المطبل هو الإعلان عن دخول توقيت السحور"الفلاح كما يسمى في شحير" ويسبق موعد الإمساك بحوالي ساعتين و المطبل ليس لتناول وجبة السحور فقط بل لإعطاء مساحة من الوقت لبعض الأسر لإعداد و تجهيز وجبة السحور و كان المطبل في حينها الوسيلة الوحيدة لإيقاظ النائمين في ظل عدم وجود أي وسائل أو إمكانيات أخرى فلا توجد كهرباء أو ساعات للتوقيت و التنبيه أو سمرات المقاهي والحارات مثل ما هو اليوم و هناك بيوت محدودة جدا يوجد بها بعض السامرين فكان المطبل مهم و ضروري في أيامه و الصائمين يعتمدون عليه اعتمادا كليا ولذا فإنه اختفى عند ظهور التكنولوجيا و توفر الوسائل و أصبح لا يمارس إلا من باب الذكرى وإحياء التراث في بعض المدن.
والمطبل ياتي نهارا ويدور في شوراع غيل باوزير وله من الاجر مائة ريال والاولاد والبنات الصغار معهم من شنطة فيها الحلويات والسكريات ويدورون معه ويرددون الاشعار ويودعون رمضان
في صباح يومي 28و 29رمضان ينزل المطبل " ويسمى المطبل في بعض مدن حضرموت بالشامية" و بصحبة الأطفال بزينتهم و طبلتهم (الطبلة هي علبة معدنية مستديرة أو مربعة توضع فيها الحلاوة المتوفرة للأطفال وهي الفافوت و يسمى في المكلاو الغيل بالمصبوب) لجمع أجرة المطبل وهي عينية من الأرز أو الحبوب و تستقطع من زكاة الفطر و تجمع في "المعرص" وهو عبارة عن سلتين مصنوعة من سعف النخل وكل سلة تسمى "العِبر" -بكسر العين- مربوطة بحبل أيضا من ليف النخل ويسمي "سُلب" أو من الخوص "سعف النخل" و يسمى "عطير" و تحمل بعود سميك على أكتاف أحد المطبلين، و يسير بها من بيت إلى بيت حيث ان المطبل بعكس الليل هنا في الصباح يتوقف عند كل بيت و يدخل أحد الأطفال و يقول لأهله "هاتوا عشاء المطبل" بدون أي شروط و في آخر أيام المطبل حددت الأجرة بمبلغ عشرة شلن (نصف دينار) و من ثم و صلت إلى مائة ريال بعد الوحدة وكان الأطفال من الصنفين يتمتعون بهذين اليومين و خصوصا البنات يتباهين بالطبلة و جميع الحلويات (الفافوت و الباطاسا) مصنوعة من السكر و تعرض هذه الطبلة بما فيها من حلاوة على الكبار فيرددون عليهم "مبلغة مبلغة" أي "مكتملة مكتملة" و يحتفظ بها و بما فيها طوال أيام رمضان و تؤكل أيام المطبل أي في 28 و 29 رمضان وتصاحب هذه الفرحة الرمضانية أناشيد و أهازيج ينشدها الأطفال و خصوصا في فترة العشوية "العصر" وتسمى "الصييمة" إلى آذان المغرب.. وعند الآذان ينفض تجمع الأطفال من مواقع تجمعهم في الحويف "الحارات" و يهرولون إلى بيوتهم لإشعار أهلهم بآذان المغرب وذلك لعدم وجود مكبرات الصوت وهم يرددون بصوت رافع "أذن المغرب و قال الله أكبر" و قبل المغرب ينشدون "يااماه صييمة ..هاتي اللقيمة .. من البريمة .. يا مغرب أذن .. قل الله أكبر" وفي منتصف العشوية يرددون " يالتوش يالتوش.. طلع طلع.. باياذن؟" و هناك الكثير و الكثير لا نستحضره الآن.
على كل حال أيام و ليالي و جولة جميلة يتمتع به الصائم و النائم و الكبير و الصغير،،