بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع وهذه القصة كتبتها ونقلتها قبل سنتين بإحدى عضوياتي المغلوقة، وها انا الأن أكرره
لما فيه من عظيم عبرة
قصة اوردها المحدث الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في كتابه الماتع الرائع "صفحات من صبر العلماء"
(164)، ونقلها أيضا قبله العلامة راغب الطباخ في كتابه المفيد " إعلام النبلاء" (7/231) ...
قال الأستاذ رحمه الله :
" ... بما سمعته من احد شيوخي في بلدنا حلب رحمهمم الله، ان الشيخ إبراهيم الهلالي الحلبي العالم
الصالح الجليل، ذهب إلى الجامع الأزهر يطلب العلم، وأثناء طلبه أملق وأفتقر إلى النفقة، ومضى
عليه أكثر من يوم وهو لا يجد ما يأكل، وجاع جوعا شديدا، فخرج من غرفته في الزهر ليسأل اللقمة والطعام،
فشاهد بابا مفتوحا، وشم منه رائحة الطعام الزكية.
فدخل الباب إلى المطبخ ولم يجد احدا، ووجد طعاما شهيا، فأخذ الملعقة وغمسها فيه، ثم لما رفعها
إلى فمه إنقبضت نفسه عن تناولها، إذ لم يؤذن له بتناولها، فتركها وخرج بجوعه وسغبه إلى غرفته في
رواق الأزهر.
ولم يمض عليه نحو ساعة إلا واحد شيوخه ومعه رجل يدخلان عليه غرفته، ويقول له الشيخ :
هذا الرجل الفاضل جائءني يريد طالب علم صالح، اختاره لأبنته زوجا، وقد إخترتك له، فقم بنا إلى بيته ليتم العقد بينكما، وتكون من أهل بيته.
فتحامل الشيخ إبراهيم على نفسه ممتثلا امر شيخه، وقام معهما، وإذا هما يذهبان إلى البيت الذي دخله
وغمس الملعقة في طعامه ؟
ولما جلس عقد له والدها عليها وبادر بالطعام، فكان الطعام الذي غمس الملعقة فيه ثم تركها، فأكل منه
قائلا في نفسه:
إمتنعت عنه بغير إذن الله، فأطعمنيه الله بإذنه مكرما مززا زوجا.
ثم قدمت معه تلك المرأة الصالحة إلى حلب بعد إنتهاء التحصيل، وكانت ام أبنائه الصالحين ..." اهـ