسياحتها

المقدمة :


تقع الجمهورية العربية السورية على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط
يحدها من الشمال تركيا و من الشرق العراق و من الجنوب فلسطين و الأردن و
من الغرب لبنان و البحر الأبيض المتوسط
و تبلغ المساحة العامة لأراضي الجمهورية العربية السورية 185.000 كم .
و يسودها من وجهة عامة مناخ خاص بمنطقة البحر الأبيض المتوسط و هو يتصف
بشتاء ممطر و صيف جاف يتخللها فصلان انتقاليان قصيران نسبيا .
و تقسم إلى أربعة عشر محافظة تقسم كل محافظة إلى عدة مناطق و كل منطقة إلى
عدة نواح حيث تضم كل ناحية عدة قرى و القرية هي أصغره و حدة إدارية .
أطلق أسم سورية قديما على البلاد التي تمتد من جبال طوروس حتى صحراء سيناء
و من البحر الأبيض المتوسط حتى حدود بلاد الرافدين أما العرب فقد أطلقوا
عليها أسم بلاد الشام .
و مهما أختلف المؤرخون في تحديد المكان الذي نبتت فيه بذور الحضارة الأولى
و لكن مما لا شك فيه أن موطنها الأول لا يخرج عن المثلث الذي يضم اليمن و
وادي النيل و بلاد ما بين النهرين و سورية القديمة .

لمحة تاريخية :


و لقد صبغت الهجرات السامية العربية التي أستقرت في بلاد الرافدين و سورية
القديمة عبر العصور بالصبغة العربية و قد بدأت هذه الموجات بهجرة
الأكاديين في الألف الثالث قبل الميلاد ليستقروا في بلاد الرافدين و هجرة
الكنعانيين ليستقروا في سورية الداخلية و الساحل السوري و فلسطين و في هذه
الأثناء قام عدد من الدويلات الغنية على أمتداد الموانئ الشرقية و كانت
هذه الدويلات تعتمد على تجارتها الواسعة عبر البحر و قد أقام الكنعانييون
في سورية الداخلية و طوروا الزراعة ثم جاء بعد الكنعانيين العموريين الذين
هاجروا من أطراف الجزيرة العربية و كان ذلك في 2200 قبل الميلاد و كانت
مملكة إيبلا أول دولهم في بلاد الشام و أسسوا مملكة يمحاض ثم مملكة ماري
ثم جاء الأموريون الذين هاجروا من الجزيرة العربية في الآلف الثاني قبل
الميلاد و أستقروا في سورية و أصبحت دمشق عاصمة أكبر مملكة آرامية في
سورية وقد أستعمل الأراميون أول أبجدية صوتية في العالم كان قد أخترعها
الكنعانيون في أوغاريت و في جبيل منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد و قد
تكون أتصلت بهم من الفينيقيين على الساحل السوري و هي أبجدية رأس شمرا
التي شعت في أوغاريت كأقدم أبجدية في العالم و أصبت بعد عدة قرون لغة
السيد المسيح و هي ما تزال لغة التخاطب في عدد من القرى السورية .
و قد أستوطن الفينيقييون الساحل السوري منذ القرن السابع عشر قبل الميلاد
و أسسوا العديد من المدن كأروادو جبيل و صيدا و صور و عكا و أوغاريت و هم
أول من سيطر على البحر الأبيض المتوسط و أسسوا على شواطئه مدنا خاصة بهم
في أسبانية و فرنسا .
و في عام 538 ق.م وسع ملوك فارس مملكتهم بضم سورية إليها و جعلوا منها
ولاية مركزها صيدا و بقيت تابعة للفرس حتى عام 333 ق.م عندما هزم الإسكندر
الكبير ملك الفرس و تقدم بعد ذلك في سورية مارا منها إلى مصر عن طريق
الساحل وفي عام 322 ق.م مات الأسكند الأكبر دون وارث فتنازع قواد الحكم و
أقتسموا المملكة فكانت سورية من نصيب سلوقس مؤسس الدولة السلوقية و قد بنى
العديد من المدن منها إنطاكية و اللاذقية و أفامية كما تميز هذا العصر
بانتشار الحضارة اليونانية في كل المدن السورية ثم بدأ زحف الرومان على
سورية سنة 64 ق.م و أنسحب الأنباط من دمشق و كان لكل من دمشق و بيروت و
تدمر و بعلبك أمتيازات وطنية رومانية و كانت تعتبر سورية من أهم الولايات
الرومانية و كان هنالك أباطرة في روما سوريين و مازال التاريخ يذكر أسم
الإمبراطور سيبتيموس سيفروس و لم يكن هذا الأمبراطور السوري الأول و
الأخير الذي يحكم الإمبراطورية الرومانية بل أستمرت هذه العائلة السورية
تعطي لروما حكامها و كان آخرهم فليب العربي .
هذا و قامت في أوساط بلاد الشام مدينة تدمر التي تعتبر أطلالها الحالية من
أضخم الأثار القديمة وهي مدينة قديمة ذكرت في التاريخ في القرن الحادي عشر
قبل الميلاد و قد بلغت هذه المدينة أوج مجدها بين سنة 130 و 270 م و أمتدت
علاقاتها التجارية شرقا و غربا ثم تحولت خطوط التجارة بعد سقوط تدمر إلى
خطوط جديدة ظهرت في مدينة بصرى حوران و سواها من عواصم الغساسنة و أما
الغساسنة فهم عرب أستقروا في الجنوب الغربي من دمشق و قد بلغت دولتهم
أوجها في القرن السادس الميلادي و كان آخر ملوكهم جبلة بن الأيهم .
ثم جاء الفتح العربي إلى بلاد الشام و في عام 661 م قامت الدولة الأموية و
قد غدت مدينة دمشق عاصمة هذه الإمبراطورية الإسلامية و قد عنى الأمويون
عناية كبيرة بالتنظيمات الإدارية فأنشئوا الدواوين و نظموا البريد و ضربوا
النقود و بنوا المساجد و القصور و في عهد الدولة العباسية نقل العباسييون
مركز الملك من دمشق إلى العراق و أصبحت بغداد عاصمة الدولة العباسية عام
750 م و كانت هذه الفترة فترة ركود أصابت بلاد الشام ثم ضم الطولونيون
سورية إلى دولتهم التي دامت من 868 إلى906 م و قد صادف سورية في هذا العهد
نوع من الرخاء و الأستقرار .
بعد الطولونيون خضعت للأخسيديين الذين دامت دولتهم من 937 إلى 973 م و لم
تكن حالة سورية بأفضل ما كانت عليه في عهد الدولة الطولونية .
و قد أسس سيف الدولة بن حمدان دولة عربية قوية في حلب سنة 944 م و قد
أستطاعت هذه الدولة أن تصارع الروم و تصدهم عن حدود سورية الشمالية و في
عام 1095 م بدأت الحروب الصليبية التي أستمرت حتى 1291 م حيث خرج
الصليبيون من جميع البلاد التي أستولوا عليها على يد الأيوبيون سنة 1259 م
و المماليك .
و قد قسمت سورية في عهد المماليك إلى ست دويلات و قام عدد منهم بالدفاع عن
سورية أمام الغزو التتري و الصليبي و أبلوا بلاء حسنا و من أشهر سلاطينهم
الظاهر بيبرس و الناصر قلاوون ثم تأسست دولة الشراكسة على أنقاض دولة
المماليك الأتراك سنة 1383 م و أستمر حكمهم نحو قرن و نصف و قد خلفت
دولتهم آثار عمرانية من مساجد و مدارس و في العهد هذه الدولة كانت غارة
التتار عام 1400 م بقيادة تيمور لنك و بعد خروج التتار من سورية زحف عليها
العثمانيين سنة 1516 م بينما كان السكان في يأس يعانون صعف السياسة و
الإدارة و فرض الضرائب المرهقة و كان القانون على الحكم أضعف من أن يدفعوا
فاتحا طامعا كالسلطان سليم الأول الذي تغلب على الشراكسة و أستولى على
سورية و قد أستمرت سيطرة العثمانيين على سورية حتى عام 1418 م بعد حكمهم
حوالي أربعة قرون حتى عام 1920 م حيث دخل الأستعمار الفرنسي سورية ليخرج
منها بعد نضال و جهد مرير عام 1946 م .

السياحة في سورية :


لا يمكن لحديث قصير عن السياحة و الأثار في سورية إلا أن يكون عاما و
خاليا من التواريخ و الأرقام و غير مثقل بالأحصاءات و الدراسات العميقة و
الأوصاف الدقيقة لأن هذا الموضوع واسع جدا و مجال الخوض فيه متيسر للمؤخين
و المختصين بالأثار و رجال المال و الأقتصاد و المفكرين و الأدباء و
الكتاب و المثقفين و المترفين و محب الأسفار و عشاق كل جديد .
و السياحة ليست أمرا مستحدثا أبتكرته مدنية العصر الحاضر بل إنها عادة
أستقرت في نفوس البشر منذ أقدم الأزمنة كما أن البواعث التي تدفع السائحين
إلى السياحة اليوم هي نفسها التي دفعت بالأقدمين إلى الخروج من زمان
بلادهم و مكانهم و إلى التجدد و الترفيه عن النفس و الضرب في طول الأرض و
عرضها مدفوعين بغريزة تشوقهم إلى الدنيا أجمل من دنياهم و بترعة خفية سرها
في نفوسهم تحملهم على سبر المجهول و التطلع إلى جنة فردوس الأرض ترتسم
خطوطها العامة قبل أن تتحقق أو لا تتحقق صورته في مكان ما من هذا العالم .

و تتصف السياحة اليوم بأنها لم تعد قاصرة على تنقل أفراد طبقة المنعمين
المترفيت بل أنها تحولت إلى سياحة كتل و جماهير تتألف من جميع الطبقات
الأجتماعية .
و ذلك لأن الثقافة أوجدت في أكثر المجتمعات حاجات حب و الأستطلاع و أسقطت
من الأذهان أعتبارات الخرافات العرفية و الدينية و اللغوية و الأجتماعية و
المثلية و الفنية و صار من حق الأفراد أن يتمتعوا جميعاً بالعطل السنوية و
جعلوا يضخمون التيارات السياحية الداخلية إلى الشواطئ و الجبال و ينابيع
المياه و التيارات السياحية الخارجية إلى بلاد ذات الأقاليم و المناظر
الطبيعية الفاتنة و الأوابد النادرة و الآثار الثمينة و المتاحف العظيمة
التي يتمتع أهلها بستوى عال من العيش و بجو خالص من الحرية و يعرفون
باحترامهم للشخصية الإنسانية و بحب الكمال و الإنتاج الصحيح و المعرفة
الحقة و أتقان العمل الذي يجعل من كل شيئ آية فنية و يشمل هذا الإتقان
أشياء كثيرة منها غرفة الفندق اللائقة التي يحل بها السائح و وجبة الطعام
التي يتناولها و التمثيلية و الحفلة الفنية و السهرة الراقصة التي يرفه
بها عن نفسه و الكتاب الممتع الذي يقراءه و الهدية النفيسة التي يبتاعها و
الجلسة الشيقة مع كاتب أو فنان مشهور التي يحظى بها و النادرة اللطيفة و
التي يلتقطها و حتى الصلة العاطفية الغرامية التي يتمنى أحيانا أن يعقدها
.
و السياحة السورية لا تنقصها أياً من هذه المقومات السياحية في العالم و
يكفي كي نطمئن عل كفايتها أن نحلل العناصر التي تؤُلف منها ثروتنا
السياحية .
و أول هذه العناصر موقع البلد الجغرافي و وضعها العام الحالي فقد جعلت
الطبيعة سورية في منطقة مرور و إحتكاك بين قارات العالم تجتازها و تتقاطع
فيها الطرق الطبيعية التي تصل الشرق الأوسط و الشرق الأقصى بعالم البحر
الأبيض المتوسط عبر وادي الفرات و العاصي و بالطرق التي قادت الشعوب
الشمالية المجذوية إلى الجنوب و نحو أفريقيا و أزدادت أهميتها خلال العصور
القديمة المتوسطة و لم تتوقف بعض الشيئ إلا في خاتمة عصر النهضة لما تحولت
التيارات التجارية العالمية عن الشرق الأدنى إلا أن العصر الحاضر أعاد إلى
هذه البقعة أهميتها الماضية تدريجياً على أثر نشوء المرافئ الكبرى في حرض
المتوسط الشرقي و إنتشار المطارات الدولية في أرجائه و أحتلال سورية مكانة
مرموقة بين الشعوب العربية و الأسلامية .
إضافة إلى أستثمار البترول و تمديد شرايينه هنا و هناك و تقدم أقتصاد
القطر و أنتاجه لكثير من الحاصلات التي يحتاجها الغرب و إتصاله مع قارة
أوربا و أمريكة و أفريقية و نشوء المواقف السياسي العالمي الحاضر و تغير
أستراتيجية الحروب كل هذه الأسباب أحلت في الأذهان عن هذا البلد مفهوماً
جديداً للاستفادة حتى من إمكانياته في مضامير شتى .
و ثاني عناصر ثروتنا السياحية جمال الطبيعة السورية الأخاذة و يتصف هذا
الجمال بتنوعه و مفاتنه البارزة التي تتجلى بأروع الصور هنا و هناك و في
كل الأرجاء .
فأراضي حوران و جبل العرب بازلتية و لأشكالها روعة خاصة و لأودية الفرات و
العاصي و بردى و الوادي الكبير اللقية و الحوارية معان ساحرة و لسواحل
اللاذقية الصخرية التي تقفز بوثبة جبارة إلى خط الأفق ظرف طبيعي قل ما أن
يوجد ما يماثله في شواطئ البحر الأبيض المتوسط الأخرى .
و على جبالنا الكلسية تتناثر أشجار الصنوبر و الأرز و تعلو هاماتها الثلوج
وفي باديتنا الواسعة المترامية الأطراف سحر اللانهائية أما مناظر غابات
كسب و الفرلق و صلنفة و مشاهد نواعير العاصي ضمن الحقول الخضراء ورؤى غوطة
دمشق و سهل الزبداني و مواقع بلودان و قلاع المرقب و الحصن و صلاح الدين و
خليج مينة البيضاء ذي الصخور الحورية المهيمنة على أمواج البحر الزرقاء
فجديرة أن نقدم إطارات فنية لمئات الألوف من عشاق الطبيعة و أن ترسم في
ألوف و ملايين اللوحات الزيتية و الصور الفتغرافية حتى تعرف في العالم و
أبرز من قام برسم هذه اللوحات أدهم أسماعيل و نذير نبعة و فاتح مدرس و
غيرهم من فنانوا العالم .
و تؤلف الصناعات الشامية القديمة عنصر ثالث من عناصر ثروتنا السياحية إذ
ما يزال لدينا فنانون ماهرون ينصرفون إلى إنتاج المصنوعات النسيجية
الممتازة كالبركار المعروف و المصنوعات الجلدية و تطريق المعادن كانحاس و
الحديد و حفر هذه المعادن و تنزيلها و تفضيضها و تذهيبها و عمل السيوف و
الخناجر و الأباريق و القناديل و غيرها و إلى صنع الخشب و نقشه و تطعيمه
بالصدف و العظم و القصب و عمل الأثاث و آلات الطرب و مختلف الأدوات و نحت
السقوف العجمية و طليها بالأصبغة البراقة و صنع الزجاج و إبتكار القوارير
و الأكواب و الأواني الجميلة و إلى عمل الفخار و القاشاني وغير ذلك .
إن جميع هذه الصناعات النفيسة لا يمكن أن تزول لأنها من أجمل المبتكرات
الصناعية التي عرفها العالم و هي تتمتع بشهرة كبيرة في كل مكان و يقبل
السائحون على شرائها و يتهاداها العظماء و من الضروري تنشيط أصحابها
ليتابعوا تطورها و إبتكار مواضع جديدة لها و دراسة إمكانية تحسينها و
تحويلها حتى تصبح متفقة مع مقتضيات العصر الحاضر و منسجمة مع كل الأذواق .

و أخيرا فإن كل الأثار السورية هي اهم عناصر ثروتنا السياحية لأنها
بتنوعها و أختلافها و كثرتها في بلادنا تؤلف ميزاناً صالحاً لوزن كل
الحضارة العالمية الكبرى التي مرت على البشرية و قد شعر الغربييون
بأهميتها منذ القرن الماضي و جعلوا يرسلون علماءهم لأستقصاء أخبارها .
و تعد الأعمال الأثرية الحالية التي تقوم بها بعثات التنقيب في منطقتنا من
الأحداث الكبيرة التي تمر على القرن العشرين لأنها تظهر معلومات ثمينة
جداً عن الحضارات الغابرة و توضح جهودنا و جهود غيرنا في المادة الخالدة
التي حفظت لنا مخلفات الأجداد و خوالج نفسهم و نزعات عواطفهم .
و لا شك أن هذه الثروات الأثرية يمكن أن تكون عوامل أساسية لتحويل سورية
إلى بلد سياحية ممتاز لذلك يجب الحفاظ عليها و أستثمارها و الترويج لها
بالشكل اللائق بها .

يسلمووو
عالموضوع وبتشرف كون اول رد
وبتمنى تقبلي مروري

يسلمو على الموضوع

يسلمو

شكرا لك

لكى منى كل الشكر والتقدير

تقبلى مرورى

ننتظر منكى كل جديد ومميز

مشكووووووووووورة يا غالية ..

شكرررررا كتييييييييير لك

تقبلي مروري

مشكووووووووووووووووورة يا غالية

يسلموو

مشكووورهـ

مششششششششكورهـ

يـآآآآآآآآآعسسسسل

تقبلي مروري

مشكورة ^^

يسلمووووو