أمي الحبيبة
أقف أمام الجدار
يأتي نهارٌ .. ويمضي نهار
يموت الحوار
وأرى في أعين الواقفين المرار
ما أبغضه احتلال
نفذ من قواريرننا زاد الإحتمال
وزادت في حلوقنا مرارة السؤال
إلى متي يظل الظلم سيدا
وكم نحتمل على ذا الحال
سامحيني يا أمي إن أنا مضيت ..
ولم أرجع للغذاء
لم أتزين
أضع الأحمر والأزرق .. ككل النساء
فلا أنا جبانةٌ ولا أقبل عيشة الجبناء
سأمضي ولا أنظر ورائي
لا شئ غير الوطن لديّ باقي
لا ماء سيطفئ الظلم ولا نار احتراقي
فلسطينيةٌ أنا
وفلسطين أمي
فاكهةُ الصيف ودفء الشتاء
حبيبة عمري وحبيبة السماء
ساكنةٌ في عيوني
نائمةٌ بأحداقي
غائمة في جفوني
مُدللةٌ فوق أوراقي
لن أرتدي تنورة
ولا قميصا من حريرٍ
لن أكون أميرة
ولن أنتظر أمير
بل حزام من قنابل
كم من دم سائل
آلاف الحرائق
آلاف المذابح
أنشودة البكاء
كم من ضحكةٍ أسقطها الرصاص
وبكتها السماء
كم من فرحةٍ ذهبت ولم تعد
وبالسواد اتشحن النساء
هيّ لحظةُ كبرياء
نعم أمي .. هيّ لحظة كبرياء
سأجود بعمري
لأشعر بالصفاء
سأموت شهيدة
سأموت مرفوعة الرأس تملؤني الكبرياء
من أجلك
من أجل أخي الصغير
ضفيرة أختي
كل هذة الأشياء
فلا تحزني أمي
سيقولون ..
سقطت شهيدة
بل نجحت شهيدة
ونالت العلياء
نالت رضى الرب
رضى الأب
وذهبت يملؤها البهاء
لن أنظر لحظة للوراء
ليفنى جسدي
ليسقي دمي الأرض العطشى
لتملأ أشلائي كل شبر في الخلاء
يوما سيرحلون
يوما سيهربون
ويتبعهم بالحجارة أطفالنا والنساء
يلعنهم الشجر
يلعنهم القدر
تلفظهم السماء
وإلى ذا الحين
سيجود دمي
وأشتاقك أمي
وأشتاق الأرض
وأشتاق اللقاء