في ليلة السبت من يوم 30-8-1997 ذهبت ديانا ودودى إلى فندق ريتز الذي يمتلكه قي باريس لتناول العشاء قي مطعم الفندق ويذكر أيضاً أنه كان يمتلك شقة قريبة من الفندق قي شارع أرسين هوساى Arsène Houssaye وكان الصحفيون والمصورون يلاحقهما قي المكان مما جعل دودى يرتب مع معاونيه قي الفندق لحيلة يخدع بها المصورون لإبعادهم عن ملاحقتهما، فقاد السائق الخاص به سيارته الليموزين وخرج بها من المدخل الرئيسى للفندق واستمر قي السير فترة ثم عاد مرة أخرى إلى الفندق وبالفعل حدث ما أراد وذهب المصورون لكى يتعقبوا السيارة بواسطة الموتوسيكلات، ولكنهم ادركوا سريعاً أن هناك شيئاً ما يجرى على قدمٍ وساق ففضلوا البقاء قي ساحة الفندق، وبعد 19 دقيقة من منتصف الليل خرجت ديانا ودودى من الباب الخلفى للفندق المؤدى إلى شارع كمبون Rue Cambon ولم يركبا سيارة المرسيدس 600 المعتادة ولكن ركبا سيارة أخرى مرسيدس 280، وكان السائق الذي سيقود هذة السيارة هو الرجل الثاني المسئول عن أمن الفندق هنرى بول، وجلس بجواره البودى جارد تريفور ريس جونس، وجلست ديانا ودودى قي الخلف وانطلقت السيارة.
مدخل نفق Pont D’ Almaو قي ميدان الكونكورد تلاحق المصورون على السيارة بأعداد كبيرة لإلتقاط الصور، فأنطلق هنرى بول Henri Paul بالسيارة بعيداً عنهم وهو يقود بسرعة عالية وأخذ الطريق السريع الموازى لنهر السين River Seine ومنه إلى نفق ألما Pont D’ Alma Tunnel بسرعة عالية تعدت ال 100 كم/س على الرغم من أن أقصى سرعة مصرح بها تحت النفق هي 65 كم/س، ولم يمضى القليل بعد دخول النفق حتى فقد السيطرة تماماً على السيارة وترنحت منه يميناً ويساراً إلى أن اصطدمت بالعمود الثالث عشر داخل النفق، وقد وقع هذا الحادث قي تمام الساعة 0:25 من بعد منتصف الليل، وقد توفيا كل من السائق هنرى بول Henri Paul ودودى الفايد عقب الحادث مباشرة، وكان البودى جارد قي حالة حرجة وفاقد الوعى، وكانت ديانا قي حالة خطيرة جداً وعلى وشك الوفاة.
و من حسن الحظ كان هناك طبيب يدعى فريدريك ميلز Frederic Maillez يمر بسيارته من الاتجاه المعاكس ورأى الحادث، فأوقف سيارته وأخذ معه الحقيبة الخاصة به وتوجه بسرعة ناحية السيارة المحطمة، ولم يكن يعلم من هم الأشخاص الذين بداخلها، ولكنه أدرك أن السائق والرجل الذي يجلس قي الخلف قد فارقا الحياة، فبدأ قي إسعاف الرجل الثاني الذي يجلس قي الأمام وهو البودى جارد لأنه بدى أمامه أن حالته هي الأخطر، وقد تم وضع كمامة أوكسجين على فم الأميرة التي كانت فاقدة الوعى لمساعدتها على التنفس، ولم تستطع سيارة الإسعاف نقل اى من الضحايا الا بعد مضى ساعة بعد أن تم إخراجهم من حطام السيارة.
و قي 1:30 صباحاً وصلت ديانا إلى مستشفى لا بيت سالبيتريير La Pitié Salpêtrière ودخلت غرفة الطوارئ وأجرى لها الجراحون عملية لإيقاف النزيف عن الوريد الممزق، وقي أثناء العملية توقف القلب عن النبض فجأة فحاول الأطباء إعادتها للحياة مرة أخرى عن طريق إنعاش القلب ولكن فشلت كل المحاولات وماتت ديانا قي تمام الساعة 3:57 من صباح يوم الأحد 31-8-1997 وهى قي السادس والثلاثين 36 من عمرها، وقد وصلت جثتها بعد أيام إلى إنجلترا وشيعت الجنازة قي 6-9-1997 وشاهدها نحو 2.5 بليون شخص حول العالم.
و قد أثار هذا الحادث المأساوى الذي لم ينجو منه سوى البودى جارد تريفور ريس جونس Trevor Rees-Jones الكثير من التساؤلات حول مدى أن كان حادثاً طبيعياً أم مدبراً ؟
حيث قيل الكثير من التصريحات والأسباب عن هذا الحادث، فقد كانت هناك مسئولية على المصورون بسبب ملاحقتهم للسيارة التي كانت أشبه بالمطاردة، بالإضافة إلى أن الفلاش أو الضوء الذي كان يخرج من الكاميرات عند استخدامها من قبل المصورون كان له تأثير على رؤية السائق وأفقده التحكم قي السيارة، ولكن لم تكن المسئولية كاملة على المصورون خاصة بعد أن تم تحليل عينة من دم السائق هنرى بول Henri Paul وثبت أن بها نسبة 1.75 مل من الكحول ومن المؤكد أنه شرب قي ليلة الحادث، وليس هذا فقط حيث اكتشف الأطباء أيضاً وجود أثار للمخدرات قي دمه، فكيف يمكن لحارس الأمن السكران أن يقود السيارة وهو قي هذة الحالة ؟ وكيف لم يلاحظ أحد الحالة التي هو عليها ؟ وقد أذاع محمد الفايد شريط فيديو من خلال كاميرات الأمن قي الفندق يفيد أن حارس الأمن لم يكن ظاهراً عليه اى حالة سكر أو يترنح كذلك ديانا ودودى.
و قد صرح أحد المصورون بعد الحادث أن قي هذة الليلة أمام الفندق قال لهم هنرى بول Henri Paul ” لن تستطيعوا ملاحقتنا هذة الليلة ” فهل كان يريد من كلامه هذا أن يعفى نفسه من المسؤلية، أم أن السائق كان ينوى تنظيم سباق ؟ وأن كان الأمر هكذا فعلاً فمن الغريب أن يرتدى البودى جارد حزام الأمان دون أن يطلب من ديانا ودودى أن يرتديانة هما أيضاً أليس هذا من اختصاصه كمسئول عن أمنهما، ولماذا لم يأمر كل من ديانا ودودى السائق بأن يهدئ من سرعة القيادة، وكان أخر الشهود قد أدعى أنه شاهد سيارة فيات أونو بيضاء أو ستروين بيضاء يفترض تورطها قي الحادث.
و كان أغرب ما نشر بعد الحادث هو ما قاله خادم الأميرة بول باريل Paul Burrell الذي نشر رسالة عن الأميرة صرحت فيها عن خشيتها من أن تتعرض لحادث سير يكون مدبراً ليودى بحياتها لكى يتمكن تشارلز من الزواج بغيرها، وقد نشرت صحيفة ديلى ميرور Daily Mirror تصريحات ديانا هذة التي عبرت فيها عن مخاوفها من أن يتم تعطيل فرامل سيارتها للتخلص منها، وقد أصدر بول باريل Paul Burrell كتاب بعنوان قي خدمة الملكية A Royal Duty يتضمن هذة الرسالة وأشياء أخرى عن الأسرة الملكية البريطانية Britain ولاقى هذا الكتاب ردود أفعال كثيرة خاصة بعد ما نشر عن رسالة ديانا ولكن هذا لم يغير من الأمر شيئاً قي قضية الحادث، وقد صرح رجل الأعمال المصري محمد الفايد بأنه لا يزال على يقينه بوجود مؤامرة مدبرة من جانب المخابرات البريطانية ولا يعترف بصحة ما نشر عن الحادث على الرغم من أنه خسر قضيته أمام المحاكم الفرنسية التي استمرت على مدار عامين، ولكن لا يعتقد بعض الخبراء قي هذا الأمر لأن ديانا ودودى كانا يغيران خططهما باستمرار سواء قي الوقت أو قي المكان وهو الأمر الذي يصعب من خلاله على أجهزة المخابرات القيام بعملية مدبرة للتخلص منهما قي فترة زمنية قصيرة، ولكن على الرغم من كل ذلك إلا أنه لا يزال الجدل قائماً حول ما أن كان هذا الحادث طبيعياً أم مدبراً.
و لم يكن حادث موت الأميرة هو الشئ الوحيد الذي أثار الجدل بالنسبة لها، ولكن كانت هناك أشياء أخرى أثناء حياتها، مثل الكتاب الذي نشرته للدفاع عن نفسها بعد قيام أعوان تشارلز Charles بتشويه سمعتها من خلال وسائل الاعلام والصحف فقررت الدفاع عن نفسها وقامت بعدة مقابلات مع كاتب السيرة الذاتية أندرو مورتن Andrew Morton للاتفاق على نشر قصة حياتها الحقيقية وبالفعل نشر هذا الكتاب قي نهاية عام 1992 بعنوان ” ديانا ” قصتها الحقيقية Diana ” Her True Story “ وقد حقق هذا الكتاب نسبة مبيعات عالية قي الأسواق وصحح العديد من المفاهيم التي عملت على تشويه سمعة ديانا ونشر فضائح عن الأسرة الملكية البريطانية Britain وزاد من كراهية الناس لتشارلز Charles، والرجال الكثيرون الذين عرفتهم ديانا قي خلال حياتها والذين كان أخرهما مسلمين وهما حسنات خانالذي قيل أنه الشاب التي كانت تنوى الزواج منه فعلاً وأن دودى Dodi كان مجرد سحابة صيف، قي حين يقال أيضاً أن ديانا ودودى كانت تربطهما ببعضهما علاقة حميمة وكانا على وشك الزواج لولا الحادث الأليم الذي أودى بحياتهما، كذلك زيارتها لمسجد بادشاهى قي لاحور قي باكستان وزيارتها لمسجد الأزهر الشريف قي القاهرة قي مصر وارتدائها الحجاب عند دخول المسجدين، فهل كانت من الممكن أن تعتنق الإسلام ؟
فهناك علامات استفهام كثيرة سواء قي حياتها أو بعد موتها لا يوجد لها اى إجابة، ولعل هذا ما جعلها أيضاً شخصية مثيرة للجدل حيث كانت هناك اقاويل عن أمور قي حياتها تجعل البعض ينظر لها على أنها ليست شخصية مثالية، قي حين أن البعض الأخر لا يصدق كل ما يعمل على تشويه صورتها ويهاجم اى انتقاد لها ويتمسك بالصورة الطيبة التي ظهرت عليها خاصة من خلال نشاطها الخيرى ومساعدتها لكثير من فقراء ومرضى الأطفال، بالإضافة إلى أنه ما زال الكثير من معجبيها يقومون بزيارة قبرها قي ذكرى رحيلها قي يوم 31-8 من كل عام