فتاوى فى منكرات عيد الفطر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
=====
فتاوى كبار العلماء في منكرات عيد الفطر
=========
الشيخ / عبدالرحمن بن سعد الشثري
المصدر: موقع نور الاسلام
=====
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : لقد اعتاد بعض الناس فعل بعض البدع وبعض المنكرات في عيد الفطر , ولأنَّ الدين النصيحة , أحببت ذكر فتاوى كبار العلماء في هذه البدع والمنكرات إبراءً للذمة , ونصيحة للأمة , وهي كالتالي :
* تخصيص يوم العيد بزيارة المقابر :
لقد ابتدع بعض الناس منذ أزمنة طويلة بدعاً عظيمة تتعلَّق بالقبور , ومن أقبح تلك البدع : تخصيص زيارة قبور القرابات في الأعياد , ومن يفعل ذلك يرى أن زيارة الأقارب من الموتى في ذلك اليوم من باب البرِّ وزيادة الودِّ لهم , وهذا لا شكَّ من البدع الْمُحدَثة الْمُحرَّمة ([1]) .
ولقد حذَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّته أشد التحذير وأبلغه عن هذا النوع بعينه من البدع , فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً , ولا تجعلوا قبري عيداً , وصلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلُغني حيث كنتم ) ([2]) .
ومعنى اتخاذ القبور أعياداً : هو اعتياد قصد القبور في وقت معيَّن , عائد بعود السنة , أو الشهر , أو الأسبوع , أو الاجتماع عند القبور في وقت معيَّن .
وأصل العيد : ما يُعتاد مجيئه وقصده من مكان وزمان , مأخوذ من المعاودة أو الاعتياد , واتخاذ القبور أعياداً محرَّمٌ بنصِّ الحديث , بل لا خلاف بين أهل العلم في تحريم ذلك ([3]) .
وإنما جاء النهي والذم لهذه المواسم والأعياد الْمُحدَثة لِما تشتمل عليه من المفاسد العظيمة في الدين .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( ثمَّ إن في اتخاذ القبور أعياداً من المفاسد العظيمة التي لا يعلمها إلاَّ الله تعالى , ما يَغضب لأجله كلّ مَن في قلبه وقارٌ لله تعالى , وغيرة على التوحيد , وتهجين وتقبيح للشرك , ولكن ما لجرح بميِّت إيلام ) ([4]) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( واعلم أنه ليس كل أحد , بل ولا أكثر الناس يُدرك فساد هذا النوع من البدع , لا سيما إذا كان من جنس العبادات المشروعة , بل أولو الألباب هم الذين يُدركون بعض ما فيه من الفساد , والواجب على الخلق اتباع الكتاب والسنة وإن لم يُدركوا ما في ذلك من المصلحة والمفسدة ) ([5]) .
وقال بعد حكايته إجماع العلماء على تحريم اتخاذ القبور أعياداً : ( ولا يُغتر بكثرة العادات الفاسدة , فإنَّ هذا من التشبه بأهل الكتابين , الذي أخبرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنه كائن في هذه الأمة ) ([6]) .
وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ( لا يجوز تخصيص يوم معيَّن من السنة لا الجمعة , ولا أول يوم من رجب , ولا آخر يوم في زيارة المقابر , لعدم الدليل على ذلك , وإنما المشروع أن تُزار متى تيسَّر ذلك ) ([7])