كدت أموت من الحسرة وأنا أشاهد ما يدعونه بالكلاسيكو بعد كل هذا المجهود المضني الذي بذلناه في تقديم هذا اللقاء والساعات التي قضيناها نحاول تقديم مادة تليق بمثل هذا اللقاء.
كدت أموت كمداً بعد "الفوضى" و"العشوائية" الكبيرة التي شهدها هذا اللقاء وكأنني أشاهد أحد لقاءات الحواري التي يدخلها فريقان بدافع تكسير عظام بعضهما البعض وأعتقد أنه لولا أن هناك اتحاد أوروبي وحكم للقاء وبث تليفزيوني لوجدت بعض اللاعبين يقذفون بعضهما بعضاً بالحجارة..!
أن يصل بالشحن إلى أن يفقد المدرب الوقور بيب جوارديولا أعصابه قبل اللقاء فهذا دلالة على أننا وصلنا لمنعرج لم يسبق لنا الوصول إليه .. أن يصل بالشحن إلى أن يفقد لاعب هادئ كأوزيل هدوءه فهذا دلالة على أن اللقاء تحول ساحة عراك ..
السر ؟ صراع مريض في ليجا مريضة لم تسمح لفريق آخر غير البرسا والريال بالتنفس .. أموال تصرف بالملايين لأن الملايين موجودة دائماً. سألني أحد أصدقائي وهو مشجع لمانشستر يونايتد أنّى للريال والبرسا صرف كل هذه الأموال ونحن (اليونايتد) أغنى نادي في العالم ولا نصرف الأموال هكذا، فرددت عليه بأن اليونايتد يحصل على 50 مليون استرليني لحقوق بث الدوري مثله مثل ستوك سيتي وويجان أتلتيك لكن البرسا والريال يحصلان على 150 مليون يورو لكل منهما يمرحان ويلعبان بهما.
نعم قدما لإسبانيا ممثلين رائعين في دوري الأبطال يكتسحان أمامها الأخضر واليابس لكنهما قضيا تقريباً على الدوري الإسباني وبتنا نتحسر على الأيام التي كان الديبور وفالنسيا وفياريال وبيتيس يتلاعبان بهما عندما يواجهونهم وأصبح حصول بطل الدوري الإسباني على الدوري ببضع وسبعين أو ثمانين نقطة جزءاً من الماضي رغم أن الليجا كان أجمل ما فيها في بداية الألفية هي قوة المنافسة بين الجميع وعدم قدرة فريق على التفوق الكاسح على الباقين وقت أن كان مانشستر يونايتد وآرسنال وكذلك اليوفنتوس مع ميلان يسيطران تقريباً على المنافسة في الدوريين القويين الآخرين، ولا ننسى أن ذلك لم يؤثر على القدرة الإسبانية في المنافسة الأوروبية بل كان فياريال والديبور وفالنسيا يصلان للأدوار النهائية دائماً.
لذلك كان الشحن موجوداً بشكل رهيب .. الأمر بات مسألة كرامة وزاد الطين بلة وصول عبقري التدريب المثير للجدل جوزيه مورينيو بتصريحات اللاذعة الساخنة الخارجة عن المألوف عن حق أحياناً وعديمة الاحترام للآخرين أحياناً أخرى وهو في رأيي أحد أهم الأسباب لهذا الشحن المبالغ فيه بتصريحاته التي استمرت بدون أي توقف.
لذلك كان من الطبيعي أن نشاهد مباراة الشوارع هذه التي أنفر الآن من النظر للقطة فيها وهي تعاد أمامي على الشاشة .. أعتقد أن على الـ22 لاعب ومدربيهم ورؤسائهم أن يعتذروا لـ400 مليون شخص عن هذا "العك" الكروي..