شواطئ الاشباح
بسم الله الرحمن الرحيم
...... لست ادرى .. ولا اذكر كيف وصلنا الى هذه المقابر؟... ولكنى اذكر فقط لون السماء الرمادى المظلم ...واننا كنا هناك!
كنا-شقيقتى ((تيرى))..وانا- نسير وسط صفوف متعرجه من شواهد المقابر القديمه.....محطمه.... ومغطاه بالطحالب.....ورغم اننا كنا فى الصيف؛ الا ان الضباب الرمادى الرطب ، كان يغطى كل شىء .... ويبعث البروده فى الجو...
شعرت برعشه .... احكمت اغلاق سترتى ... ناديت على شقيقتى :تيرى .... انتظرى ؟
.....كالعاده ... كانت قد اندفعت الى الامام ... وقد شغلت المقابر كل اهتمامها !
صحت: اين انتى ؟
دققت النظر خلال الضباب الرمادى ... استعطت ان ارى شبح خيالها وهى تسبقنى .... وتقف بين لحظه واخرى لفحص شواهد القبور
قرات المكتوب على شاهد قبر موجود تحت اقدامى
هنا يرقد(جون) ابن (دانييل وساره كناب)... والذى توفى فى 25 مارس 1766 وكان عمره 12 عاما و22 يوما
اخذت فكره ... اليس هذا شىء غريبا؟... لقد مات هذا الصبى وهو فى مثل عمرى؛ سوف ابلغ 12 فى عشر فبراير .... نفس الشهرالذى ستبلغ فيه تيرى الحاديه عشر من عمرها
اسرعت فى سيرى .... وهبت ريح قويه... بحثت عن اختى بين صفوف المقابر... كانت قد اختفت وسط الضاب الكثيف.. ناديت عليها تيرى .. اين انت ؟
وجائنى صوت صوتها تحملها رياح : جيرى .. انا هنا
اندفعت الى الامام ؛ وسط ضباب كثيف واوراق الشجر ... والرياح تندفع حولى :هتفت ...اين؟
وسمعت صوتا قريبا منى .. صوت نباح طويل خافت... همست لنفسى : المؤكد انه صوت كلب
ارتعشت .. وصوت حفيف ورق الشجر حولى يتعالى
-جير.....رى-.. جائنى صوت تيرى وكانه على بعد مئات الاميال
سرت قليلا ثم وقفت امام شاهد قبر طويل وصحت تيرى
انتظرى لا تتحركى بهذه السرعه
وسمعت صوت نباح كلب مره اخرى
ارسلت الريح صوتا عميقا مخيفا .. وارتفع عمود من ورق الشجر والغبار والقاذورات . ودار كالدوامه امام وجهى فاغلقت عينى
رايت تيرى تجثو امام قبر صغير صرخت لاتتحركى اننى قادم
اسرعت فى طريق متعرج بيين المقابر حتى وصلت الى جوارها وقلت هيا بنا نخرج من هنا .. لقد بدا الظلام يشتد
استدرت وخطوت خطوه فقد قبض شىء على قدمى
صرخت وحاولت التخلص من هذا الشىء للكنه احكم قبضته على قدمى............... انها يد امتدت وسط القاذورات المتراكمه حول القبر
واطلقت صرخه رعب عاليه وصرخت تيرى .... ايضا
واخذت اركل بقدمى بقوه حتى تمكنت من تخليصى نفسى
صرخت تيرى اجرى ولكنى كنت اجرى فعلا
وبمجرد ان خطونا فوق الحشائش برزت ايدى خضراء فى كل مكان ..طزخ.طاخ طوخ طاخ
ارتفعت الا يدى وامتدت فى اتجاهنا لتمسك بنا
نظرت الى اليمين ..طزخ..طوخ تحولت الى يسار ..طاخ..طاخ
صحت على شقيقتى تيرى تيرى اجرى اجرى اطلقى ساقيك للريح
وكنت اسمع طرقات حذائها على الارض خلفى ثم سمعت صرخه رعب .... جيرى لقد امسكوا بى
ودرت حول نفسى وانا اطلق صرخه عاليه .. رايت يدين كبيرتين وقد انعقدتا حول قدميها
تجمدت مكاننى وانا ارى شقيقتى تقاوم بشده
جيرى ساعدنى لا استطيع التحرك
تنفست بعمق .. واندفعت نحوها مددت يدى اليها وانا اقول تشبثى بى اخذت اركل اليدين اللتين تمسكان بها
شعرت بالقاذورات تهتز تحت قدمى نظرت الى اسفل لارى المزيد من الاذيدى تبرز من قلب الارض
جذبت تيرى من وسطها وانا اصرخ بجنون تحركى
لا استطيع
تستطيعين واصلى المحاوله........اه ه ه ه ه ه ه ه ه
انطلقت منى صرخه عاليه فقد قبضت يدان على قدمى
الان اصبحت مقيدا ايضا !!!!