رحلة للسّعادة - اللون الأزرق : حلقة الرضا
ماهى اهم موضوعات تحقق السعادة ؟
بكرة ساكون سعيد .. لما اخلص كذا & لما اخلف & لما اولادى يكبروا & لما اولادى يتجوزوا & لما اتقاعد .. الرضا بالحال سعادة
حياتنا مليئة بالهموم والاوجاع والمصائب والاحزان .. وكمان حيانا مملؤة بامنيات وأطماع ممكن نموت وملنحقش نحققها ولان احنا في برنامجنا ده .. هدفنا الرئيسي ازاي تعيش سعيد .. ازاي نعيش اسعد حالا وسط كل الأمور الصعبة ديه .. وأنا كل يوم بقدم وصفة .. الوصفة ديه للتعامل مع هذه الالام والاحزان . أنا نيتي في البرنامج ده .. هدية لكل واحد بيسمعني شاب وفتاة .. امراة ورجل .. أمهات وآباء ... نيتي ازاي نعيش أسعد حالاً .. ازاي يقل الألم في حياتنا ويزيد الرضا والراحة النفسية والسكينة والطمانينة . اليوم مع مفتاح جديد وجميل جداً للسعادة في حياتنا .. اليوم الكلام عن الرضـا.
هل انت راضى ؟
هل انت راضى اليوم عن حالك ؟
هل انت راضى عن حياتك ؟
هل انت راضى عن الله ؟
للاسف للاسف .. أحد أسباب التعاسة في حياتنا المعاصرة هو غياب كلمة مكونة من 3... حروف الرضا
محدش راضي عن حاله .. حياة الناس مليئة بالأزمات .. الأزمات في حياتنا كثيرة لا تتركنا ابدا .. لا نكاد نخرج من أزمة إلا ونجد أنفسنا نواجه أزمة جديدة لها معالم جديدة وبالتالي وجع جديد ..
لكن يبقى هذا السؤال .. هل انت راضي ؟؟ هل أنت راضي عن حالك .. هل أنت راضي عن حياتك .. هل أنت راضي عن الله ..
الغني مش راضي والفقير مش راضي ..
اللي معاه فلوس مش راضي واللي معوش مش راضي ..
اللي اتجوزت وخلفت عيال كثير تعبانة ومش راضية ..
واللي محرومة من العيال تعبانة ومش راضية برضه ..
اللي مش لاقي شغل تعبان واللي مطحون في الشغل ليل ونهار برضه مش راضي ..
اللي مراته ست طيبة وهمها ولادها مش راضي عايزها تشاركه اهتمامته .. واللي مراته خطوة بخطوة مشاركه برضه مش راضي وبيقول أنها خانقها ..
الوزير مش راضي والغفير مش راضي ..
اللي جاله عقد عمل للشغل بره بلده مش راضي في الغربة نفسه يرجع .. واللي في بلده مش عارف يخرج برضه مش راضي ..
المشهور مش راضى والمغمور مش راضى ..
البنت اللي اتاخر جوازها مش راضيه .. والبنت اللي بيتقدم لها كل شاب وترفضه علشان مش عاجبها برضه مش راضية ..
هل أنت راضي عن ربك واختيارته لك ...
هل انت راضي عن زوجتك .. عن بيتك .. عن شغلك .. عن سيارتك .. عن كليتك .. عن تخصصك .. عن مكان سكنك .. في ناس حتى مش راضية عن شكلها اللي ربنا خلقها به .. في ناس مش راضية عن عيلتها .. عن أبوها وامها .. عن وضعها الاجتماعي ..
من الاخر كده .. هل أنت راضي ... الرضا سعادة وطمانينة وهدوء نفسي ، والسخط غل ومرارة وتعاسة ورؤية مظلمة للحياة ..
يقول ابن القيم: الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا .. كلمة جميلة
الرضا علاج لكثير من الالام .. الرضا دواء للاكتئاب .. الرضا بديل عن كثير من الحبوب المهدئة .
معنى الرضا .. الرضا له معاني كثيرة منها :
• استقبال أقدار الله بالسكون والطمانينة وعدم الجزع .
• الرضا هو ترك الاعتراض عليه في ملكه .
• الرضا أن تقف مع الله حيث أراد .
• الرضا اطمئنان العبد إلي اختيار الله للعبد أنه يختار له الخير دائما مهما بدا أنه ليس كذلك لان الاله لا يصدر عنه إلا الخير ولا يصدر عنه الشر ابدا (لبيك وسعديك والخير كله بيدك والشر ليس اليك) هذا الدعاء كان يقوله النبي كثيرا وهذا الدعاء هو شعار النبي في الرضا مع كثرة ما اصابه من هموم واحزان ومصائب ومن فينا ابتلي مثل رسول الله (صلى الله علية وسلم) والله ما يصيب أحدنا من صيبة إلا ورسول الله قد اصيب أضعافها .. ومع ذلك كان في قمة الرضى لانه شعاره كان لبيك وسعديك . منتهي اطمئنان قلبه إلي اختيار الله له أنه اختار له الخير .
• الرضا هو الفرح باختيار الله لك لان الذي اختار هو أعلم العالمين وأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين فلازم طبعا تفرح لانه هو الذي اختارك لك وليس غيره .
قيل للحسن بن علي أن ابا ذر يقول الفقر احب الي من الغني والترحال أحب إلي من الاستقرار فقال رحم الله ابا ذر ولكن من رضي بحسن اختيار الله له لم يتمنى ولا يفرح إلا بما اختار الله له .
• ما اجمل كلام ابن القيم وهو يصف ناسا نظروا إلى المصائب نظرة أخرى فاستقبلوا مصائبهم كما يستقبلون النعم لأن مصدرهما واحد وهو الله، ولنتوقف مع كلامه حين يقول: وكل ما يصدر عن الله جميل وإذا كنا لا نرى الجمال في المصيبة فلا بد أن نتأمل قصص موسى عليه السلام مع الخضر في سورة الكهف ، ونتأمل كيف كان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار في قرية السوء شرا محضا من وجهة نظر سيدنا موسى وكيف ظهرت له مواطن الجمال في أفعال الله بعد معرفة الحقائق والحكم التي وراء الابتلاء .
فهمتم معنى الرضا .. فهمتوا معنى الكلمة اللي بنقولها كثير ومش واخدين بالنا منها (رضيت بالله رباً) عارف معناها ايه .. معناها لا ارضي الا بتدبيرك لي لان الرب هو الذي يدبر ولا ارضي إلا بقضاؤك لي لانك ربي والرب هو الذي يربي ..فهذه الكلمة رضيت بالله ربا هي اساس الايمان
((قل أغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء – قل أغير الله اتخذ وليا فاطر السموات والارض – قل أغير الله ابتغي حكما )).
هـاه هتقول رضيت بالله ربا ... هل أنت راضي .. راضي عن تدبيره وقضاؤه في حياتك ..شوف حلاوة كلمة رضيت بالله ..لان الرضا به يتضمن الرضا عنه وعن افعاله والرضا به يتضمن الرضا بما قسم الله لك .. ولذلك قالوا الرضا 3 اقسام .. ياتري أنت في أي واحد منهم
1- الرضا بما قسم لك في حياتك وهذا أقل درجات الرضا.
2- الرضا بما قدره وقضاه من أحداث ومصائب وابتلاءت .. وهذا أصعب من الاول وأعلى درجة .
3- الرضا به (رضيت بالله ربا) اي الرضا به بدلا عن كل من سواه .. وهذا هو معنى رضيت بالله رباً.
هل أنت راضي عن الله ..
النبي يعلمك الرضا, اسمع هذا الحديث:" ابن آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك لا بقليل تقنع ولا بكثير تشبع إن أنت أصبح معافا في جسد آمنا في سربك عندك قوت يومك فقل على الدنيا العفاء)) الطبرانى فى الاوسط ..
1- الله أعطى كل انسان ما يكفيه . ويقول الله تبارك وتعالى " ...خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ... (سورة فصلت، آية 9) ويقول الله:"...وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (سورة فصلت، آية 10) فقبل ما تخلق يوم خلق السماوات والأرض قدر الأقوات لكل إنسان. قدر اقوات الناس حتى نقطة الماء التي تدخل أفوامهم وقدر وهي نازلة من السماء اسم من سيشربها .
2- اذا حدث لك 3 اشياء فلا تشغل بالك بالدنيا وما فيها .. صحة وأمن (في نفسك وبيتك) وغذاء يوم واحد.
3- عندك قوت يومك مش قوت اسبوع ولا شهر .. لا فقط يوم واحد .. لسبب بسيط أنك مش ضامن تعيش لبكرة .. روحك أصلا ربنا أعطاها لك باليومية ..اللي بروح بكرة يرزقك برزق بكرة .
لو معاك الثلاثة دول ارضي كان دول مبادئ الرضا ولذلك ختم الحديث بكلمة فقل على الدنيا العفاء اي عفيت عنك يا دنيا (من العفو) يعني مسامحك في اي حاجة تانية مش عايز منك حاجة .. تعرف ترضي كده ..
"من كانت الاخرة اكبر همة جعل الله غناه فى قلبة وجمع له شملة واتته الدنيا وهى راغمة ومن كانت الدنيا اكبرهمة جعل الله فقرة بين عينية وفرق علية شملة ولم ياته من الدنيا الا ماقدر الله له " الترمذى
يقول ابن القيم " كل مايصدر عن الله جميل "
يقول النبى صلى الله علية وسلم " ارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس "
" أترى يا أبا ذر أن كثرة المال هي الغنى؟ إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا
يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي" إن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك وعقلك وكنت عندي محمودا وان لم ترضى بما قسمته لك أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموما وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة ثم لا يصيبك منها إلا ما كتبته لك.
يقول النبي ارضي بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس ... رواه أحمد.
اوعه تعيش مفيش حاجة بترضيك .. اوعه تكون طماع لا تشبع (دعاء النبي الله اني اعوذ من عين لا تدمع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع )
يقول عمر بن خطاب .. الطمع فقر والرضا غنى ..و تعطيني ارضر
حديث النبي لحكيم بن حزام سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقه بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى.
اوعه يكون رضاك عن الله من نوع رضي المنافقين اللي وصفهم بالقران أنهم اذا اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا فاذا هم يسخطون .. اوعه تتعامل مع ربنا كده ,, بطريقة لو تعطيني ارضي اما ان لم تعطيني اسكت واغضب واغلط في الكلام .. هل انت من النوع ده .
اوعه تكون من الناس اللي بتعبد ربنا لكن وقت المصيبة تتقلب 180 درجة ويغلط في حق ربنا .. زي اللي وصفهم القران (ومن الناس من يعبد الله علي حرف فان اصابه خير اطمئن وان اصابه فتنة انقلب علي وجه خسر الدنيا والاخرة )
أوعه تكون من الاربع انواع دول .. هل أنت راضي عن الله في كل أحوالك .. أعطاك أو منعك .. في اليسر والعسر .. في السعه والشدة .. في الافراح والاحزان .. لازم ترضى عن الله .. والله هذه وصفة رائعه في السعادة وراحة البال ...
يقول النبي .. ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
يقول النبي: من رضي بالله ربا و بالأسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا و جبت له الجنه فقال أبو سعيد الخدي:اعدها علي يا رسول الله فاعادها عليه ثم قال: و اخرى يرفع الله بها العبد 100 درجه في الجنه بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض.مسلم
يقول النبي : عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ.
يقوا ابن القيم الرضى باب الله الاعظم .. ومستراح العالمين وجنة الدنيا ..
جاء رجل إلي النبي .. فقال يارسول الله أي العمل افضل .. فقال ايمان بالله وتصديق برسوله وجهاد في سبيله .. فقال الرجل اريد شيء أهون من ذلك .. فقال النبي لا تهتموه في شيء قضاه (رواه أحمد),
عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أنه قال: "كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الركعة وقال: سمع الله لمن حمده. قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من المتكلم آنفا. فقال الرجل : أنا يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول( أولا)" أخرجه البخاري.
و كأن كلماته تملأ السماء بالحمد و الرضا . قالها مره و لكنك تملأ بها السماء و الأرض.
يقول النبي اللهم ردني بقضاؤك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تاخير ما عجلت ..حتى لا أحب تعجيل ما أخرت لأن فيه حاجات من رحمته بك يأخرها عنك لأنك لسه مش جاهز لها أو الظروف الي حوليك مش جاهزه لتستفيد انت منهاز يأجل عقد شراكه سنين لأنك له أداريا مش هتقدر تدير الشركه.قصه ابو شقره في السعوديه. أو ياجل خلفه حتى تستقر نفسيا أنت و زوجتك و لو كانوا خلفوا بدري كانوا طلقوا أو حتى تستقر الظروف.""وامل الجدار فكان لغلمين فالمدينه"". تأخير ما عجلت. في غزوه بدر كان نفسهم تأخير ما عجله الله من لقاء قريش.كما أخرجك ربك بالحق وإن فريقا من المؤمنون لكارهون يجادلونك في الحق ....... ربما منعك فاعطاك وربما اعطاك فمنعك لذلك ارضى-قصه لعله خير
أولا: النبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تبارك وتعالى في الرضا بالعمر يقول النبي:" اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خير لي".
اسمع دعاء النبي اللهم اني اسالك الرضا بعد القضاء ولم يقل قبل القضاء لان قبل القضاء مجرد عزم أو هو توكل على الله فإذا حدث مصيبه قد يرضى و قد لا يرضى اما الرضا الحقيقي اذا جاء البلاء ارضي اي من الرضي بعد القضاء هو حقيقة الرضا نفسه .
يقول الله تبارك وتعالي .. وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي اله وسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.
يقول الله تبارك اليوم أكلمت ورضيت لكم الاسلام دينا .. هو رضاه لنا واحنا مش راضين
ولذلك النبي يعلمنا أن نتذكر وندرب انفسنا على فكرة الرضا يوميا وكانه يدلنا علي طريقة عملية للرضا (أنه تفتكره دايما يقول من قال حين يصبح ويمسي (3 مرات) رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً وجب علي الله أن يرضه في ذلك اليوم) تخيلوا ! .. كأن النبي يريدك أن تذكرها مرارا بلسانك حتى يتعود قلبك عليها
ويقول من قال حين يسمع النداء رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً غفرت له ذنوبه .. ياترى حتقولها وانت صادق علشان تحصل علي مغفرة ذنبك اكيد مش كلمة باللسان لكن احساس بالقلب .. راضي عنك يارب .. خليك صادق وانت بتقولها ((قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم .... الرضا))
سئل أبو حنيفة متى يبلغ العبد الرضا .. فقال أن يعامل ربه هكذا ((إن اعطيني شكرت وإن منعتني رضيت وإن تركتني عبدت وإن دعوتني اجبت))
اسئله حول الرضا:
1- لكن في سؤال مهم وخطير .. هل الرضا معناه الاستسلام .. ضد الطموح لحال افضل .. هل الرضا معناه قبول اي عيشة والسلام هل الرضا دعوة للكسل والخمول بحجة انا راضي عن حالي لان ده اختيار ربنا ... هل الرضا عدم الرغبة في تحسين وضعي المالي والعلمي والاجتماعي .. اصل أنا راضي ..يعني من الاخر هل الرضى ده مخدر علشان الغلابة يسكتوا ويعيشوا مطحونين وكمان نقولهم ارضي باختيار ربنا ليك .. ولو كده يبقى هل الرضا ضد الدعاء .. يعني ازاي ادعي والح علي ربنا بحاجة نفسي تتحسن في حياتي مع ان الرضا بيقول ان انا راضي بحالي .
طبعا كل اللي فات غلط .. لان ديننا زي ما امرنا بالرضا املانا بالطموح وبذل الجهد ((فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه – وقل اعملوا – وقل ربي زدني علما - ))
وامرنا بعدم قبول الذل والاهانه وعدم السكوت عليها ((إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ))
وأمرنا بعدم الكسل والعجز .. شوف دعاء النبي اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبه الدين وقهر الرجال ..
وأمرنا بالدعاء لتحسين اوضاعنا ووعدنا بالاستجابة .. من لا يسال الله يغضب عليه – إن الله يحب الملحين في الدعاء )
امال يبقى الرضا معناه ايه .. الرضا شعور قلبي داخلي يجعلك وانت بتسعى لتحسن حالك راضي عن قضاء الله لك في كل الاحوال يعني .. اديك أمثلة .. بنت بتدعي يارب ارزقني عريس يسعدني وبتلح وبتبكي لربنا لكن في نفس الوقت قلبها من جوه راضي عن حالها ومش ساخطة ..ومش عايشة في اضطراب نفسي .. أنا نفسي في مستقبل افضل لكن راضية النهاردة عن اختيار ربنا لي ان اكيد اختيار ربنا لي اليوم كان خير.
واحد بيدعي اريد بيت اوسع .. مش عارف اعيش أن وولادي في البيت ده .. وسع على ولادي البيت يارب لكن لما تدخل بيتك الحالي راضي مش ساخط .. بيبذل كل جهد في الشغل .. يحوش القرش فوق القرش بس قلبي راضي عن اختيارك اليوم وبامل في بكرة ما اتمناه ..
يارب أنا مرضت مرض خطير واملي فيك أنك تشفيني وبدعي ليل ونهار وبروح لدكاترة بس القلب راضي رغم وجع المرض عن اختيارك لي اليوم وبأمل في بكرة وضع افضل .. واديكم مثل انا حزين لوضع المسلمين الحالي وحزين على حال الأمة ونفسي تحصل نهضة بس أنا راضي ان أنا موجود في الزمن ده ومأمل في بكرة يكون افضل .
ابو بكر الصديق: قرأت كلمه عجيبه عن ابو بكر يقول: ما ندمت على شيئ فاتني من الدنيا كنت اطمح اليه فمن لم يقل ليس لي طموح ولكن اذا لم يتحقق رضيت و لم اندم.
تاني يا جماعه الرضا .. اطمئنان القلب إلي اختيار الله للعبد انه اختار له الخير بل هو الفرح باختيار الله لك وفي نفس الوقت عايز اخلي بكرة افضل .. لانه لو بقى افضل فهو ايضا من اختيار الله لي .. فانا راضي علطول .. لان الرضا في الاخر أن تقف مع الله حيث اراد وتبذل كل جهدك فاذا اراد شيئا فانت راضي .. واذا بذلت جهدك ولم يتحقق ما تريد فلم تسخط علي الله لانك مطمئن لاختياره .. فالرضا لا يتعارض مع الطموح ولا امال المستقبل ولا مخدر للغلابة ولا يتعارض مع الدعاء .. بل تصدقوا ان الرضا يزود طموحك وهمتك لان اللي عنده طموح وهمة لكن عايش وهو محبط وساخط قدرته علي الانتاج والتقدم اقل بكثر من المستقر قلبه .. وراضي لكن يعمل بهمه .. تخيل الفتاة اللي اتاخر زواجها لو لم ترضى وسخطت فنفسيتها بقت وحشة فاهتمامها بشكلها بقى اقل فيتاخر جوازها اكثر واكثر .. أو تخيلوا اللي نفسه يحسن وضعه المادي لكن هو جواه ساخط وقرفان ومش طايق نفسه ومش راضي عن ربه اكيد انتاجيته اقل من صاحب النفس المطمئنة اللي بيبذل جهده . يا جماعة الرضا .. الرضا .. الرضا
2- سؤال ثانى أيهما أعلي مقاماً الرضا أما الصبر؟ .. الرضا أعلي .. فقد ارسل عمر بن الخطاب لابو موسى الاشعري يقول له أعلم أن الخير كله في الرضا .. فان استطعت ان ترضى فافعل وإلا فاصبر لان الرضا اطمئنان القلب باختيار الله أما الصبر فهو محاولة للتغلب على مرارة البلاء ..
نماذج الراضين عن الله:
1- عمران بن حصين: لم يفوت عمران بن حصين غزوة للنبي فلما توفي النبي أصابه شلل نصفي فرقد على ظهره ثلاثين عاما حتى توفي لا يتحرك حتى أنهم نقبوا لهم في السرير ليقضي حاجته فدخل عليه بعض الصحابة فرأوه فبكوا فنظر إليهم وقال لما تبكون .. قالوا لحالك .. قال شيء أحبه الله أحببته أنتم تبكون أما أنا فراضٍ أحب ما أحبه الله وأرضى بما ارتضاه الله وأسعد بما اختاره الله، ثم قال لهم" والله أكون على حالي هذا فأحس بتسبيح الملائكة وأحس بزيارة الملائكة فأعلم هذا الذي بي ليس عقوبة وإنما يختبر رضائي عنه أشهدكم أني راضٍ عن ربي".
2- عروة بن الزبير ابن الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة وابن أخت السيدة عائشة: توفي ابن عروة بن الزبير وقطعت رجله في يوم واحد، وأخد ابنه لزيارة أمير المؤمنين في دمشق فطلب منه ابنه أن يشاهد خيل أمير المؤمنين فسمح له فداسته الخيل بأقدامها فمات فأصابته الصدمة فأراد أن يقوم فوجدوا أن في رجله شيء(سرطان) فقالوا لا بد أن تقطع القدم فقُطعت القدم فلم تعرف الناس بم تعزيه فدخلت عليه الناس واجمة فنظر إليهم وقال:" اللهم لك الحمد أعطيتني أربعة أعضاء فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثة فلك الحمد، وكان لي سبعة أبناء فأخذت واحد وأبقيت ستة فلك الحمد، لك الحمد على ما أعطيت ولك الحمد بما أبقيت أشهدكم أني راضٍ عن ربي فارضوا عنه".
3- السيدة صفية بنت عبد المطلب أخت سيدنا حمزة: عندما قُتل سيدنا حمزة في غزوة أُحد مات ميتة شديدة حيث فُتحت بطنه في الخنجر وأخرجت الكبد وفتح أبو سفيان فم سيدنا حمزة فدك فكه بالحربة حتى تشوه الوجه فقال النبي للزبير إياك أن ترى صفية حمزة خذها وعد بها الى المدينة أخشى عليها الصدمة فذهب الزبير الى أمه فقال لها:" يا أم أمرني رسول الله أن أعيدك الى المدينة فقالت: يا بني أتفعلون هذا لأن حمزة مُثل به، يا بني ما حدث لحمزة في نعم الله قليل، ولقد ارضانا الله كثيرا ولقد ابتلانا الله ليرانا أنرضى أم لا إني راضية يا بني أخبر رسول الله بهذا. فرجع الزبير وأخبر رسول الله بما قالته السيدة صفية فأذن لها فجاءت ونظرت على حمزة وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون ووقفت تصلي عليه وهي تبكي.
4- عمر بن عبد العزيز: مات ابن عمر بن عبد العزيز وأخوه وغلامه مزاحم في يوم واحد فدخلت الناس تعزيه فقال لهم: "ما لي والدنيا من هوى إلا في مواقع قضاء الله عز وجل" أي أن هواي بما يقضيه الله.
5- جاء رجل لابن القيم وقال له اوصني .. قال القي نفسك مع قدر الله حيث القاك ..
6- بكي أحد التابعين وقال أبكي لذنب اذنبته .. قيل وما هو .. قلت لشيء قضاؤه الله لي .. ليته لم يقضه ..
أثر الرضا في حياتك .. الرضا سعادة .. تكفل الله باسعادك لورضيت .
• الرضا يفرغ القلب من الهموم وسلامة من الامراض النفسية ويعطيك سعور بالغنى وينجيك من الشيطان لأن الشيطان عدو الرضا فهو يجعلك ترى ما ليس في يدك احلى مما في يدك والشيطان يصطاد الانسان عند السخط وعند الشهوة .. فعند الشهوة يوقعه بالمعاصي .. وعند السخط يوقعه في شبهات الشك في الله .
• الرضا يخلص القلب من الطمع ..
• الرضا غنى .. الرضا غنى والطمع فقر ..
• الرضا مع الطموح يدفعك لمزيد من النجاح .. لأن روحك عند المعوقات ستكون حلوه لن تيأس و لن تحبط.
• الرضا سر رضا الله ((رضي الله عنهم ورضوا عنه))
• الرضا يقربك من الله ويرتقي بك أكثر من كثير غيره من العبادات .. فهناك أعمال جوارح وأعمال قلوب .. فأعمال الجوارح ثوابها عند نهاية حدها مثل التسليم في الصلاة والافطار في الصيام .. أما أعمال القلوب فليس لها منتهي في مضاعفتها طالما هي موجودة في قلبك ويمكن تنام وقلبك راضي وثوابك في السماء وأنا نايم ضعاف مضاعفة .. فمن رضي بالله ربا فلا يرضيه إلا رضا الله .. ثوابه بلا نهاية.
• الرضا .. رضا الله عنك هو منتهي أملك ((وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم))
• الرضا في الجنة يهون عليك كل الالام الدنيا .. ((ارض عنكم فلا اسخط عليكم بعدها ابدا .. أم ترضون أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا .. )) أما نتائج الرضا فهي رضاء عنك الله من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط وأعظم رضا يوم القيامة يوم يقول الله هل رضيتم ؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب وقد ابيضت وجوهنا وأدخلتنا الجنة فيقول الله: بقي شيء يا أهل الجنة فيقولون: وما هو يا رب فيقول الله:" أرضى عنكم فلا أسخط عليكم بعدها أبدا يقول الله وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ...(سورة التوبة، آية 72)
• الرضا شجرة .. يرويها التوكل والثقة بالله وحسن الظن بالله .. فتنبت سعادة وفرحة وطمانينة .
• الرضا ذكاء و السخط على القضاء غباء. لأنك خسران مرتين لو سخطت لأنه خلاص حصل اللي حصل و لا تملك تغيره فلو سخطت تتعب مرتين و لا ثواب لك و لو رضيت تهدأ و لك ثواب
• الرضا يساعد على الحمد و الشكر بصدق وبالتالي ولئن شكرتم لأزيدنكم
• الرضا يساعد على التواضع لأن الساخط متكبر لأنه شايف نفسه لا يستحق وضعه و لا يستحق ما حدث له يعني مش عجبه حاله لانه افضل و يستحق ما هو افضل. ليه يا رب منزلتي اقل من قدري و الراضي متواضع...و من تواضع لله رفعه.
كيف اصل لمنزلة الرضا ؟؟
• تتفكر في رحمة الله وشفقته عليك ((الله ارحم بكم من الام – أنزل الله الرحمة مائة جزء )).
• تتفكر في نعم الله كثيرا عليك لترضى ان اصابتك المصائب أمام هذه النعم الكثيرة ((اكتب ورقة بنعم الله عليك)).
• تسال نفسك هل أنا واثق من حسن اختيار الله لي ((حسن الظن بالله)).
• تسمع هذا السي دي مرات ومرات.
• غير مفهومك لمعنى الغنى والثراء ... النفى غير المفاهيم والمصطلحات " ليس الغنى بكثرة المال الغنى غنى النفس " & اتدرون من المفلس "
• أترى يا أبا ذر أن كثرة المال هي الغنى؟ إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا "
• وهم فهموا ذلك حتى جاء الفقراء ... عن أبي ذر -رضي الله عنه أيضا-: أن ناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون: إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، فقالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ كذلك لو وضعها في الحلال كان له أجر رواه مسلم
• تداوم على هذا الذكر الذي وصاك به النبي ((رضيت بالله ربا)) صباحا ومساء .. لتدرب نفسك على دوام تذكره .
في حاجة اجمل من أنك ترضى علي الله انك تسعي ان يكون هو راضي عنك ((وعجلت اليك ربي لترضى)) تخيل لما يكون كل امنيتك في الدنيا رضا الله ساعتها لازم يرضيك ... شوف النبي لما عاش حياته لله ربنا قاله ايه ((ولسوف يعطيك ربك فترضى )) والاجمل والاجمل أنك تحقق الاية ((رضى الله عنه ورضوا عنه)) وانك تعيش بهذه الاية وقالوا حسبنا الله سيعطينا الله من فضله ورسوله إن إلي الله راغبون ..
ارض عن الله تسعد ..
جزاك الله خيرا
لا اله الا الله