روائع ودرر ما أحوجنا لمثلها
* ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده، قال: قال إبراهيم بن داود: قال بعض الحكماء: إن لله عبادًا يستقبلون المصائب بالبشر،
قال: فقال: أولئك الذين صفت من الدنيا قلوبهم،
ثم قال: قال وهب بن منبه: وجدت في زبور داود: يقول الله تعالى:«يا داود، هل تدري من أسرع الناس ممرًا على
الصراط؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري».
* قال عبد العزيز بن أبي داود: «ثلاثة من كنوز الجنة: كتمان
المصيبة، وكتمان المرض، وكتمان الصدقة».
* وقال عبد الله بن محمد الهروي: من جواهر البر: كتمان
المصيبة، حتى يظن أنك لم تصب قط».
* وقال عون بن عبد الله: «الخير الذي لا شر معه: الشكر مع
العافية، والصبر مع المصيبة».
* قال علي بن أبي طالب t: «الصبر ثلاثة: صبر على المصيبة، وصبر على
الطاعة، وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها، كتب
له ثلاثمائة درجة، ومن صبر على الطاعة، كتب له ستمائة درجة، ومن صبر عن
المعصية، كتب له تسعمائة درجة»,
* وقال ميمون بن مهران: «الصبر صبران: فالصبر على
المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية»
* وقال الجنيد، وقد سئل عن الصبر، فقال: «هو تجرع المرارة من غير تعبس».
* وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى:
{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}
[الرعد: 24]:
«صبروا على ما أمروا به، وصبروا عما نهوا عنه».
اهـ. فكأنه رحمه الله جعل الصبر عن المعصية داخلاً في قسم المأمور به.
* قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن أبي السفر، قال: مرض أبو بكر فعادوه، فقالوا: ألا ندعو لك الطبيب؟ فقال: قد
رآني الطبيب. قالوا: فأي شيء قال لك؟ قال: إني فعال لما أريد.
* قال أحمد: «حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، قال: قال عمر بن الخطاب: «وجدنا خير عيشنا بالصبر». وفي رواية:
«أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريمًا».
* وقال علي بن أبي طالب: «ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه
لا إيمان لمن لا صبر له».
* وقال الحسن: «الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده».
* وقال عمر بن عبد العزيز: «ما أنعم الله على عبد نعمة، فانتزعها منه، فعاضها مكانها الصبر، إلا كان ما عوضه خيرًا مما انتزعه منه».
* وكان لبعض العارفين رقعة، يخرجها كل وقت، فينظر فيها، وفيها مكتوب واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا.
* وقال مجاهد في قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}، في غير جزع.
* وقال عمرو بن قيس {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} قال: «الرضا بالمصيبة والتسليم».
* وقال حسان: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}: لا شكوى فيه.
* وقال همام عن قتادة في قول الله تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف:
84] قال: كظيم على الحزن، فلم يقل إلا خيرًا، وقال الحسن: الكظيم: الصبور.
وقال الضحاك: كظيم الحزن.
* وقال عبد الله بن المبارك: أخبرنا عبد الله بن لهيعة، عن عطاء بن دينار، أن سعيد بن جبير قال:«الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب
منه، واحتسابه عند الله».
قال يونس بن زيد: سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن: ما منتهى الصبر؟ قال: «أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه».
وقال قيس بن الحجاج في قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا} [المعارج: 5]، قال: «أن يكون
صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو».