ابو سلمى
"الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد ::)
فإن من المعروف لدى الجميع أن لغة الضمان تجد في أوساط الناس اهتماماً بالغاً وعناية كبيرة ، في بيعهم وشرائهم وعموم تجارتهم، فليست السلع المضمونة، والبضائع التي عليها ضمانات، في المكانة لدى الناس ، كالسلع التي ليس عليها ضمان ، وهذا يؤكد شدة اهتمام الناس بالشيء المضمون ، أكثر من غيره مما ليس كذلك على تفاوت كبير فيها من حيث مصداقيتها ، ولهذا يشتد اهتمام الناس بهذا الأمر أكثر ، إذا كان صاحب الضمان معروفاً بالصدق ،متحلياً بالوفاء والأمانة ، وكانت الأمور التي ينال بها الضمان أموراً يسيرة سهلة ،لا تلحق الناس شططاً، ولا تكلفهم عنتا"ً. [افتتاحية مقالة: اضمنوا لي ستاً اضمن لكم الجنة للشيخ عبد الرزاق العباد]
جاءني شاب يشكي هموم الدنيا ومصائبها، ويشكي عزوبيته التي استفحلت ولم يجد فرجاً ومخرجاً لذلك ولا عملاً يكفيه حد الكفاف!، فلم يكن بيدي من حيلة إلا أن أوصيه ببعض الوصايا التي فيها ضمانات من الله ورسوله في سعادة النفس البشرية.
ليت كل الناس تمسكوا بضمانات الله سبحانه وتعالى وضمانات رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سعادة النفس البشرية، وما أكثر هذه الضمانات والوعود، ولو عددناها وتحدثنا عنها لطال بنا المقام، ولعلي استعرض شيئاً من هذه الضمانات الإلهية في سعادة النفس البشرية ومن ذلك لزوم الاستغفار والتوبة لله سبحانه وتعالى.
وهل لزوم الاستغفار مرتبٌ له ضمانات إلهية لسعادة النفس البشرية ؟!!
الجواب: نعم
قد ضمن الله سبحانه وتعالى المستغفرين له بالسعادة في أمورٍ كثيرة وفي مواطن متعددة من كلامه جل وعلا فقال تعالى:
1) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. (ضمان بالمغفرة).
2) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (ضمان بهطول الأمطار والحصول على المياه).
قال أعرابي: ( من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار القطار )، والقطار: السحاب العظيم القطر.
3) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ (ضمان بحصول المال).
4) وَبَنِينَ (ضمان بحصول الولد والذي يستلزم ضمان حصول النكاح!).
5) وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ (ضمان بالحصول على الجنات).
6) وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (ضمان ثانٍ بعد ضمان درّ السماء بالمطر بالحصول على المياه والاستنفاع منها) [10-12 نوح].
7) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ [52- هود] (ضمان بزيادة في القوة العامة في كل شيء).
8) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ (ضمان بالمتاع الحسن وضمان بالفضل من الله).
9) وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال:33] (ضمان بدفع العذاب والذي يستلزم الراحة والسلامة من الله).
10) لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النمل:46] (ضمان بالرحمة من الله).
فهذه ضمانات من الله سبحانه وتعالى لمن لزم الاستغفار الصادق بالسعادة في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله ذلك سنةً إلهيةً، يعرفها
الصادقون مع الله والمستغفرين بالليل والنهار، ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا ؟.
منقول.......