بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. أحبتي في الله ..
هل سمعتم بالحفل الذي أقيم بلندن في السابع عشر من رمضان الماضي ، تحت عنوان ( عائشة في النار ) ؟
تتخيل من عائشة ؟!! نعم هي أمك أم المؤمنين زوج النبي الكريم الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سموات حبيبة حبيب الله وأعلم نساء الأمة .
هل تسكت على ذلك ؟ هل تعلم من قال بذلك ؟ هل تفهم لماذا يكرهونها بل يكفرونها ؟ هل تتصور أن هناك من تسول له نفسه أن يقول على أمك ذلك ؟ ألا نحتاج لوقفة لنفهم واقعنا ، هل سنظل غافلين طيلة الوقت ؟ حتى ولو دنس عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم !!!
ماذا أنت فاعل لو أن إنسانًا قال على أمك أنها كانت تزني وتتعرض للشباب ، وأنها سليطة اللسان قليلة الأدب ، بالله يا كل مسلم ومسلمة ماذا ستصنعون ؟؟
ماذا ستصنع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي زمانك من تعرض لأهله بالسوء وأنت أصلا لا تشعر ولا تهتم ، ومنّا من يقول : لماذا تكبرون الأمور ؟ عادي !! لا تهتموا !! وربما لو خرج فريق كرة القدم من تصفيات كأس العالم لم ينم ، يتابع ، يصرخ ، يتوعد ، تصير قضية حياته
تعال .. نفهم
الشيعة الروافض الذين ذاع صيتهم بعد أن صارت لهم دولة ( إيران ) وبعد أن قسموا العراق ، وصارت يتحكمون في لبنان ، ويريدون أن ينشروا ( التشيع ) بين المسلمين ، وبتشجيع من أعداء هذه الأمة علت أصواتهم من منطلق ( فرق تسد ) ، هم الآن يعلنون مذهبهم بكل صورة سافرة ويستفزون المسلمين من أهل السنة ، وكان هذا الاحتفال الذي أخذوا يلعنون فيه أمنا عائشة وينشدون الأشعار في سبها ، وقام أحد دعاتهم فألقى محاضرة نال فيها من أمنا عائشة بما لا يمكن تحمله ، ولولا أني أعف لسانا عن ذكر ذلك حفاظًا على مشاعر المسلمين الغيورين لذكرت كلامه الوقح ، لكن يكفي ما ذكرت سابقًا من بعض كلامه .
لماذا يكرهونها ؟
لأنهم يعتقدون أنها أمرت بقتل سيدنا علي رضي الله عنه بعد مقتل سيدنا عثمان ، وأنها كانت السبب في الفتنة التي حدثت بين سيدنا معاوية وسيدنا علي ، فأخذوا يطعنون فيها من ذلك الوقت ، فتارة يتهمونها بأنها تسببت في قتل النبي صلى الله عليه وسلم بطريق غير مباشرة ، وتارة بالخوض في عرضها ، ويحكون عنها أباطيل حاشاها ، ويفسرون الأحاديث بأهوائهم ومن منطلق ما في صدورهم من البغضاء لها .
ولماذا الآن ؟
إنه نوع من الاستقواء في ظل حالة الضعف العام عند االمسلمين ، فإذا كانت قضية بهذا الحجم لا نهتم بها ، وفي أزمة الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم كان نفس الحال ، والفتن تطل علينا من كل جانب ، فلماذا لا يتحينون الفرضة ؟ وشباب المسلمين سكارى ، وأسألكم بالله عليكم :ما هي اهتماماتكم ؟ فيم تفكرون ؟ ما الهدف الذي تعيش من أجله ؟ وحتى متى ؟؟
ماذا تعرف عن أمنا عائشة ؟
إنني أدعوك لأن تسمي نفسك من الآن ( ابن أو ابنة) عائشة ( رضوان الله عليها ) ، والابن لابد أن يبر أمه ، وأقل شيء من البر أن يحفظ لأمه فضلها ، فهل تعرف شيئا من ذلك ؟
هذه أمك :
(1) هي حبيبة حبيب الله صلى الله عليه وسلم ، كما في البخاري وغيره وقد سئل صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك قال عائشة . قيل فمن الرجال قال أبوها .
(2) هي من أفضل نساء الأرض :
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام .( الثريد كان أفضل الطعام عند العرب ، وهو لحم وخبز )
(3) أنَّ الله أرى النبي في الرؤيا صورتها وأخبره جبريل أنها زوجته في الدنيا والآخرة
في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اُرِيتُك في المنام ثلاث ليال جاءني بك المَلَك في سَرَقَةٍ من حرير فيقول هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول إن يَكُ هذا من عند الله يُمْضه .
وفي رواية الترمذي : «أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إِلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال : هذه زوجَتُكَ في الدنيا والآخرة».
(4) والنبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرًا غيرها .
(5) وكان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .
في البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أم سلمة لا تؤذونني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها " بالله ماذا تشعر والنبي يقول : " لا تؤذوني في عائشة "
(6) أن جبريل عليه السلام أقرأها السلام .
في الصحيحين عن أبي سَلَمَة عن عائشة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إنَّ جبريل يقرأ عليك السلام قالت فقلت وعليه السلام ورحمة الله .
(7) ومن فضلها وحب رسول الله لها ، وعلم الناس بذلك ، فكانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ الناس كانوا يَتَحَرَّوْن بهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(8) أنَّ الله اختصها بقرآن يتلى إلى يوم القيامة ، لما افترى عليها المنافقون الإفك ، وكأن الله أراد أن يعلمنا الدرس ، ففي زمانها قالوا عليها فأنزل الله براءتها في عشر آيات ( من الآية 11-20 ) من سورة النور ، والآن يتكرر الأمر ، ولكن أبناءك يا أمي سيدافعون عنك ( لن يلوث عرض أمي وفينا عين تطرف ) .
(9) ومن فضل أمي وأمك أنَّ الله لما خير نساء النبي صلى الله عليه وسلم بين البقاء مع النبي – مع ما في ذلك من شدة العيش - أو أن يفارقهن ، بدأ النبي بها فخيرها فقال : ” ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها ( أي اقتدى ) بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت .
(10) ومن فضلها أن النبي كان يمرض في مرض وفاته في بيتها ، ومات – فداه أبي أمي – في بيتها على كتفها ، ودفن في بيتها .
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين سَحْري ونحري .
(11) أنَّ الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها .
وقال الزهري : " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل "
قال الذهبي : " لا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء مطلقاً امرأة أعلم منها"
هذه أمك فما حقها عليك ؟
1- الدفاع عنها بكل ما تستطيع ، انشر هذه المطوية ، وزع الكتب المعرفة بها ، ساهم في نشر الأشرطة والأسطوانات ، شارك في الحملات الموجودة على المواقع والمنديات والفايس بوك التي تدافع عنها لتبرئ ذمتك أمام الله تعالى .
2- نريد أن يكون شعار (كوني عائشة ) فعالا ، نريد أن نقتدي بأخلاقها ، بأدبها ، بعلمها ، بعبادتها ، بمنهجها في الحياة .
3- للأخوات : انصري أمك بأن تقتدي بها في كل شيء ، وأول شيء ، هل تعرفين ما كان حجابها ؟ بالله دافعي عن أمك بحجابك .
4- نريد من الرجال الغيرة لأمهم فكل راعٍ مسئول ، فيا آباء أخرج لنا ابنتك كعائشة ، ويا أزواج اجعل من عائشة مثالا تحتذي به زوجتك .
5- كانت أمنا عائشة توصي بحفظ سورة النور ، فنريد من الجميع حفظ هذه السورة ودراسة وتدبر آياتها .
قفوا جميعا يا مسلمون لتدافعوا عن أمكم ، حتى لا يعمنا الله بعذاب غيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
منقول للأهميه