أسباب مرض الطاعون

من الأشياء الغريبة ظهور مرض الطاعون في هذا العصر, خصوصا في دولة نفطية مثل الجماهيرية, حتى ولو سلمنا بأنة هناك مظاهر عامة تدل على عدم وجود نظافة عام , أسببها بعض السلوكيات المستوردة من خارج ليبيا, عن طريق العمال القادمين من الأحياء والأزقة والبيئات, التي تنعدم أو تقل فيها ثقافة الصحة والنظافة, بالرغم من مجهود جهاز حماية البيئة, خصوصاً في رفع القمامة بشكل دوري من الشوارع والميادين ونقاط تجمعها من الإمكان المخصص لها,
فإن هذا لا يستدعي ظهور مرض الطاعون ووجود إصابات منه, ألا بسبب محدد غير طبيعي شكل بيئة مناسبة لظهور المرض.
قد يرجع ألي تغيير في عادات الناس المعيشية, مما اثر بالسالب علي صحتهم, خصوصا وان المرض ظهر في ضواحي مدينة طبرق, وليس في المدينة نفسها, حيث الناس في تلك الضواحي قريبين من الحيوانات المنتجة مثل الأغنام وغيرها.
ولكن وجود الحيوانات مع الإنسان في تلك المناطق الريفية هو أمر قديم, فطرق تربيتها في الحظائر حتى وإن كانت بدائية, تعتبر صحية منسجمة مع الطبيعة, أو متوازنة مع البيئة من قديم الزمان, ولم تظهر أي أعراض مرضية بسبب طريقة التربية المتبعة في تلك المناطق, حتى ولو سلمنا بأنة هناك قوارض في أماكن تربية الحيوانات, فإنها لن تكون اكثر من قوارض المدن الموجودة في أماكن مختلفة داخل المدينة مثل شبكة الصرف الصحي.
إذاً هناك سبب آخر مجهول ادى إلى ظهور هذا المرض المنقرض؟
الحقيقة كنت أتابع في أخبار هذا المرض عبر وسائل الإعلام, وكلام الناس والإذاعة المسموعة المحلية, ووجدت كثير من الأحاديث والآراء المتضاربة لا تتفق مع النظريات العلمية في هذا المجال,.. ألا ملاحظة واحدة أرسلت ألي الإذاعة المسموعة المحلية طبرق, من مواطن يعيش في منطقة المرض أو الواقعة, تدل على وجود خطأ فني أو علمي فادح من جهاز حماية البيئة, وهي ملاحظة منطقية أن كانت صادقة وحقيقه من الشخص المرسل, حيث تقود إلى معرفة السبب الحقيقي لظهور هذا المرض, خصوصا وان الأرياف حول مدينة طبرق, لم تدخل عليها تعقيدات المدن الملوثة, وطبعتها بسيطة ونقية وخالية من الإمراض في العادة,
هذه الملاحظة أو الشكوى, تتمثل في وجواد مكب قمامة عام, قريب من منطقة العدوى أو الحدث, يخص مدينة طبرق, ترمه فيه مخلفات المدينة, من قبل جهاز حماية البيئة, وتترك من دون معالجه بالطرق العلمية المتبعة في العالم, والتي أبسطها حرق أكوام القمامة, أو ردمها بشكل كامل, أو العمل بالاثنين في وقت واحد, إن لم يتم تدوير تلك المخلفات في المصانع والاستفادة منها مرة آخرة,.. وهذا بدوره يؤدي ألي تكاثر القوارض وغيرها, وأهمها الفئران التي سوف تتوالد بشكل كبير على مصادر الغذاء من فضلات الإنسان, مما يساهم في وجود البراغيث التي تتغذى علي دم القوارض, وتتكاثر بصورة غير طبعيه في تلك البيئة الناتجة عن إهمال الجهة المختصة, خصوصاً في مناخ عالمي متقلب بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري, الذي يساهم في رفع درجات الحرارة في غير وقتها, مما يسبب في خروج يرقات تلك الآفات, في غير موسم تكاثرها وزيادة أعدادها الضارة, وهذا في مجملة يوادى ألي انتقال تلك القوارض ومعها البراغيث ألي أماكن عيش الإنسان, وتربية حيواناته الاقتصادية, القريبة من مكب القمامة العام, مما خلق بيئة غير طبيعية أمرضت الناس في تلك المناطق,
من ذلك نستنتج, أن هناك تقصير من جهاز حماية البيئة العام, لأنة الجهاز ألي ألان لا يعمل بضوابط علمية, ولم يحدد في هذا الإطار نقاط مدروسة من الناحية الصحية , ترمى فيها مخالفات المدن, بعيد عن السكان, وتتبع فيها أجراءات علمية صارمة للتخلص من تلك النفايات البشرية, التي من الممكن أن تكون أخطر من النفايات النووية, عندما تزيد عن حدها, وتشكل بيئة خطيرة صالحه لتكاثر وانتشار الآفات, والكائنات الضارة مثل القوارض والحشرات والميكروبات المعدية وغيرها.
من هنا مجهود أمانة الصحة العامة في القضاء على الأمراض المعدية, سوف يكون صفر, إن لم تراقب أماكن النفايات الضارة, وتنسق مع جهاز حماية البيئة بهذا الخصوص, بما يقضيان على مصادر انتشار الإمراض في المجتمع, ويجعل لقب اللجنة الشعبية العامة للصحة والبيئة, اسم يجمع أجهزت الصحة والبيئة تحت هدف فعلي واحد في الواقع, وليس العكس.
وفي الختام نجد من هذا التحليل المبني على فرضية الرسالة ,أن الوباء ناتج عن عدم أتباع جهاز حماية البيئة المعيار العلمي الصحيح في العمل, الذي يدل على أن المسئولين في هذا الجهاز هم من غير المتخصصين في علم البيئة, أو متخصصين لا يعملون وفق خطط علمية مدروسة, بل عشوائية خالقات مكبات قمامة غير معالجة, وأضرار للناس مميتة.

مشكووورهـ

» أسباب فشل المشاريع الجانبية:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
» أسباب حذف المواضيع >
» أسباب السعادة
» أسباب الرحمة/::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
» أسباب النجاة من النار