أتعلم…؟
أنا لا أرتاح إلا حين ألقاك..وحين أرى ظلّ القمر يلامسك ويرسم فيك جسراً من نور حيث يتلألأ على سطحك..
أرى روحي تغادر وتنسل مني..شوقاً إليك..
أحب أن أخاطبك..
أتمنى كالحلم ..أن أكتب ورقة وأزجها في قنينة خضراء مغبّرة..وألوح بها ثم أرميها في وسطك..لتحملها أمواجك الى جزيرة بعيدة..ويلتقطها أحدهم يوماً بعد أن تداعب قدميه ويفتحها..ليقرأ بوح نفسي..ويبحث عني ..حيث حتى أنا لا أجدني!
أخال أحياناً..أنّ أحدهم غاص الى أعماقك..ورأى مصباحاً قديماً صدءاً..كالذي وجده علاء الدين..ثم يحمله ويحكّه ثلاثاً..ويخرجني منه..
ربما هكذا أنا كنت في عمق الحياة..وأخرجني أحداً ما من تلك الظلمة..ورفعني هناك بين النجوم..صدقاً!!
أحب كثيراً أن أرمي سنارتي الطويلة إليك..وانتظر..ودائماً أتمنى حين أحسُ بثقلها أن أسحبها وتتدلى منها فردة حذاء قديمة..تماما كما في الرسوم المتحركة..لكن لم يخرج شيءٌ أبداً يوماً..لا فردة..ولاسمكة!
أيها البحر..أيها الصديق..الذي لاتملّني أبداً..ولا أملّك..أو أسأمك..هي أجمل ساعات الحياة التي أقضيها معك..وبقربك..وأحس بمياهك تلج إلي..وتغسل روحي..فعندك أبث كل أسرار الحياة..وعندك حيث أرمي إليك بكل الهموم..وأغادرك بعدها كبلورةٍ نقية..تنعكس فيّ كل أبعاد الحياة..وأدركها بشكلٍ أفضل..سبحان من أبدعك.
كم أتمنى أن أسير بقدميّ على سطحك يوماً..دون أن أغوص ببطءٍ فيك..أ أستطيع!؟
ألا يوجد قانون( التوتر السطحي) ليحميني من السقوط..
كثيراً ماجمعت أصدافك..وحاولت ثقبها..وصناعة قلادةً منها..ودائماً ما أفشل.., كثيراً ماكان صوتك يرافقني أينما ذهبت..
كثيراً كما الآن أيها الصديق..أخطُ عليك كلماتي لتبعثرها وتحملها من شاطئٍ الى آخر..وأنت بذاك تكمل لملمتي..وتعيدني الى نفسي..وتنقلني من لحظة حلم الى يقظة..بعد أن حاولت أن أغفو أمامك للحظات..تحملني فيها الى أعماقي..وتُسدل عليّ تلك الراحة والهدوء..ليغادرني كل ضجيج..
وداعاً الآن..أعاودك المرور..
**
وقفة صغيرة..
تهفو نفسي نحو مكة والمدينة هذه الأيام..ولأنها أمنية تراودني كل حين..أخال نفسي ترتصُ هناك بين الصفوف..تصلي وتدعو..
وحيث أن من الغد سيكون قيام في أول الليل وآخره..وتحلو كل صلاة ودعاء..وتجلّي نحو السماء..لا تنسوا أحداً من الدعاء..
كل مريض وأسير..مهموم ومكروب..نحن لانساوي شيئاً دون الآخرين..دون أن نحيا بهم..ومعهم ولأجلهم..
لكم خالص الدعاء..