الطائر الحر
طار الغراب الأسود سعيداً فيالهواء يستنشقنسمات الهواء النقية.. فقد كان سعيداًجداً هذا الصباح.. لأنه استيقظ في البكور.. ورأى بعينيه شروقالشمس.. وبينما هو مستمر في طيرانه.. سمع صوتنغمات جميلة.. فطار بسرعة نحو الصوت الجميل الذي سمعه.. فوجد الكروان يغني على أحدالأشجار.قال الغراب : الله .. ما أجمل هذا الصوت.. وأروع ريش هذا الطائر الجميل.. يجب أن أتعرف عليه ونصبحأصدقاء..وبسرعة انطلق الغراب ووصل إلى الشجرة التيبها الكروان وقال له: هل من الممكن أن نصبح أصدقاء.. فقد أحببت صوتككثيراً..أنت حقاً طائر رقيق، وصوتك كله نغماتراثعة..رفع الكروان منقاره إلى أعلى قائلاً: ابتعد عني أيها الطائر الأسود.. لابد أنك أنت الغراب صاحب الصوت البشع.. هيا.. هيا ابتعد عني فأنا لا أحب أن يكونلي أصدقاء مثلك.. كانت الصدمةشديدة على الغراب.. فطاروطار بعيداً جداً..... وجلس على أحد الأشجار حزيناً يبكي لماذا عامله الكروان بهذهالقسوة؟.. إنه أسود اللون حقاً وصوته سيء لكن قلبهرقيق.وبعد أيام قرر الغراب أن يعود إلى الطيرانوانطلق في الهواء.. بحثا عن مكان آخر ليس فيه طائر مغرور كالكروان وقررالوصل إلىالمدينة، ويعيش على أحد أشجارها.. وبينما هو يطيرفي شوارع المدينة.. سمع صوت غناء حزين.. كأنه يعرف هذا الصوت بالفعلإنه صوت الكروان.. فاقترب منه بسرعة.. فوجده داخل قفص ذهبي يغنيويبكي..تعجب الغراب وقال له: كيف حدث لكهذا..؟فبكى الكروان وقال: جعلني غرووري أقترب من بعض الصيادين لأسمعهم صوتي،فصادنيأحدهم وباعني داخل هذا القفص الذهبي، وهاأنا أصبحت أغني أغاني حزينة.. يبدو أنني أخطأت في حقك أيهاالغراب..وقبل أن يقترب صاحب البيت كان الغراب يطيرفي الهواء وهو بحمد الله قائلاً: الحمد لله حقاً لوني أسود وصوتي كريه.. لكنني حرٌطليق.. وهذا هو أجمل ما في الوجود.