عاد تشيلسي مرة أخرى إلى سالف عهده بفوز رائع على مانشستر يونايتد الليلة بهدفين لهدف في المباراة المؤجلة بينهما من الأسبوع الـ18، ليَعود أنشيلوتي من جديد للمنافسة على بطاقات الترشح لدوري أبطال أوروبا، وربما يُعيده هذا الفوز لشيء أكبر من ذلك بكثير، ستكشف عنه مباريات الأسابيع المقبلة في الدوري الإنجليزي خاصةً عندما يزور مانشستر يونايتد (المتصدر) فريق ليفربول الجريح الأحد المقبل ثم آرسنال في وقت غير بعيد.
مانشستر يتعملق
قدم مانشستر يونايتد واحد من أجمل الأشواط التي لعبها هذا الموسم خارج أولد ترافورد، بفضل الاستحواز الإيجابي على الكرة والتحكم في سير المباراة وإرغام خصمه على انحصار طموحاته في الهجمة المضادة والاعتماد على الأخطاء الفردية لبعض لاعبيه في الدفاع.
مانشستر استحوز بصورة شاملة على المباراة منذ الدقيقة 15 بعد انتهاء مرحلة جس النبض التي شهدت هجمة واحدة فقط لتشيلسي من الفرنسي فلوران مالودا، لكن بعد ذلك تحولت دفة اللعب للشياطين الحمر، بتمريرات بالطول والعرض وتحركات رائعة من واين روني على الجهة اليسرى للشياطين وتغيير "لويس ناني وخافيير هيرنانديز" لمراكزهما طيلة الوقت.
تألق المدافع البرازيلي القادم من بنفيكا الشتاء الماضي "دافيد لويز" بمبلغ 24 مليون جنيه إسترليني هو الشيء الوحيد الذي حال دون تسجيل واين روني أو هيرنانديز لهدف التقدم من الدقيقة 15 وحتى الدقيقة 28 حيث أبعد كل الفرص التي أُتيحت للثنائي وضيق الخناق بمساعدة إيفانوفيتش على لويس ناني، وشدة الضغط على هذا الثنائي بالذات أدى لافقادهما التركيز ليأتي بسبب عدم ضغط لويز على واين روني الهدف الأول من تسديدة أرضية صاروخية من الفتى الذهبي نفذها من خارج منطقة الجزاء، من على بُعد 20 ياردة تقريباً ليُعلن عن الهدف الثاني في تاريخه على ملعب ستامفورد بريدج في الدقيقة 30.
قصة الهدف بدأت منذ تعرض واين روني لصيحات استهجان فقد بدا عليه الإصرار لتسجيل هدف التقدم الذي فشل في تسجيله طيلة السنوات الماضية سواء بقميص إيفرتون أو مانشستر يونايتد (على ملعب ستامفورد بريدج)، وتسلم روني تمريرة سريعة من لويس ناني من على الجهة اليسرى ثم نظر للزاوية اليمنى لتشيك فوجدها فارغة، فقرر التسديد من تحت قدمه بسرعة لاسيما مع عدم وجود الضغط الدفاعي عليه.
تأخر رد تشيلسي حتى الدقيقة 40، فمنذ الدقيقة 30 والفريق يُحاول بدء ولو هجمة واحدة منظمة من الخلف إلى الأمام لكن الضغط المتواصل على حائز الكرة من لاعبي مانشستر خاصةً (سكولز، فليتشر، هيرنانديز وكاريك) تسبب في ارباك رجال أنشيلوتي وشل حركتهم،.
وجاءت الهجمة الأهم لتشيلسي خلال الشوط الأول في الدقيقة 40 إثر ركلة حرة مباشرة أطلقها "لامبارد" من الجهة اليمنى للبلوز، لتذهب على أقصى يمين الحارس "فاندر سار" الذي تصدى لها ببراعة لكنها إرتدت في جسد المدافع المتقدم لأداء الدور الهجومي "إيفانوفيتش" لتذهب في إتجاه الشباك لكن الأرض انشقت لتخرج لإيفانوفيتش مواطنه وزميله في المنتخب "قائد مانشستر يونايتد نيمانيا فيديتش" الذي أبعد الكرة بصدره خارج المرمى قبل أن تلمس جسد إيسيان وتهبط على الأرض لتجد يد سوبر سار الذي أزاحها خارج الزحام.
بعد دقيقة واحدة فقط تبادل لامبارد الكرة مع إيسيان ومالودا ليحصل على كرة رائعة على خط الـ18 ليسدد لكن الكرة كانت سهلة وضعيفة في يد الحارس الهولندي المُخضرم.
وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول حصل تشيلسي على ركلة حرة مباشرة من أمام مرمى الشياطين إثر تعرض إيسيان للعرقلة مقصودة من فيديتش ما تسبب في إشهار البطاقة الصفراء في وجه النجم الصربي من قبل الحكم "أتيكنسون"، حيث كاد يَنفرد إيسيان لو عبر فيديتش دون تعرضه للعرقلة، ونفذ أشلي كول الكرة بشكل خاطيء خارج الثلاث خشبات لتضيع فرصة مؤكدة للتعديل على البلوز.
أنشيلوتي موجود .. والعقدة كذلك !!
تغييرت المباراة تماماً خلال الشوط الثاني، فقد إعتقد نجوم مانشستر يونايتد أنهم فازوا بالمباراة، فتراجعوا للخلف أكثر من اللازم وأصروا على الدفاع عن مرماهم وحصر هجماتهم في لعبة واحدة بواسطة ناني وروني تكون في الغالب هجمة مُعاكسة، لذا عززت الثقة في نفوس نجوم تشيلسي الذين تلقوا مساعدات فنية من المدرب كارلو أنشيلوتي حيث قام بإجراء العديد من التغييرات المؤثرة سواء بتبديلات بشرية من على دكة البدلاء أو بتبديلات داخلية تكتيكية بحته، حيث دفع بدروجبا في الدقيقة 61 ثم بيوري جيركوف في الدقيقة 71، وأعطى المدافع "لويز" حرية أكبر، وكذلك فرانك لامبارد.
أدت هذه التحولات والتغييرات في إحراز تشيلسي لهدف التعادل بعد 9 دقائق فقط على بدء الشوط الثاني بواسطة المدافع البرازيلي "لويز" الذي تلقى تمريرة رأسية مهدها له "إيفانوفيتش" بعد تلقي الأخير عرضية نموذجية من إيسيان داخل منطقة الشياطين فشل المدافع سمولينج في إبعادها قبل إيفانوفيتش لتذهب على القدم اليُمنى لدافيد لويز الذي سددها بسرعة من لمسة واحدة (على الطائر) في المرمى مستغلاً ضعف الرقابة الدفاعية من باتريس إيفرا ليأتي التعادل في الدقيقة 54.
استفاق مانشستر يونايتد من سباته العميق بعد 10 دقائق من هدف دافيد لويز بهجمة مضادة رائعة من واين روني بعد عملية "خذ وهات" بينه وبين لويس ناني جهة اليسار، ليتوغل روني ثم يُسدد كرة لا معنى لها، فلم يتضح إذا ما كانت عرضية أم تسديدة لتضيع فرصة مؤكدة على الشياطين لإستعادة الأفضلية مرة أخرى في الدقيقة 64.
هذه الهجمة استفزت ديديه دروجبا الذي أتضح أنه ينوي فعل شيء يُذكر في هذا اللقاء رغم مجيئه من على دكة البدلاء، فسدد الفيل الإفواري ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 73 من فوق الحائط البشري ذهبت فوق العارضة بعدة ياردات.
رد روني عليه بهجمة سريعة في الدقيقة 75 إثر حصوله على تمريرة سحرية في العمق الدفاعي للبلوز من ريان جيجز، لكن المدافع البرازيلي "لويز" حاول تضييق الخناق على روني لكن الفتى الذهبي مَر بخبرته ثم سدد في المكان الذي كان يَقف فيه بيتر تشيك.
وما هي سوى 3 دقائق ودفع مانشستر يونايتد ثمن الهجمات المرتدة التي اضاعها فتاه الذهبي "روني" حيث حصل الروسي "جيركوف" على تمريرة رائعة من لامبارد داخل منطقة الجزاء وأثناء تسلمه للكرة علقه المدافع الإنجليزي الشاب "كريس سمولينج" بطريقة مكشوفة وواضحة للحكم أتيكنسون وإن كان اللاعب الروسي "غطس وتمادى في السقوط رغم أن العرقلة لا تتدعي"، ونفذ لامبارد ركلة الجزاء بنجاح في منتصف المرمى ليعلن عن تقدم تشيلسي بالهدف الثاني في الدقيقة 79، والطريف أنها نفس الدقيقة التي احرز فيها تشيلسي هدف النصر الموسم الماضي على مانشستر يونايتد برأسية جون تيري بعد عرضية لامبارد إثر ركلة حرة مباشرة، وكأن سيناريو الركلات الثابته حُكم مكتوب على مانشستر يونايتد أمام البلوز.
قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة تعرض المدافع الصربي "فيديتش" للطرد بالبطاقة الحمراء بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية إثر عرقلته لمتوسط الميدان البرازيلي "راميريز" الذي كان أحد نجوم المباراة مع مالودا ودافيد لويز ودروجبا ولامبارد، وهذا سيمنعه من المشاركة الأسبوع المقبل ضد ليفربول.
لكن قبل طرد فيديتش كان قد أبعد هدف أخر مؤكد من على خط مرمى فاندر سار عندما لمس تسديدة صاروخية من الروسي جيركوف الذي أحدث الفارق، في الدقيقة 82 وساعده القائم الأيسر في إبعاد الكرة لركنية حيث لمسته الكرة ثم ذهبت في القائم لتخرج.
بهذه النتيجة رفع تشيلسي رصيده لـ48 نقطة ليُحيي أماله في بطولة الدوري الإنجليزي ويتجمد مانشستر يونايتد في صدارة الترتيب برصيد 60 نقطة لكن الآن فرصة آرسنال تعززت لمحاولة منافسة الشياطين خلال الأسابيع المقبلة، أما تشيلسي فقد أعاد نفسه مرة أخرى لواجهة الأندية المُحتمل تأهلها لدوري أبطال أوروبا بعد أن كان إبتعد في المركز الخامس.