{{كيف تكتب قصـــــــــــــــه~~
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
.سبحان الذي جعل في القصص حكمة و موعظة فقد قال عز من قائل:-
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ } يوسف الآية (3 )
رحم الله القائل:-
رأيتُ الناس قد مالوا لمن عندهُ مالُ
ومن لا عِندهُ مالُ فعنهُ الناس قد مالوا
رأيت الناس قد ذهبوا لمن عنده ذهبُ
ومن لا عنده ذهبُ فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس مُنفضة لمن عنده فضة
ومن لا عنده فضة فنه الناس مُنفضة
وقلت: فإذا رأيت الناس قد وهبوا
مالاً وفيراً أو ذهباً أو فضة
فاعلم يقيناً أنهم قد سمعوا
قصة قد خُطت بحروفٍ من ذهبٍ أو فِضة
كم نحن محظوظون, رحمة واسعة من الله عز وجل في خلق الفرص المبدعة للموعظة والتربية والتعلم ومنها القصة وهي عبارة عن الحديث أو الحكاية التي تستمد من الخيال ( الوهم ) أو الواقع أو منهما معاً. وهي تبنى على قواعد مُعينة مثل العُقدة أو المشكلة والحل والأحداث الحوارية
والتصويرية ، وإن قصرت سميت قصة وإذا طالت سميت رواية. وللعلم فإن كلمة ( قصة ) ومشتقاتها ذكرت حوالي ( 17 ) مرة في القرآن الكريم. وأما الآيات فهي كثيرة جداً منها قوله تعالى :-
{ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } الأعراف الآية (176).
ومن أفضل القصص قصص القرآن الكريم لما تحصل من أسلوب لا يعلى عليه ومواقف منوعة توصل إلى الهدف بصورة مباشرة.
المراحل العمرية وعلاقتها بالقصة
هناك علاقة وطيدة بين القصة والإنسان ، حيث حياة الفرد عبارة عن قصة طويلة المدى حسب ما يُيسر الله تعالى له من عمر مديد وعمل صالح إن شاء الله تعالى.
وأنصح كل مربً بتدوين قصة حياته إذا لم يتمكن من حفظها عن ظهر قلب، وعلى الأقل يتذكر الأحداث المهمة والمغّيرة في حياته، لكي يجد مادة يرويها لأبنائه إذا رغب في التحاور معهم.
والمراحل العمرية منها:-
- أقل من سبع سنوات.
- بين سبع وخمس عشرة سنة " سن البلوغ ".
- بعد سن البلوغ.
وفي هذا المقال سوف نركز على مرحلة ما بعد سن البلوغ.
موضوع القصة
الفكرة تعتبر عمود القصة الذي يبنى عليه نسيج القصة أو الرواية، ويمكن استخراج الفكرة من عدة مصادر حياتية ،
ومن أهمها ما يلي:-
1- مشكلة ( سؤال يحتاج إلى جواب ).
2- قصة واقعية أو حكايات اليوم والليلة.
3- سيرة شخصية تربوية معروفة.
4- عرض قيم بصورة مبتكرة ( الصدق ، الأمانة ، الوفاء ).
5- تحفيز وتعزيز ( إثارة انفعالية ).
تحديد هدف القصة:
من خلال فكرة القصة الرئيسية تستنبط الأهداف المراد تحقيقها من خلال القصة ويفضل أن لا تزيد عن (3) أهداف للقصة الواحدة.
وهي عبارة عن المفاهيم التي تود غرسها أو تأكيدها عند القارئين للقصة.
1- ................................
2- ................................
3- ................................
اختيار اسم القصة:
هنا نكون قد حددنا أهداف القصة وبينا سبب بنائها. وأول خطوة بعد ذلك هي اختيار الاسم الذي
سوف يطلق على هذه القصة حسب الشروط التالية:-
1- أن يكون قصيراً بين كلمة وثلاث كلمات.
2- أن يكون معبراً هدف القصة بصورة مباشرة .
3- أن يكون مناسباً لعمر القارئين سهلاً سريع الحفظ.
4- أن يكون جميلاً وموافقاً للأخلاق العامة.
5- أن يكون مقتبساً من البيئة التي يعيش فيها قارئوها.
6- أن يكون باللغة العربية أو العامية المفهومة.
7- أن لا يكشف نهاية القصة.
8- أن لا يتأذى منه أحد مثل ( اختيار اسم يعبر عن كنية أو لقب كما في القصص الواقعية وغبرها).
9- أن لا يخالف حكماً شرعياً أو عرفاً اجتماعياً صحيحاً.
10- أن لا يكون مكرراً أو سبق سماعه.
11- من الممكن أن يكون لغزاً أو أحجية.
فاختيار الاسم يعتبر هوية القصة ومصدر التشويق الأول فيها، فيفضل بذل جهد وافر للوصول إلى اسم مناسب يعين على لفت الانتباه للقصة أو الرواية المراد عرضها.
شخصيات القصة:
هنا تأتي الخطوة الثانية وهي اختيار الشخصيات التي نحتاج إليها لنسج أحداث القصة. وهي غير محددة العدد ولكنها مقيدة الصفة حسب السلم التالي:
1محور القصة ...... ( البطل ).
2- المؤثر الإيجابي ..... ( معاون البطل ) .
3- المؤثر السلبي ....... ( مضاد البطل ) .
4- المعايشون ......( أهل البطل ) .
5- المشاركون .... (شخصيات تحوم حول البطل ومضاد البطل ) .
صفات البطل ومعاون البطل ومضاد البطل:
وهنا يترك لكم الحرية الكاملة في تحديد صفات شخصيات القصة، إن كانت من نسج الخيال أومن خبرات الواقع، واختيار ما يناسب منها الهدف الذي ترمي إليه القصة ويكون ذلك من خلال تحديد وانتقاء المناسب من التالي:-
· الاسم والكنية واللقب.
· النسب والأصل.
· البنية والشكل الخلقي.
· المستوى المعيشي.
· المستوى الدراسي.
· الهوايات والحرف.
· أخلاقه وسلوكه.
· ميزاته ونواقصه.
· مشكلاته وسلبياته.
· محبوباته ومكروهاته.
· أصحابه ومواقفهم السابقة.
· طموحه وخططه المستقبلية.
· خبراته وإنجازاته السابقة.
· الأماكن المرتادة التي يقضي فيها جُل وقته.
· ملابسه وهندامه.
صفات المعايشين وأهل البطل:
إذا كانت القصة واقعية نختار من أهل البطل كل شخص يظهر معنا في الرواية ، أي من له دور في حياة البطل ولو بصورة مختصرة ، وأما إن كانت خيالية فنحدد نحن الشخصيات المساندة في القصة مثل شخصية المدرس والبقال و حارس العمارة ، وما إلى ذلك من شخصيات لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالبطل ومعاونه ومضاد البطل.
أذن شخصيات القصة يمكن أن تكون واحدة فقط أي البطل ، ويزاد في عددها حتى تحقق الهدف من القصة أو الرواية كما سبق ذكره .
مع التنويه بالنسبة للقصص الواقعية يجب الحرص الشديد على عدم استخدام القصص الواقعية الحديثة أو نقلها مع استخدام الأسماء أو الكنى أو الألقاب المشهورة الحقيقية التي يعرف بها أصحابها وذلك من باب الستر ، وهو أصل في ديننا الإسلامي الحنيف حيث أنّ من ستر على مسلماً في الدنيا ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة ، كما بين ذلك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جزاء لهذا الخلق الكريم.
صياغة أحداث القصة
الفصل الأول:-
في الغالب يتم استعراض شخصيات القصة وكل ما يتعلق بها من تعريف، مثلاً البطل أسمه و عمره وشكله و أهله ( عدد إخوانه هو الثالث بينهم ...) والدراسة وصفاته الخاصة ووضعه المادي " المصروف اليومي " والمكان " كالبلد ومن ثم المدينة ومن ثم المنطقة ثم الحارة ثم الشارع والبيت.
الفصل الثاني:-
نبدأ بالتعريف برسالة وهدف القصة من خلال عرض مشوق:-
· للمشكلة الواقعية التي تود معالجتها.
· لتأكيد المفهوم الإيجابي القائم حالياً.
· لغرس القيم الأخلاقية المراد التحلي بها.
· لتغير السلوك السلبي الممارس من قبل أحد الأبناء.
· أو لإضافة معلومة أو مهارة كجزء من ثقافة الابن بشكل عام.
ويكون كل هذا على هيئة سيناريو تمثيلي. دون التصريح المباشر على أهداف القصة وذلك لترك القارئ يكتشفها بنفسه مع وجود بعض الهمسات واللمسات التي تعينه على الفهم دون التصريح ، ويكون ذلك على هيئة جرعات أثناء سرد القصة.
الفصل الثالث:-
عرض أحداث ومفاهيم إيجابية يستفاد منها في التمهيد والتقريب للهدف المراد الوصول إليه من خلال رواية القصة ، وأهم ما يراعى هنا حسن اختيار الكلمات والعبارات.
الفصل الرابع:-
عبارة عن عرض أحداث سلبية على هيئة مغامرات مثيرة لشد انتباه القارئين ثم ربطها بعلاقات إيجابية.
الفصل الأخير:-
الخاتمة هي أهم حدث في القصة وهذا لا يقلل من شأن الفصول السابقة ولكن طبيعة القارئين دائماً يتعلقون بالخاتمة التي تنتهي عليها القصة.
وأنواع الخاتمة هي كالتالي:-
1- نهاية سعيدة مقطوعة:-
وهي تعبر عن انتهاء القصة وفوز البطل بتحقيق الهدف المراد الوصول إليه بصورة مباشرة.
2- نهاية حزينة مقطوعة:-
وهي عندما يتحقق الهدف المراد الوصول ‘ليه من خلال تضحية البطل وحدوث مكروه له سواء بضرر مقدر أو الوفاة إن دعت الحاجة.
3- نهاية مفتوحة معلومة:-
وهنا نوع من جمال الإثارة من خلال الخاتمة حيث تقف القصة عند تحقيق الهدف وتنتهي عند استمرار الأحداث الإيجابية ، فيتشوق القارئ لسماع المزيد ولكن نقول له : انتهت القصة...."عليك الباقي".
4- نهاية مفتوحة غامضة:-
وهي عندما يتحقق الهدف وتختفي شخصية مهمة في القصة مثل مضاد البطل ...مما يوحي أنه سيظهر مرة ثانية ونقول : " عليك الباقي". فتظهر هنا أسئلة مثل:-
· أين ذهب المجرم؟
· هل سيفعل شيئاً آخر؟؟
· هل سيتابعه البطل؟؟؟
وأقول كما قال سيدنا أبو بكر من قبل : "أقول برأيي ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان مني"
\ من كتاب كيف تكتب وتروي قصة ؟ للدكتور محمد فهد الثويني .....
أرقى تحيه {{كيف تكتب قصـــــــــــــــه~~