بـــــســـــــم الله الرحمن الرحيم
يا معاشر التائبين .. اسكبوا العبرات .. فهذا موسم الأحزان !!
ألا تبكون خوفاً من ذنوباً سُطرت في أيامٍ وليالٍ مضت .. أنسيتم ؟!!
بكيت على الذنوب لعظم جرمي – وحق لمن عصى مرّ البكاء
فلو أن البكاء يردّ همي = لأسعدت الدموع مع الدماء
إخواني .. أخواتي
هذا الأسود بن يزيد : " النخعي الكوفي " .. يحج فيلبي ويقول – لبيك غفّار الذنوب –
حج ثمانين حجة ما بين حجه وعمره .. ويختم القرآن في كل ست ليال " ختمة "
عُرف في الكوفة .. بالعابد .. الصائم .. القائم .. التلّاء لكتاب الله ..
ثم إنهم يرونه في الحج يتنقل بين المشاعر – ويبكي ذنوبه – ويقول .. لبيك غفّار الذنوب ..
أحبتي .. أفيقوا .. يا أصحاب الهمم .. والعزائم القوية ..
هيا نطالب القلوب بالإخبات والإنابة إلى الله تعالى ..
ونطالب العيون بالبكاء على الخطيئة ..
ونطالب كلّ الجوارح بالكفّ عن المعاصي والأثام ..
لماذا الإصرار على المعاصي ؟!
ألا نخاف من موت الفجأة ؟!
لماذا لا نقول .. وداعاّ .. وداعاّ ثم وداعاً .. للهوٍ محرم .. ومحارم تُنتهك ..
وداعاً لجلساء السوء ورفقة الضياع ..
وداعاً لأماكن السوء والمعاصي ..
إن القرار ليس صعباً .. لأن المسألة جنة .. أو .. نار ..
قال الله تعالى : (وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
هيا لنتوب في هذا الموسم .. ونصلح ما بيننا وبين الله ..
ولنتذكر جميعاً .. (إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
وفقنا الله وإياكم للتوبة النصوح
وبلغنا الله وإياكم التوفيق والفلاح .. والفوز بالجنة والنجاة من النار