تنطلق في العاشرة إلا الربع بتوقيت السعودية من مساء اليوم الثلاثاء مباريات الجولة الرابعة للمجموعة الأولى في دوري أبطال أوروبا، حين يلتقي توتنهام مع ضيفه الإنتر على ملعب الوايت هارت لين في لندن فيما تشهد ألمانيا مواجهة مصيرية تجمع فيردر بريمن مع ضيفه تفينتي الهولندي.
المجموعة الأولى لم تكشف حتى الآن عن كامل أسرارها وإن كان حامل اللقب "الإنتر" هو الأقرب لحجز مقعد الصدارة بعدما تمكن من جمع 7 نقاط من الجولات الـ3 الماضية بالتعادل الخارجي (2-2) مع تفينتي ثم الفوز على بريمن (4-0) وتوتنهام (4-3) في سان سيرو، ولكن يبقى الفارق ليس بالكبير عن مطارده توتنهام صاحب المركز الثاني بـ4 نقاط والقادر على الصعود للصدارة في حال انتصاره مساء اليوم، وتبقى فرصة الثنائي فيردر بريمن وتفينتي صاحبي المركزين الثالث والرابع بنقطتين فقط هما الأبعد عن التأهل ويبقى الصراع بينهما على بطاقة المركز الثالث المؤهلة للدوري الأوروبي إلا إن حدثت بعض النتائج المفاجئة خلال الجولات القادمة.مباراة ملعب الوايت هارت لين التي يُديرها الحكم المجري فيكتور كاساي تُمثل الحلم والكابوس لطرفيها، فالحلم يُراود الإنتر في حسم التأهل وصدارة المجموعة بالفوز على منافسه الأبرز وبالتالي مواجهة التحديات المحلية بارتياح وثقة كبيرة بينما الكابوس سيكون بخسارته المباراة وانتصار أحد طرفي مباراة ألمانيا مما يعني دخوله معركة المنافسة على بطاقتي التأهل وهذا بجانب خسارته للصدارة لصالح الفريق الإنجليزي، توتنهام بدوره يحلم بالفوز للتقدم لصدارة المجموعة أو على الأقل بالتعادل ليُحافظ على مركزه الثاني مهما حدث بين بريمن وتفينتي أما الخسارة فستكون الصدمة والكابوس الذي يريد الجميع تحاشيه لأنه سيجعل تأهل الفريق في الدور التالي صعبًا للغاية.
نيرادزوري 2011 مختلف .... عادي محليًا ومتوهج أوروبيًا
لم نبدأ في عام 2011 بعد لكن الواضح حتى الآن أن الموسم الحالي يشهد ظهورًا مختلفًا للإنتر يمتاز بالأداء العادي وخطف النتائج دون تقديم مستوى مميز محليًا والأداء الرائع والقوي أوروبيًا وذلك أمر كنا نرى عكسه تمامًا خلال المواسم السابقة باستثناء الأخير الذي شهد أداءًا مثاليًا على جميع الأصعدة والتتويج بالثلاثية التاريخية.
النيرادزوري حقق في الجولة الأخيرة فوزًا صعبًا على جنوى في السيريا آ بهدف البديل علي سوليمان مونتاري لكنه كان فوزًا مهمًا صعد بالفريق الى المركز الثاني مستغلًا خسارة الميلان أمام اليوفنتوس، ولكن يبقى الفارق مع لاتسيو في الصدارة 4 نقاط بعدما تمكن الأخير من الفوز على باليرمو.
الإنتر لم يُقدم الأداء المتوقع منه في ملعب لويجي فيرارس وبدأ مُفكك الخطوط ومتواضع القدرات الهجومية نتيجة تراجع مستوى أكثر من لاعب أبرزهم مايكون وشنايدر وإيتو وكوتينهو بجانب غياب البعض نتيجة الإصابة واضطرار المدرب "رافا بينتيز" لإخراج لاعبيه كامبياسو وجوليو سيزار من الملعب نتيجة الإصابة، في النهاية الفريق حقق الفوز وحصد النقاط الثلاثة رغم الأداء الضعيف ليكون ذلك تكرارًا لما يحدث في أغلب مبارياته المحلية وأبرزها كالياري، لكن الأمر مختلف تمامًا في مباريات دوري الأبطال حيث يُقدم الفريق الأداء الأفضل له منذ سنوات طويلة ويُحقق نتائج مُبهرة وبأهداف كثيرة خاصة مع الثورة التي يعشيها الكاميروني صامويل إيتو صاحب الـ6 أهداف في البطولة.
أحلام السبيرز ... بدأت كبيرة فكيف تكون نهايتها !!
دعم توتنهام فريقه بداية الموسم بأكثر من لاعب متميز أبرزهم كان نجم ريال مدريد "رافائيل فان دار فارت" وقد توقع الجميع حضورًا قويًا للفريق في الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال خاصة بتواجد عدد من النجوم أصحاب القدرات الكبيرة مثل ليدلي كينج ولوكا مودريتش وجاريث بيل وآرون لينون وبيتر كراوتش وجيرمان ديفو، الأحلام والآمال كانت كبيرة بالفعل بداية من المنافسة على لقب البريمرليج أو على الأقل مواصلة التواجد بين الرباعي الكبير والأهم كان التقدم الإيجابي في دوري الأبطال وعلى الأقل التأهل لدور الـ16 من البطولة.
ما حدث خلال الموسم لم يكن على مستوى الآمال والتطلعات، فالفريق لا يمتلك سوى 15 نقطة جمعها من 10 مباريات في الدوري الإنجليزي تضعه في المركز الـ5 بفارق 10 نقاط عن المتصدر وقد خسر في الأسبوع الأخير 5 نقاط كاملة بالتعادل مع إيفرتون والخسارة أمام مانشستر يونايتد والتي أثارت الكثير من الجدل بسبب هدف لويس ناني، وعلى المستوى القاري لم ينجح أبناء المدرب هاري ريدناب في جمع أكثر من 4 نقاط من المباريات الثلاثة التي خاضوها وفي حال لم يُحققوا نتيجة إيجابية في مباراة الليلة فقد يبدو شبح الخروج من البطولة قريبًا وللغاية.
غيابات بالجُملة عن الفريقين، ومع هذا فالمتعة مضمونة
الإصابات باتت الصداع الأكبر والأشد ألمًا في رأس رافا بينيتيز المدير الفني للإنتر بعد أن تسببت في غياب عديد نجومه خلال الموسم الحالي، والقائمة الأحدث تشمل جوليو سيزار وستانكوفيتش وموتا وكامبياسو وقد ينضم إليهم الثنائي مايكون ولوسيو وإن كان الأمر مستبعدًا، الفريق كما نرى طار الى لندن دون خط وسط قوي قادر على إيقاف نجوم السبيرز بحانب أن الثنائي بانديف وميليتو لم يلعبا منذ فترة وقد لا يظهرا بالشكل المطلوب نظرًا لعدم اكتمال جاهزيتهما البدنية وهو ما قد يؤثر على الجانب الهجومي رغم التألق الذي يُظهره البرازيلي الصغير.
رافا قد يلجأ لخيارات جديدة لسد النقص أبرزها إقحام كريستيان كيفو أو دافيدي سانتون في خط الوسط بجانب زانيتي وشنايدر وجعل الآخر في مركز الظهير الأيسر، وكذلك قد يلجأ للخيار الأسهل بمنح الفرصة لمونتاري خاصة بعد تألقه في مباراة جنوى الأخيرة ويبدو ذلك هو الأقرب.
هاري ريدناب في المقابل لا يختلف وضعه كثيرًا، فالإصابات العديدة والمؤثرة هي العامل السلبي الأشد تأثيرًا على مسيرة الفريق هذا الموسم، الفريق سيدخل مباراة النيرادزوري دون الثلاثي داوسون وكينج وديفو بجانب حارس المرمى هيلاريو جوميز الذي خرج بالكرت الأحمر خلال المباراة الأخيرة، لكن مع هذا يبقى الخبر السعيد للمدرب والفريق هو قدرة الهولندي رفائيل فان دار فارت على لعب المباراة بعدما تعافى من إصابته.
التشكيل الأقرب للبدء به من جانب ريدناب سيشهد تواجد الرباعي هادليستون ومودريتش وجيناس وبيل في الوسط وأمامهم بيتر كوراتش بجانب فان دار فارت أو آرون لينون في حال قرر ريدناب الحفاظ على نجمه الهولندي لأحداث الشوط الثاني وهو أمر ليس بالمستبعد.
أخيرًا نذكر أن مباراة الذهاب في سان سيرو شهدت تقدم الإنتر برباعية كاملة في الشوط الأول مع أداء رائع للغاية لكن الفريق أجبر على قبول 3 أهداف من جاريث بيل جعلت النتيجة النهائية 4-3، وقد أكد بينيتيز أنه لن يسمح للنجم الويلزي بالتسجيل مجددًا في مرمى النيرادزوري، فهل سينجح في ذلك؟ الإجابة تعتمد على قوة الدفاع الإيطالي وخاصة قدرته على التعامل مع السرعة الشديدة التي يمتاز بها بيل والتي كانت كلمة السر في تفوقه وتألقه في ميلانو.
المباراة من المتوقع أن تبدأ بأداء هجومي من جانب أصحاب الملعب متسلحين بالحماس الكبير الناتج عن الدعم الجماهيري والرغبة في تحقيق الفوز والعودة للطريق السليم، وفي المقابل سيلجأ بينيتيز لأداء دفاعي يمتص به حماس مستضيفه مع المباغتة بالهجمات المرتدة السريعة عبر انطلاقات الثلاثي كوتينهو وشنايدر وإيتو وبكل تأكيد ستكون نقطة التعادل مُرضية للمدرب الإسباني خاصة مع الإصابات التي يُعاني منها.
نظرة تاريخيةالمباراة السابقة بين الفريقين على ملعب سان سيرو كانت الأولى في تاريخ مواجهات الطرفين وقد حسمها النيرادزوري لصالحه بنتيجة 4-3، وصنع الأرجنتيني خافيير زانيتي التاريخ بإحرازه الهدف الأول في مواجهات الفريقين.
الإنتر واجه الأندية الإنجليزية في 25 مباراة فاز في 12 وخسر 9 وتعادل في 4، كان منها 12 مباراة خارج مدينة ميلانو وقد شهدت نتائج سلبية للغاية حيث خسر في 7 ولم يفز سوى في 4 وتعادل في واحدة.
توتنهام واجه الأندية الإيطالية في 4 مباريات فقط فاز في واحدة وتعادل في مثلها وخسر 2، وقد تمكن الفريق من الفوز في المباراة الوحيدة التي لعبها في لندن وكانت أمام الميلان وانتهت لصالحه 2-1.
المباراة الثانية في نفس المجموعة تُعد الفرصة الأخيرة لبريمن وتفينتي لدخول سباق الحصول على إحدى بطاقتي التأهل، لأن فوز أحدهما مع خسارة توتنهام يعني قفزه للمركز الثاني وامتلاكه حظوظًا قوية للغاية في خطف البطاقة الثانية بينما التعادل قد يضر بالفريقين ويحصر آمالهما في التنافس على المركز الثالث، تبقى مباراة قوية للغاية وتعد بالكثير من المتعة والإثارة والندية المتبادلة خاصة أن الفريقين يعيشان فترة ممتازة محليًا ولا هدف لهما سوى الفوز قاريًا.