ليلة القدر نزل فيها كتاب ذو قدر
على رسول ذي قدر، في أمة ذات قدر
ليلة ليست كالأيام ولا الشهور ولا سنة أو سنتين ولا ألف شهر
بل هي خير من ألف شهر، خير من غالب أعمار
بني الإنسان
خير من ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر، مَن حرم
خيرها فقد حُرم
ومن أدركها أدرك الخير كله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
{ أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل
عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه
أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة
خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حرم}اخرجه النسائي . قال الشيخ الألباني : صحيح
هي ليلة ساكنة هادئة شمس صبيحتها بيضاء نقيةفيها
قلوب خاشعة، ووجوه لربها ساجدة،ما سألت شيئاً
إلا أُعطيت، تشهدها الملائكة{ تنزل الملائكة
والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} [القدر:4]
أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها
والملائكة ينزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما
يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذكر
ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق، تعظيماً له
هي ليلة أوصى فيها النبي صلى الله عليه وسلم
من أدركها يطلب العفوفعن عائشة رضي الله عنها
قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي
ليلة.. ليلة القدرما أقول فيها.. قال قولي:
"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفُ
عني" (رواه الترمذي وغيره)
ليلة ينزل فيها العفو والمغفرة الذي به تتنزل
بركات السماء وتفتح به كنوز الأرض
ليلة تهفو إليها كل نفس مؤمنة وتتمنى
إدراكهافتخلص لربها وتحتسب، وتتخلص من
شواغل الدنيا وتجتهد في الدعاء وتتبع هدي نبيها
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال:{من
قام ليلة القدر إيماناً
واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام
رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من
ذنبه} (رواه البخاري ومسلم)
إنها الليلة التي سيُقرر فيها ننجو أم نهلك، نُرزق
أم نُمنع الرزق، نُفلح أم نخسر ودعاؤنا فيها مؤثر
لأنها ليلة قضاء الأمور ، يحكم الله فيها
ويقضي بما يكون في السنة بأجمعها، وروي في قوله
تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) يقدر فيها ما يكون
في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق
أو أجل"، وقيل في سبب تسميتها (بالقدر) بمعنى
الشرف والحظ وعظيم الشأن
ليلة القدر هي أشرف الليالي وأعظمها
عند الله سبحانه وتعالى والعمل فيها مقبول
والدعاء فيها مستجاب، ويعجز الإنسان مهما
أوتي من فصاحة أن يصف عظمة ليلة القدر
وفضلها وشرفها، وهي ليلة غفران الذنوب
وليلة نزول القرآن الكريم وتفتح في أولها أبواب السماء لتنزل الملائكة والروح ليكتبوا قضاء الله
تعالى في الناس في أعمارهم وأرزاقهم وأحوالهم وآجالهم