لحنہ الحريهہ || عضو ذهبي ..
|| نقآطي ♥ : 11551 || عمري ♥ : 23
بطاقة الشخصية أضف الرد السريع:
| موضوع: تفسير سوره يونس-(4)- الثلاثاء يونيو 28, 2011 9:56 pm | |
| 94 – لَمّا نزل الوحي على النبيّ في بادئ الأمر ودعا قومه إلى الإسلام أبَوا أن يسلِموا وأخذوا يسخرون منه وقالوا : إنّ الذي جاءك بالوحي هو من الجنّ وليس ملاكاً ، ولو أراد الله أن يرسل رسولاً لأنزل ملائكةً ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين . فرجع النبيّ وفي نفسه شكّ من ذلك وقد تصاغر في نفسه وقال : لو كان ما سمعته حقّاً وأنا رسول لآمن بي هؤلاء وصدّقوني . فنزلت عليه هذه الآية ليطمئنّ في نفسه ويثبت على دعواه ولا يتردّد (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ) من الوحي (فَاسْأَلِ) اليهود (الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ) وقل لهم هل كان موسى ملَكاً نزل من السماء أم هو بشر مثلك ؟ وهل كانت الأنبياء الذين جاؤوا من بعده ملائكة نزلوا من السماء أم بشراً ؟ فإن قالوا لك أنّهم بشر مثلك فاعلم أنّك رسول فقم بواجبك وأنذر قومك والله يهدي من يشاء وليس عليك هداهم (لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ) وليس من الجنّ كما يزعمون (فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) أي من الشاكّين ، يعني لا تشكّ في نفسك ولا تتصاغر عن الرسالة فإنّ الله يختار لها من يشاء من عباده وقد اختارك لها .
95 – (وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ) فتقول ربّما كان ذلك من الجنّ وليس ملَكاً (فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فتخسر النبوّة وقد اختارك الله لَها .
96 – (إِنَّ) المشركين (الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ) بالعذاب (لاَ يُؤْمِنُونَ) .
97 – (وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ) أي كلّ معجزة (حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ) إمّا في الدنيا بالقتل والأسر وإمّا في الآخرة في جهنّم .
ولَمّا كثر عليه إنزال السور والآيات اطمأنّت نفسه وأيقن أنّه نبيّ ورسول إلى قريش فأخذ يدعو قومه إلى الإسلام بعزيمة وينذرهم بقوّة قلب ولا يلتفت إلى أقوالهم ولا يهتمّ بسخريتهم حتّى آمن كثير منهم فنزل قوله تعالى في سورة البقرة {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ ..الخ}
98 – (فَلَوْلاَ) أي فهلاّ (كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ) عند رؤية العذاب قبل إنزاله كما آمن قوم يونس (فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا) ولكن لم يؤمنوا عند رؤية العذاب بل كانوا يقولون سحاب مركوم وليس بعذاب , وقال آخرون يوم الظلّة قالوا عارض ممطرنا (إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ) رأوا العذاب مقبلاً عليهم (كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) أي إلى انقضاء آجالهم .
101 – لَمّا طلبت قريش المعجزة من النبيّ ليسلموا نزلت هذه الآية (قُلِ) لهم يا محمّد (انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) وفكّروا في صنعتها وإتقانِها وقولوا في أنفسكم مَن خلَقَها وأتقنَ صنعَها فهل أصنامكم أم الله فذلك أحسن معجزة وأكبر دليل على قدرة الله ووحدانيّته ، فالسماوات والأرض يريد بِها الكواكب السيّارة والأرض من جملتها (وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ) عنكم من شيء إذا جاءكم العذاب ، يعني إذا جاء العذاب حين تكذّبون بالمعجزة التي اقترحتم على محمّد بِها لن تدفع العذاب عنكم ولم تؤمنوا أنتم حين رؤيتها إذاً فما الفائدة من اقتراحكم هذا (وَالنُّذُرُ) أيضاً لا يقدرون على دفع العذاب عنكم ، يعني أنبياؤكم أيضاً لا يشفعون لكم إذا جاءكم العذاب ولا يقدرون على دفعه فيتركونكم ويذهبون (عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ) لا يؤمنون بالله ولا برسله .
102 – (فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ) العذاب ويكون مثلهم (مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ) لَمّا كذّبوا رسلهم فأهلكهم الله بالعذاب (قُلْ) لهم يا محمّد (فَانتَظِرُواْ) الآيات والمعجزات (إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ) وقوعها في آخر الزمان .
103 – (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ) معهم ، يعني إذا نزل العذاب بالأمّة المكذّبة ننجي الرسل والمؤمنين معهم ونهلك المكذّبين لهم (كَذَلِكَ) أمّتك يا محمّد (حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ) منهم إذا نزل عليهم عذاب .
منقول
كتاب تفسير المتشابه لمفسر القران والكتب السماوية المرحوم (محمد علي حسن ) |
| |
|
نعيمة محبة ديمة || عضو ذهبي ..
|| نقآطي ♥ : 34929 || عمري ♥ : 26
بطاقة الشخصية أضف الرد السريع:
| |