هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن يعبر عن وجهة الموقع
لست أفضّله على غيره و لست من أشد المعجبين به... لكنني واحد من أولئك الناس الذين يحترمون مشواره و إنجازاته التاريخية مع برشلونة منذ استلامه منصب تدريب الفريق الأول خلفاً للهولندي فرانك ريكارد الذي كان يمتلك مجموعةً من اللاعبين الجيدين لكن فقدانه "للسيطرة و السلطة" جعلاه يرحل مكروهاً و الدموع تنسال من عينيه.
منذ يومين فقط أعلن برشلونة و بشكل مفاجئ "مرةً أخرى" عن تجديد عقد بيب جوارديولا لموسم آخر، و اعتقد البعض أن المسألة "مسألة مال" فقط إلى جانب حب المدرب الشاب لناديه الأم و الذي لعب له لسنوات طويلة... كما أن البعض الآخر يرى أن جوارديولا لا يريد الفشل لذا فهو يرفض البتة التجديد إلا بعد تهدئة الأوضاع و تأكده من صلاحية الإستمرار مع الفريق لموسم آخر.
ولعل الحقيقة تنجلي مع التقرير الذي نشرته صحيفة الآس المدريدية اليوم حيث عنونت قائلةً "جوارديولا سيحتفظ بسلطته في موسمه الرابع مع برشلونة" ما جعلني أستعيد الذاكرة و أسحب "تحفظي" على ما كان يخالجني من أفكار و استنتاجات من الوضع المثير الذي يعيشه أو بالأحرى "يريد مُعايشته" واحد من أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم...
أعيد و أكرر أنني لست من محبي جوارديولا لكنني أحترمه و أحترم مشواره مع البلاوجرانا مع أنه ليس صاحب الإسم الذي ناديت به من قبل و ناديت الجميع بالتعاقد معه، فذاك ليس إلا المدرب رقم واحد عالمياً حيث لايزال كذلك لأنه في النهاية ينجح و يقاوم "الفشل" الذي يتأهب به في كل فرصة و في كل مباراة...
أما بالحديث عن "فيلسوف" برشلونة، فلا أحد ينكر ما فعله بإحياء "الفريق الشبح" منذ موسمه الأول على مقاعد البدلاء حيث جعل من النادي الكتلوني واحداً من أعظم الأندية في التاريخ و حصل معه على العلامة الكاملة بفوزه بجميع الألقاب و المسابقات التي نافس عليها طوال الموسم فخرج في النهاية بـسداسية تاريخية، و كاد بعدها بموسم واحد فقط "المدرب الأفضل" من تكرارها لولا حبه للتحديات و المغامرات الشيقة.
صحيفة الآس ذكرت اليوم بأن جوارديولا اجتمع لساعات طويلة مع الإداريين الكبار في برشلونة كالرئيس ساندرو روسيل و السكرتير الفني أندوني زوبيزاريتا و تفاوض معهما على صلاحياته في النادي فظلّ وفياً لفلسفته "المعهودة" على الكراسي في المؤتمرات أو الإجتماعات، قبل أن يزيل كل "اللّبس" و الشبوهات التي كانت تحوم حول "سلطته التامة" على الفريق الأول للبلاوجرانا في الموسم القادم.
و كان المدرب الإسباني الشاب قد اشترط على روسيل و زوبيزاريتا عدم التدخل في عمله و لا إطلاق تصريحات معادية ضده و ضد لاعبيه بل و تجاوز ذلك بالدخول في بعض الصلاحيات التي تُمنح للسكرتير الفني للفريق و لبعض المسؤولين من داخل النادي و كأن المدرب الكتلوني يهوى "الدكتاتورية" للنجاح بـ"دولته برشلونة" التي تستحق جهود و أفكار أناس آخرين يستطيعون الرفع من مستواها الرياضي، الإقتصادى و حتى الإجتماعي.
يبدو لي أن انتقاد جوارديولا "حق مشروع" لأنه بهذا الشكل سيسمى برشلونة بفريق "الفيلسوف" و لن يجد أبسط الناس فرصة العمل في واحدة من أكبر المؤسسات الكروية في إسبانيا و في أوروبا بأكملها، فالمدرب الكتلوني يستحيل أن يقبل بوجود "السكرتيرة" التي تهتم بحجوزات الفريق في المطارات و الفنادق و لا بالطبيب المختص الذي يصف للاعبين النظام الغذائي المناسب لهم للحفاظ على لياقتهم لأن "بيب" يرى نفسه في المرآة "مونسوليني" أو "هتلر" كرة القدم... و بغض النظر عن نجاح الفاشية و هيبتها إلا أن نهايتها تبدو أقرب دائماً فلذلك ننصح جوارديولا بالتجديد لشهر ثم شهر ثم شهر و إن لم يرضيه ذلك فليتعاقد مع برشلونة لكل أسبوع... و بعدها يرى مدى سلطته و هوسه بها !!
ودي والـــــــــــــــله واحشـــــــــني زمـــــــــــــــــانك