حتى تكتمل الفرحة
طلبت الأم من يعقوب الذهاب إلى البقال وشراء صندوق صغير من الطماطم وناولته النقود، ذهب يعقوب إلى البقال وعاد حاملاً صندوق الطماطم الذي طلبته أمه ، قلبت الأم حبات الطماطم ووجدت أن أغلبها كان فاسداً و لا يصلح للأكل كما أن الطماطم الجيدة كانت مرصوصة في واجهة الصندوق أما الفاسدة فكانت مخبأة أسفلها،غضبت الأم وعنفت يعقوب:لماذا لم تتفحص الطماطم جيداً قبل شرائها ، ولماذا سمحت للبقال بأن يغشك؟
أجاب يعقوب وهو غير متفهم لغضب أمه: ولكن يا أمي ما قلته لي هو أن أشتري لك صندوقاً صغيراً من الطماطم ولم تطلبي إلي تقليبه وتفحصه !
وفي يوم بارد من الأيام طلبت الأم من يعقوب أن يدخل الدجاج إلى أقفاصه حتى لا يموت من شدة البرد ، جرى يعقوب خلف الدجاج حتى أدخله جميعه إلى الأقفاص ، أما صباحاً فقد تفاجأت الأم بموت الكتاكيت الصغيرة من شدة البرد وصاحت بيعقوب:لماذا لم تدخل الكتاكيت الصغيرة إلى ...وقبل أن تنهي كلامها أجابها يعقوب :قلت يا أمي أن أدخل الدجاج إلى أقفاصه ولم تقولي والكتاكيت أيضاً !
فكرت الأم: كيف أجعل ابني العزيز يفكر ، ولا يتتبع الكلام حرفياً ؟!
وفي يوم الإجازة استيقظ يعقوب، وجلس إلى طاولة الطعام ، فسألته أمه:ماذا تريد أن تفطر ؟
رد يعقوب :أريد بيضاً على الفطور.
أسرعت الأم إلى الثلاجة ، وأحضرت بيضاً ، ووضعته أمام يعقوب الذي دهش وسألها: لكن هذا البيض لا يزال نيئاً...!
أجابت الأم بهدوء: قلت أريد بيضاً ، ولم تقل بيضاً مقلياً أو مسلوقاً ،ولم تقل أيضاً حليباً أو شاياً ، خبزاً أو توستاً!
راجع يعقوب الإجابة ، وأمه تبتسم . ومن يومها ، وهو يقرأ الفكرة ، ولا يقف فقط عند معناها القريب ، فلغتنا الجميلة تريد لنا أن نفهمها لتزداد جمالاً...حتى تكتمل الفكرة!